"قسد" تشن حملة اعتقالات في الرقة وتلاحق الدراجات النارية في دير الزور

25 مايو 2021
تواصل "قسد" ملاحقة الشبان السوريين (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مساء أمس الاثنين، أكثر من 20 شاباً في مناطق متفرقة بمحافظة الرقة شمال شرقي سورية، وشنّت حملة ضد أصحاب الدراجات النارية في ريف دير الزور (شرق) وأحرقت العشرات منها، بعد إصدارها قراراً سابقاً بمنع استخدامها بذريعة استغلالها من قبل خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الأمن التابعة لها، وبمساندة من مخابراتها، شنّت حملات دهم على مناطق متفرقة في قرى ومزارع المحيط الغربي لمدينة الرقة ومنطقة المنصورة، ومنطقة حزيمة شمالي الرقة ومنطقة الحمرات شرقي الرقة، واعتقلت خلالها عشرين شخصاً على الأقل، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أنّ "قسد" نشرت عدة حواجز على الطرق الواصلة بين مدينة الرقة وريفها الشمالي، واعتقلت العديد من الشبان أثناء ذلك، وقادت معظمهم إلى مراكز التجنيد الإجباري التابعة لها والتي تسميها "مكتب الدفاع الذاتي"، حيث تفرض المليشيات التجنيد الإجباري على الشبان في مناطق سيطرتها.

بموازاة ذلك، شنّت "قسد" حملة على أصحاب الدراجات النارية في مدينة الشحيل وبلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، وصادرت عشرات الدراجات وقامت بإحراقها أمام أصحابها.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ الحملة تأتي بعد فشل "قسد" في منع استخدام الدراجات النارية في مناطق سيطرتها، حيث أصدرت سابقاً قراراً وبياناً حذرت فيهما السكان من استخدام الدراجات النارية.

وذكرت المصادر أنّ الدراجات النارية باتت تشكل "فوبيا ومصدر هلع" لمليشيات "قسد"، كونها الأداة الرئيسية التي يجرى بواسطتها استهداف مواقعها ودورياتها، إما عبر تفخيخها أو عن طريق استخدامها للتنقل خلال الهجمات من قبل خلايا تنظيم "داعش".

وكانت "قسد" قد أصدرت عدة قرارات، في وقت سابق، تخص الدراجات النارية، منها ما يقضي بحظرها بشكل كلي ومنها ما يقضي بحظرها بشكل جزئي وفي ساعات محددة من اليوم. وتعد الدراجة النارية وسيلة نقل رئيسية يستخدمها السكان في عموم سورية وفي مناطق شمال وشرق البلاد.

وأثارت تلك القرارات استياء عاماً بين السكان، حيث يرون أنّ المشكلة لا تكمن في الدراجات النارية إنما في طريقة تعامل "قسد" مع الملف الأمني وفشلها في إدارته، وأنّ حظرها يزيد من معاناة السكان في التنقل، لا سيما في الوصول إلى المناطق الزراعية مترامية الأطراف.

وتقول المصادر إنّ الدراجة النارية سهلة الاستخدام في المنطقة، وتسهل على المزارعين التنقل بين الأراضي، ومصروفها أخف عبئاً على الناس وحظرها يزيد من المعاناة، مضيفة أنّ طريقة تعامل "قسد" مع أصحاب الدراجات "لم ترض الناس، إذ يمكنها أن تفرض غرامة مالية على مخالف قرارها، أما أن تقوم بحرق الدراجة فهي بهذه الحالة تثير الناس ضدها".

ويعاني السكان عموماً من ممارسات "قسد" ويعدونها انتهاكات بحقهم، ويطالبونها بشكل مستمر في إعادة النظر في ممارساتها ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

توتر في دير الزور
في غضون ذلك، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن حدوث توتر، أمس الاثنين، بين أفراد من عشيرة عربية وعناصر من "قسد" حاولوا اعتقال أحد المسؤولين في المجلس المدني التابع لـ"قسد" بمنطقة المعامل شمالي دير الزور.

وذكرت المصادر أنّ عراكاً وقع بين عناصر "قسد" وأفراد من عشيرة البقارة، على خلفية تدخل الأفراد لمنع "قسد" من اعتقال مسؤول في لجنة الاقتصاد ومديرية الطاقة في مجلس دير الزور المدني، وهؤلاء من أقرباء المسؤول الذي تريد "قسد" اعتقاله على خلفيات اتهام بالفساد.

وبحسب المصادر، فإنّ حالة من التوتر لا تزال مستمرة في المنطقة، وسط تخوف الأهالي من استقدام "قسد" تعزيزات بهدف اقتحام المنطقة واعتقال المسؤول.

وشهدت مناطق سيطرة "قسد"، الأسبوع الماضي، مظاهرات على خلفية قرار من قبل "الإدارة الذاتية" التابعة للمليشيات، وكان ينص على رفع أسعار المحروقات في مناطق سيطرتها بنسبة تصل إلى 300%، قبل أن تتراجع عنه بفعل الضغط الشعبي.