مع تزايد عمليات القتل والاختطاف والاختفاء الغامض، يعيش أهالي البادية السورية حالة انعدام أمن، أفرزتها حالة الصراع والتفكك التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن.
أربعة رعاة أغنام مع كامل قطعانهم اختفوا، أمس الثلاثاء، في ظروف غامضة في بادية صبيخان في دير الزور، شرقي سورية، بعد يوم من اختفاء 16 شخصا في منطقة جبل البشري والعثور على جثث ثلاثة أشخاص، كانوا قد فقدوا سابقا في المنطقة ذاتها.
وقال الناشط أبو محمد الجزراوي إن عمليات البحث عن الرعاة الأربعة لم تسفر عن نتيجة، وما زال مصيرهم مجهولا حتى صباح اليوم، فيما توجه الاتهامات إلى خلايا تنظيم "داعش" بحسب الناشط.
وأول من أمس، فقد الاتصال بـ16 شخصا في منطقة سد الدفينة القريبة من جبل البشري جنوب غرب دير الزور، بعد أن خرجوا لجمع نبات الكمأة في البادية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.
وذكر الناشط الجرزاوي أن المنطقة التي كثرت فيها عمليات الخطف جنوب غرب دير الزور تعتبر منطقة نفوذ لقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران، ونفذت فيها القوات الروسية سابقاً طلعات جوية وقصفاً دعماً لعمليات تمشيط.
في غضون ذلك، عثرت القوات التي تنفذ حملة تمشيط في بادية البشري على جثث ثلاثة أشخاص كانوا قد فقدوا سابقا في المنطقة. وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الجثث كانت قد بدأت تتفسخ، حيث جرت تصفية الضحايا بالرصاص، قبل أسبوعين على الأقل، خلال بحثهم عن نبات الكمأة.
وأضافت المصادر أن قوات النظام أرسلت مزيداً من المجموعات للمشاركة في عمليات التمشيط، لكن هذه العمليات تغيب عنها التغطية الجوية، سواء من الطيران الروسي أو من طيران الاستطلاع التابع للنظام، ومن دون مشاركة فرق وآليات كسح الألغام، وهو ما يعرض هذه القوات لأن تكون فريسة أيضاً.
وقالت مصادر محلية من مدينة سلمية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في ريف حماة الشمالي الشرقي، إن 4 جثث وصلت، أمس، إلى المستشفى الوطني في المدينة لأشخاص فقدوا قبل أسبوع في بادية دويزين خلال بحثهم عن نبات الكمأة، وهم من منطقة جب الجراح بريف حمص الشرقي.
ونقلت المصادر اتهامات من بعض أهالي المنطقة لخلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العملية، فيما اتهم آخرون مليشيات النظام المدعومة من إيران. وذكرت أن القتل كان بهدف الانتقام بتهمة أن المقتولين أقارب لعناصر في تنظيم "داعش".
وشهدت البادية السورية سابقاً هجمات من مجهولين طاولت العاملين في جمع الكمأة ورعي الأغنام، أدت إلى مقتل عائلات بأكلملها ونفوق آلاف الأغنام، كما شهدت أيضا حالات خطف، والعثور على المخطوفين لاحقاً مقتولين في ظروف مجهولة.
ويتهم أهالٍ في البادية بشكل متكرر تنظيم "داعش" والمليشيات المدعومة من إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات.