أكد مسؤولون في جهاز الشرطة العراقية بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد، اليوم الجمعة، مقتل شخصين على الأقل وإصابة 6 آخرين، نتيجة نزاع عشائري استخدم فيه السلاح المتوسط والقنابل بين عشيرتين في بلدة الإصلاح الواقعة جنوبي المحافظة.
وتعاني محافظات عراقية عدة جنوبي ووسط البلاد منذ فترة من النزاعات القلبية التي تندلع بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بالثأر العشائري، والتنازع على المياه والأراضي، ومشاكل اجتماعية مختلفة.
واضطرت قوات الجيش العراقي في نزاعات كثيرة إلى التدخل، وفرض حظر التجوال في مناطق القتال التي عادة ما تخلف قتلى وجرحى من الأطراف المتناحرة.
واليوم الجمعة، قال مسؤولون في الشرطة بمحافظة ذي قار، 280 كيلومتراً جنوبي بغداد، إن شخصين على الأقل قتلا، وأصيب 6 آخرون جراء الاشتباكات المتواصلة منذ مساء الأربعاء الماضي، بين عشيرتي آل عمر والرميض العربيتين.
🛑نزاع عشائري حاد في الناصريه قضاء الإصلاح وقتل 5 أشخاص كحصيلة اولية pic.twitter.com/OsQcT3GroZ
— عبد الحميد العاني 🇮🇶 (@hamid_alani) September 27, 2023
ووفقاً لضابط في الشرطة، فإن وفداً أمنياً رفيعاً وصل من بغداد إلى مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للتدخل ووقف الاشتباكات التي تسببت بتعطيل الحياة في أحياء عدة ببلدة الإصلاح، الواقعة قرب مدينة الناصرية.
وتشهد بلدة الإصلاح حالياً إجراءات أمنية مشددة، على خلفية توسع النزاع العشائري الدامي، بحسب ما قال مسؤول أمني آخر لوسائل إعلام محلية، مشيراً إلى نصب إحدى العشائر المتناحرة حاجزاً للتفتيش، وتمكنها من قتل شرطي ينتمي إلى العشيرة الثانية.
كما نقلت مواقع إخبارية عراقية محلية رسالة من زعيم عشيرة آل عمر إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تضمّنت اتهامات لأطراف في "الحشد الشعبي" بالتدخل في النزاع الحالي والانحياز للعشيرة الأخرى.
ودعا زعيم العشيرة جميل يوسف آل عمر في الرسالة، الحكومة العراقية في بغداد ووزارة الداخلية للتدخل، وبسط القانون في المحافظة، وفقاً لقوله.
#ذي_قار.. شيخ عشيرة آل عمر يتهم #الحشد_الشعبي بالتواطئ مع عشيرة الرميض، والدخول بالحرب ضد عشيرته في قضاء الإصلاح، ويناشد #السوداني ووزير الداخلية للتدخل وإرسال تعزيزات أمنية من خارج المحافظة لفرض القانون وبسط الأمن في المنطقة pic.twitter.com/l3sG1slmAO
— شفق نيوز - shafaq news (@NewsShafaaq) September 29, 2023
وحول أسباب النزاع الجديد، أكد مسؤول محلي في محافظة ذي قار أنها تمتد لنزاعات سابقة قائمة على التنافس المرتبط بالمناصب المحلية.
وقال حسين الأسدي، عضو مجلس محافظة ذي قار الأسبق، لـ"العربي الجديد"، إن "النزاع الجديد قديم ولم ينته، وأن منصب القائممقام، والانتخابات المحلية، وبعض المناصب المحلية، أججت الموقف، في ظل ضعف القضاء ووجود سلاح منفلت يساعد على ذلك"، على حد تعبيره.