قتلى وجرحى مدنيون باستمرار خروقات النظام في شمال غربي سورية

15 نوفمبر 2021
يستمر النظام السوري والطيران الروسي بقصف منازل المدنيين في جبل الزاوية بإدلب (الأناضول)
+ الخط -

قتل وجرح مدنيون صباح اليوم الإثنين، كما أصيب أربعة مدنيين مساء الأحد جراء قصف من قوات النظام السوري على إدلب وحلب شمال غربي سورية، فيما واصل الطيران الحربي الروسي قصفه وتحليقه بشكل مكثف فوق المنطقة تزامناً مع استمرار الخروق من قوات النظام، في وقت جددت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مداهمة مخيم الهول بريف الحسكة واعتقلت عدة أشخاص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين من عائلة واحدة، إضافة لأضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وذكرت المصادر أن القتلى هم أمرأة وثلاثة من أفراد عائلتها، حيث أصابت إحدى القذائف منزلهم بشكل مباشر.

وقال الناشط مصطفى المحمد إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والصواريخ مساء أمس منطقة تفتناز بريف إدلب الشمالي الشرقي ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين بجروح، كما تسبب القصف بأضرار مادية في الممتلكات، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن النظام استمر في خرق الهدنة بالمنطقة وقصف مناطق متفرقة من جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وطاول القصف بحسب الناشط كلاً من قرى سفوهن والفطيرة وفليفل بجبل الزاوية جنوبي إدلب، كما طاول أيضاً محاور كفرنوران في ريف حلب الغربي واقتصرت الأضرار على المادية.

ومنذ صباح اليوم تشهد سماء إدلب تحليقاً مكثفاً من الطيران الحربي الروسي إضافة لتحليق من طيران الاستطلاع الحربي التابع للنظام السوري والمليشيات الإيرانية. وشن الطيران الحربي الروسي ثلاث غارات على محور مجدليا في ريف إدلب متسبباً بأضرار مادية.

حملة مداهمة في مخيم الهول

إلى ذلك، تحدثت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" عن تنفيذ الأخيرة مساء أمس حملة مداهمة على مطلوبين لها في مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، مضيفة أن المداهمات شملت العديد من أقسام المخيم، وجرى خلالها اعتقال عدة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم ومتهمين بالعمل لصالح تنظيم "داعش".

وقالت المصادر إن من بين المعتقلين امرأة من حاملي الجنسية العراقية، وكان المخيم قد شهد خلال الشهور الماضية عمليات قتل واغتيال من قبل مجهولين، وتتهم "قسد" خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" بهذه العمليات، ونفذت عدة حملات اعتقال بهدف ضبط الواقع الأمني في المخيم ولكنها لم تسفر عن ضبط الأمن.

تعزيزات للنظام إلى ريف حلب

من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام إن قوات الأخير دفعت بمزيد من التعزيزات أمس إلى محور تل رفعت شمالي حلب، في المناطق المحاذية لخطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي، مضيفة أن الهدف الرئيس من "الحشود الأخيرة للجيش العربي السوري بريف حلب الشمالي، إغلاق جبهاته بشكل كامل بوجه أي عدوان تركي نحو بلداته الحيوية، وفي مقدمتها تل رفعت، التي تحتفظ الشرطة العسكرية الروسية فيها بقاعدة عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ نهاية 2019".

وأضافت أن النظام حرك قواته أيضاً باتجاه محور عين العرب قرب الحدود التركية، وذلك بعد أن عزز النظام قواته في كل من منطقتي الباب ومنبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

تقارير عربية
التحديثات الحية

النظام يروج للتسويات في دير الزور

بدوره، أعلن محافظ دير الزور التابع للنظام السوري، فاضل نجار، أن عملية تسوية شاملة خاصة بأبناء محافظة دير الزور بدأت أمس، وأضاف أن هذه العملية "تشمل كل من لم تتلطخ يداه بالدماء من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية".

وبحسب مزاعم المحافظ في تصريحات صحافية لوسائل إعلام النظام؛ فإن عملية التسوية هذه "هي مكرمة من الرئيس بشار الأسد، والذي تم بتوجيهات منه أيضاً الإفراج عن دفعة جديدة من الموقوفين في محافظة درعا".

ونقلت صحيفة "الوطن" عن نجار قوله: "عملية التسوية استمرار لمراسيم العفو الصادرة عن الرئيس الأسد بغية عودة المغرر بهم لحضن الوطن والمساهمة في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في وطننا".

وذكر نجار أن عملية التسوية تقوم بتنفيذها الجهات المختصة وقضاة، وهي لن تقتصر على مدينة دير الزور بل ستشمل باقي مدن ومناطق المحافظة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن عملية التسوية التي يتحدث عنها النظام هي عملية إعلامية فقط وليس كما يتصور البعض على أنها عملية تسوية مثل مناطق درعا، مؤكدة أن جميع المناطق الخاضعة للنظام بالأصل تجري فيها عمليات تسوية منذ سنين، وليست جديدة، ولكن ما يريد إظهاره النظام اليوم هو الدخول في عملية تسوية مشابهة لدرعا في مناطق "قسد" إلا أن هذه العملية تصطدم بالرفض من قبل "قسد" وحلفائها والرفض من قبل السكان أيضاً.
وكانت مصادر لـ"العربي الجديد" قد نفت أمس وجود عملية تسوية حقيقية، مؤكدة أن النظام دفع بعناصر مليشياته إلى مراكز التسوية لإظهار أن هناك إقبالا عليها من قبل أهالي المنطقة.

ونفت "قسد" سابقاً وجود اتفاق يسمح للنظام بالسيطرة أو الدخول إلى مناطق سيطرتها في دير الزور، مؤكدة أن الاتفاق مع النظام متعلق فقط بمواجهة التدخل التركي في خطوط التماس شمالي سورية وشرقيها.

المساهمون