قراءة إسرائيلية للموقف الروسي حيال الغارات في سورية: بين اللامبالاة والقبول الضمني لتحجيم إيران
اعتبر اثنان من محللي الشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، أنّ شنّ ما لا يقل عن 7 هجمات إسرائيلية على مواقع في سورية، بعضها قريب من مواقع روسية، يشير إلى توافق روسي إسرائيلي، بل وحتى مع النظام السوري، لتحجيم القوة والدور الإيراني في سورية.
وقال يوسي يهوشواع، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تحليل نشره، أمس الثلاثاء، تحت عنوان "أجواء سورية مفتوحة"، إنّ الهجمات الإسرائيلية في سورية تأتي كجزء من مخرجات اللقاء الأخير بين رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سوتشي، في إشارة منه إلى حرية العمل المطلقة التي تتمتع بها إسرائيل في ضرب مواقع بسورية.
من جهته، اعتبر عاموس هرئيل، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، أنّ إسرائيل توسع نطاق هجماتها وعددها في سورية، بينما تعتمد روسيا موقف "اللامبالاة" إزاء ما يحدث.
وقال هرئيل إنّ من الواضح أنّ إسرائيل تكثف حالياً من الهجمات في سورية كجزء مما يُسمى "المعركة بين الحروب" لتحقيق هدفين: أولاً إحباط نقل أسلحة من إيران عبر سورية، والثاني يتمثل في ضرب مصالح إيرانية في سورية.
واعتبر هرئيل، في تحليله، أنّ تكثيف الهجمات الإسرائيلية في سورية يرتبط على ما يبدو برغبة الجيش الإسرائيلي استغلال الأحوال الجوية، وتنفيذ أكبر عدد من الهجمات قبل حلول الشتاء، حيث تصعّب الأحوال الجوية وكثافة الغيوم شنّ الهجمات، فضلاً عن أنّ الهجومين الأخيرين في وضح النهار وساعات المساء الأولى كانا على ما يبدو بفعل وصول معلومات دقيقة عن موعد نقل شحنات السلاح.
وبحسب هرئيل، فإنه يبدو أنّ روسيا، بعد أسبوعين من لقاء القمة بين بينت وبوتين، غير قلقة على نحو خاص من ضرب إسرائيل لمواقع إيرانية في سورية.
ورأى لهرئيل، أنّ حقيقة أنّ بعض الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سورية كانت على مواقع قريبة نسبياً من القواعد الروسية في محافظتي حمص وطرطوس، تشير إلى حرص إسرائيلي مسبق على عدم المسّ بالمواقع والجنود الروس.
وإن كانت إسرائيل تبالغ، بحسب هرئيل، في مسألة رغبة بشار الأسد في التحرر من "العناق الإيراني"، إلا أنّ هناك شكاً في أنّ هذه الهجمات تقلق نظامه.