قتلى وجرحى باشتباكات بين المليشيات في عدن

02 أكتوبر 2021
تفجر الوضع العسكري في الساعات الأولى من فجر اليوم (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

سقط عدد من القتلى والجرحى في مواجهات عسكرية اندلعت، فجر اليوم السبت، في مدينة كريتر بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بين قوتين عسكريتين، واحدة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، وأخرى للقيادي إمام النوبي المدعوم من التحالف.

وكان التوتر قد بدأ يوم الخميس الماضي، بعدما حاصرت قوات إمام النوبي مركز شرطة كريتر الذي يديره الانتقالي، عقب قيام قوات الأخير بحملة اعتقالات على خلفية الاحتجاجات، طاولت حتى أفراداً من مسلحي إمام النوبي، ما اعتبرها أهالي المدينة محاولة من الانتقالي للتنكيل بالمدينة التي مثلت قلب الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، ونال الانتقالي جزءاً من غضبها بعدما أطلق المحتجون شعارات ضده.

ووفق شهود وسكان محليين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن الوضع العسكري تفجر في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، بين قوة عسكرية تتبع النوبي، وأخرى لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في عدد من أحياء مدينة كريتر القريبة من قصر معاشيق الرئاسي، مقر الحكومة الشرعية.

وتحولت المواجهات إلى حرب شوارع في المدينة بين الطرفين، وامتدت إلى أحياء الطويلة وشعب العيدروس. واستخدمت في المواجهات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسقط فيها أربعة قتلى وأكثر من ثمانية جرحى، بحسب حصيلة غير رسمية أفادت بها مصادر طبية وأمنية "العربي الجديد".

ونفت مصادر تحدثت مع "العربي الجديد" سيطرة قوات الانتقالي على المدينة ومعسكر إمام النوبي واعتقال قائده، مؤكدة أن المواجهات مستمرة منذ أكثر من عشر ساعات، وأصبحت شوارع المدينة وأحياؤها خالية من المدنيين، لا يتحرك فيها غير مسلحي الطرفين.

ووفق مصدر أمني في قصر معاشيق القريب من ساحة المواجهات، لـ"العربي الجديد"، فإن "أكثر من عشر ساعات مرت على بدء مواجهات قوات الانتقالي ومسلحي إمام النوبي بكريتر عدن، ولم يتمكن أي طرف من تحقيق أي نتائج أو تقدم ميداني نحو الآخر، أو السيطرة على أحياء المدينة المقسمة إلى مربعات للجانبين المتقاتلين بمختلف الأسلحة من دون هوادة حتى الساعة، ما أدى لسقوط عدد من القتلى وإصابة آخرين من الجانبين.

ولفت المصدر نفسه إلى أن المدنيين محاصرون داخل منازلهم التي أمطر بعضها بالرصاص، خصوصاً مع اشتداد وتيرة المواجهات وحرب الشوارع، ومحاولة قوات الانتقالي تجاوز جولة الفل، والوصول إلى الشرطة ومقر منزل ومعسكر النوبي في حيّ الطويلة.

ودفعت قوات الانتقالي بتعزيزات كبيرة إلى مدينة كريتر لحسم المعركة، فيما أطلقت مساجد مدينة المعلا المجاورة لمدينة كريتر دعوات عبر مكبرات الصوت، لوقف المواجهات وحرب الشوارع بين الطرفين، وحماية المدنيين المحاصرين في منازلهم في قلب المواجهات العسكرية.

ورغم تدخل لجان وساطة من قيادات كثيرة بين الطرفين لإنهاء التوتر ووقف المواجهات العسكرية في مدينة كريتر، إلا أنه مع ساعات الفجر، بدأت قوات الانتقالي بتنفيذ عملية عسكرية ومحاولة اقتحام أحياء المدينة التي تُعدّ من أكثر المدن ازدحاماً بالسكان، والمعروفة بشوارعها الضيقة.

وتجددت المواجهات في كريتر بعد فشل جهود التهدئة، التي شاركت فيها شخصيات عدة بينها القيادي في المجلس الانتقالي مختار النوبي، وهو أيضاً شقيق إمام النوبي.

إلى ذلك، دعت اللجنة الأمنية في عدن المواطنين في مدينة كريتر إلى التزام منازلهم خلال الساعات القليلة المقبلة، "التي تقوم فيها قوات أمن عدن وقوات مكافحة الإرهاب بتطهير المدينة من بعض المجاميع والبؤر الارهابية الخارجة عن النظام والقانون"، حسب وصف البيان.

وأكدت اللجنة أنها "لن تتهاون مع أي جهة تحاول المساس بأمن عدن ومواطنيها، وترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه السلطة، وهذا ما وثقته عدسات الكاميرات لتلك المجاميع التي تسعى لزعزعة أمن البلاد واستقرارها، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في حربها ضد المدينة".

وتعهدت اللجنة الأمنية بحماية الممتلكات الخاصة والعامة، التي كانت عرضة للسلب والنهب خلال الأيام الماضية على أيدي تلك المجاميع، ضمن مخطط لخلط الأوراق وسحب المدينة إلى الفوضى والتخريب، حسب بيان اللجنة الأمنية.

وتتشكل اللجنة الأمنية في عدن، التي يترأسها محافظ عدن أحمد لملس، من كل القوات التابعة للانتقالي التي تسيطر على عدن، وهي قوات "الحزام الأمني" وقوات الطوارئ والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب وشرطة المرور والشرطة العسكرية، وقوات أخرى مثل "قوات العاصفة" وغيرها من المجاميع التابعة للمجلس الانتقالي.

ويقول جمال عبد الرحمن، وهو من أبناء كريتر، لـ"العربي الجديد"، إنه وعائلته محاصرون داخل المنزل، وفشلوا في الخروج للحصول على طعام، مشيراً إلى أن المنازل أصبحت هدفاً للطرفين.

المساهمون