قراءات روسية متفائلة بفوز أردوغان: "موسكو تتنفس الصعداء"

29 مايو 2023
وصفت صحف روسية أردوغان بأنه أهم شريك سياسي خارجي لموسكو (رويترز)
+ الخط -

"روسيا انتصرت في الانتخابات في تركيا"، هكذا عنونت صحيفة "فزغلياد" الإلكترونية الروسية الموالية للكرملين، مقالاً نشرته اليوم الاثنين، وتناولت فيه فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة مدتها خمس سنوات، واصفة إياه بأنه "أهم شريك سياسي خارجي لروسيا"، ومعتبرة أن انتصاره لا يكمن فقط في حصوله على نحو 52 في المائة من أصوات الناخبين، وإنما أيضاً في "تجنب ثورة ملونة" محتملة.

ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان بدأ حملته الانتخابية في ظروف بالغة الصعوبة، مثل التضخم بنسبة 64 في المائة في عام 2022، والتداعيات الكارثية للزلزال المدمر في فبراير/ شباط الماضي، وحدة العلاقات مع الغرب، وتقديم المعارضة مرشحها الموحد كمال كلجدار أوغلو، وقيادتها حملة انتخابية شرسة مدعومة من قبل وسائل إعلام غربية.

ومع ذلك، أقرت "فزغلياد" بأن فوز أردوغان لا يعني انتصاراً نهائياً للنهج نحو التعاون البراغماتي بين موسكو وتركيا، متوقعة "إعادة هيكلة المعارضة الموالية للغرب حتى تبدأ بقوة جديدة الصراع على إعادة تركيا إلى القضبان الغربية".

من جهته، اعتبر المحلل السياسي المعروف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، أن أردوغان "أثبت في عام الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، وبطريقة ديمقراطية بحتة إلى حد كبير، وضعه زعيماً وطنياً"، منتقلاً إلى "الدوري" الذي يتنافس فيه مع مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك.

وفي مقال بعنوان "كيف ستكون السياسات التركية بعد إعادة انتخاب أردوغان؟"، نشر بموقع مجلة "بروفايل"، رأى لوكيانوف أن أردوغان "كاد أن يرقي ببلاده إلى أعلى مستوى في العالم باستثمار ظروف مختلفة لم يصنعها بمفرده"، معتبراً أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها أردوغان هي الاقتصاد، وتحتاج إلى معالجة جيوسياسية. 

وخلص كاتب المقال إلى أن "موسكو يمكنها تنفس الصعداء" بعد إعلان النتائج، نظراً للتمكن الدائم من إيجاد سبل لتسوية الخلافات مع أنقرة في عهد أردوغان، والتوصل إلى حلول ترضي الجانبين، متوقعاً ألا تتغير السياسات التركية في الملف الأوكراني، وهو ما يناسب موسكو، وفق اعتقاده.

وعلى صعيد رسمي، سارع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء أمس الأحد، لتهنئة أردوغان بفوزه، واصفاً إياه في نص التهنئة الذي نشر على الموقع الرسمي للكرملين، بأنه "دليل جلي لدعم الشعب التركي"، ومشيداً بإسهامه الشخصي في تعزيز علاقات الصداقة الروسية التركية.

يذكر أن تركيا جمعت منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في بداية العام الماضي بين عدم الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، وإنماء العلاقات الاقتصادية معها من جانب، مع امتناعها من جانب آخر عن دعم موسكو بالمحافل الدولية، وإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية، مستثمرة الملف الروسي الأوكراني لفرض شروطها للموافقة على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

المساهمون