"إن بي سي": قراءات أميركية متضاربة حول ادعاءات إسرائيل بشأن مستشفى الشفاء في غزة

11 نوفمبر 2023
مستشفى الشفاء في غزة الذي استهدفه جيش الاحتلال أمس (إسماعيل زنون/فرانس برس)
+ الخط -

تحدثت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، اليوم السبت، عن قراءات متضاربة حول المعلومات الاستخبارية الأميركية بشأن ادعاء إسرائيل أن حركة حماس تدير مركز قيادة وأنفاقاً تحت مستشفى الشفاء، شمالي قطاع غزة.

ويقول مسؤولان أميركيان، وفق الشبكة، إنّ الولايات المتحدة تتفق مع التقييم الإسرائيلي بشأن كيفية استخدام "حماس" مستشفى الشفاء، ويقول أحدهما إنه ليس لدى بلاده سبب للشك في ادعاء إسرائيل، فيما يؤكد الآخر أن وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الأميركية هي أن "حماس" أقامت بنيتها التحتية الخاصة داخل وتحت المستشفى، بما في ذلك مركز القيادة. ويشير إلى أن المسلّحين يستخدمون أيضاً مستشفيات أخرى في غزة قواعدَ لعملياتهم العسكرية.

في المقابل، يشير مصدران مطلعان في الكونغرس إلى أنّ واشنطن ليس بإمكانها أن تؤكد، بشكل مستقل، ادعاء إسرائيل بشأن ما هو موجود أسفل المستشفى.

وتنقل الشبكة عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات قولهم إن واشنطن مالت لسنوات إلى الاعتماد بشكل كبير على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على معلومات حول أنشطة المسلّحين في قطاع غزة.

وسبق أن دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إخلاء مستشفى الشفاء لقصفه، بزعم وجود مقار لحركة حماس تحته، كما يواصل قصفه المستشفيات ومحيطها من دون اكتراث لحياة المدنيين، كما يحصل بشكل مستمر مع مستشفيي القدس والإندونيسي، عدا عن ارتكابه مجزرة في مستشفى المعمداني راح ضحيتها مئات المرضى والنازحين.

والشهر الماضي، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ حركة حماس تستخدم المستشفيات في قطاع غزة مراكز لعمليات في حربها مع إسرائيل، محذراً من أن استخدام حركة حماس مستشفى الشفاء في غزة لأغراض عسكرية سيفقده وضع الحماية بموجب القانون الدولي.

في المقابل، نفت حركة حماس مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن استخدام الحركة المستشفيات في قطاع غزة مراكز لعملياتها، محذرة من أن تلك الادعاءات تمهّد لمجزرة جديدة في حق 40 ألف فلسطيني لجأوا إلى مستشفى الشفاء في غزة.

محاولة أميركية لإيصال الوقود إلى مستشفيات غزة

إلى ذلك، صرّح مسؤول أميركي كبير في الأمم المتحدة، لمجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، بأنّ الولايات المتحدة تعمل على المساعدة في إيصال الوقود إلى المستشفيات في غزة.

وقال ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة روبرت وود، وفق ما نقلت عنه "إن بي سي نيوز": "نحن نعلم أنّ المستشفيات في حاجة ماسة إلى الوقود، والولايات المتحدة تعمل بلا كلل لوضع آليات لإيصال الوقود إلى المستشفيات وتلبية الاحتياجات العاجلة الأخرى في الجنوب"، مستدركاً: "لكنني أريد أيضاً أن أوضح أننا نشارك إسرائيل مخاوفها بشأن قيام حماس باحتجاز وسحب الوقود في شمال غزة. وهذا أمر غير مقبول، وعلينا جميعاً أن ندينه"، وفق زعمه.

وعلى الرغم من دخول مئات شاحنات المساعدات إلى غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة الشهر الماضي، إلا أنه لم يُسمح لها بإدخال الوقود.

وشدد وود أيضاً أمام مجلس الأمن على أنّ المرافق المدنية والإنسانية، وخاصة المستشفيات والمرافق الطبية وأولئك الذين يقدمون الرعاية هناك، "يجب احترامهم وحمايتهم بما يتوافق مع القانون الدولي".

وكثّف الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الأربعة الأخيرة، عدوانه على مستشفيات قطاع غزة، بعدما فصل الشمال بالكامل بالإضافة إلى مدينة غزة عن وسط وجنوب القطاع. وعمد إلى تدمير جميع الطرقات المؤدية إلى المستشفيات من أجل تسهيل السيطرة عليها، على غرار ما فعل مع المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، ومستشفى القدس وسط مدينة غزة.

وخلال الساعات القليلة الماضية، استهدف الاحتلال قلب مستشفى الشفاء على مقربة من النازحين، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وإصابة العشرات.

ومساء أمس، أغار الاحتلال على هدفين في مستشفى الشفاء، وهما الخيمة المخصصة للصحافيين، وما خلف قسم الولادة، الأمر الذي أدى إلى سقوط ستة شهداء وأكثر من عشر إصابات. كذلك أُصيب في منتصف ساحة المستشفى عددٌ من المواطنين الذين يتناوبون مع أفراد عائلاتهم للحصول على قسط من الراحة في الخيام الموجودة.

المساهمون