وقع قتلى وجرحى مدنيون، مساء أمس الثلاثاء، في مدينة رأس العين شمالي سورية، جراء اقتتال بين مجموعات مسلحة من "الجيش الوطني السوري"، أدى أيضًا لوقوع قرابة عشرين عنصراً بين قتيل وجريح، إثر خلاف على السيطرة في المدينة.
وقالت مصادر، تحفظت عن ذكر اسمها لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إن اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعات من فصيل "السلطان مراد" عند حاجز الدويرة وسط المدينة الواقعة في ريف الحسكة الشمالي الغربي قرب الحدود السورية التركية إثر خلاف بين المجموعات على السيطرة في منطقة الحاجز.
وأضافت المصادر إياها أن الاشتباكات تطورت إلى تبادل قذائف وصواريخ وامتدت إلى مناطق عدة في المدينة ومحيطها، ما خلف خمسة قتلى وعشرة جرحى من المدنيين، فضلا ًعن مقتل وجرح قرابة عشرين عنصراً من المجموعات المتقاتلة.
وأدى القتال أيضاً إلى حالة من الذعر والخوف لدى سكان المدينة الذين التزموا منازلهم في ظل استمرار تلك الاشتباكات التي تهدد حياتهم بشكل متكرر. كما تسبب الاشتباك بإغلاق المتاجر والأسواق.
وذكرت المصادر أن المجموعة الأولى يقودها شخص يدعى "أبو مرعي" وينحدر من دير الزور، والمجموعة الثانية من ريف حمص وتطلق على نفسها اسم "لواء العزة"، وعند تطور الاشتباك دخلت مجموعات من فصيل "جيش الشرقية" لصالح أبو مرعي الأمر الذي أدى لاتساع رقعة الاشتباكات ووصولها إلى قرية المسجد قرب رأس العين.
وأوضحت المصادر أن أساس الخلاف كان على السيطرة في منطقة حاجز الدويرة وتطور ليصبح خلافاً على أساس المناطق ليتطور إلى اشتباك مسلح، وهو سبب جميع الاشتباكات التي وقعت في المدينة حيث تبدأ بخلاف ثم تتطور على أساس مناطقي وفصائلي.
وكانت المدينة قد شهدت في الثالث عشر من الشهر الجاري أيضاً اشتباكات بين مجموعات من فصيل "جيش الشرقية" وفصيل "السلطان مراد" تسببت بحالة من الهلع والخوف في المدينة، ولم تتوقف إلا بعد وصول تهديدات من فصائل أخرى والجيش التركي بالتدخل.
ومضى عام كامل على سيطرة "الجيش الوطني السوري" بدعم تركي على المدينة بعد طرد مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، إلا أن الأهالي في المدينة لم يشعروا بالأمان نتيجة العوائق التي تقف على رأسها الاقتتالات المتكررة بين فصائل "الجيش الوطني" فضلاً عن عمليات التفجير والألغام المزروعة من قبل المليشيات.
ومن أبرز الاشتباكات التي وقعت في رأس العين منذ السيطرة عليها كانت بين "الفرقة عشرين" و "لواء صقور الشمال" في يوليو/تموز الماضي، وبين "أحرار الشرقية" و"الفرقة عشرين" مع "فرقة المعتصم" في إبريل/نيسان الماضي، وبين "فرقة الحمزة" و"أحرار الشرقية"، وبين "فرقة الحمزة" و"الفرقة عشرين" مرات عدة، كما وقع اشتباك مماثل بين "فرقة الحمزة" و"الجبهة الشامية".
وتعاني جميع المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" من فلتان أمني كان آخر نتائجه تفجير شاحنة ملغمة في مدينة الباب بريف حلب، الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح قرابة مائة مدني.