قتلى من المليشيات الإيرانية شرقي سورية وتصاعد الاغتيالات في درعا

30 ابريل 2021
قتلى وجرحى في اشتباكات متفرقة بسورية (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت وتيرة الاغتيالات في محافظة درعا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لتحصد مزيداً من القتلى والجرحى، فيما لقي قيادي تابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني حتفه بعد استهدافه بصاروخ للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقُتل المدعو أبو زينب الأفغاني، الذي يقود مليشيا "فاطميون" الأفغانية التابعة لـ"الحرس الثوري" مع أحد مرافقيه وأصيب آخرون، فجر أمس الخميس، نتيجة استهداف سيارته بصاروخ موجه أطلقته طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي في قرية السيال شمالي البوكمال، شرقي سورية.
وذكر موقع "عين الفرات" المحلي أن الأفغاني قتل مع أحد مرافقيه على الفور، وجرى نقل جثتيهما إلى الأراضي العراقية، فيما أصيب آخرون في الهجوم ونقلوا إلى مشفى القدس الإيراني في دير الزور.
ووفق الموقع، يعتبر الأفغاني المسؤول الأول عن تسليح "فاطميون" والمشرف على نقل السلاح من إيران إلى سورية عبر الأراضي العراقية، والمسؤول عن قيادة المربع الأمني الأفغاني.
وكانت طائرات التحالف الدولي قد استهدفت المليشيات الإيرانية في قرية السيال، منذ عدة أيام، وقتلت عدداً من العناصر وأحد القياديين من إحدى المجموعات التي يديرها "الحرس الثوري" الإيراني في المنطقة، وذلك عقب نشوب اشتباك مسلح مع عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بسبب خلاف على أموال بضائع مهربة بين الطرفين. واستخدمت المليشيات الإيرانية السلاح الثقيل والمدفعية في الاشتباك، ما دفع "قسد" للاستعانة بالتحالف الدولي.
في غضون ذلك، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن قائد إحدى المجموعات المسلحة التي تعمل لصالح إيران و"حزب الله" في بلدة صيدا شرقي درعا، ويدعى عارف الجهماني، تعرض لمحاولة اغتيال فجر اليوم الجمعة، ما أسفر عن إصابته بجروح في كتفه، وإصابة اثنين من مرافقيه بجروح متفاوتة، وهما محمود الصلخدي وغازي شعلان الجهماني، المتطوعان في مجموعة عارف التابعة للأمن العسكري، حيث نقل الثلاثة إلى مشفى درعا الوطني.
ووفق المصدر ذاته، فقد شارك في العملية 10 أشخاص، حيث نصبوا كميناً محكماً للجمهاني ومجموعته، وسط بلدة صيدا، وكان من بين الأشخاص المستهدفين نضال الشعابين، الذي نجا من العملية، وهو القيادي الثاني في صفوف "حزب الله" شرقي درعا بعد الجهماني.
وهناك عدة مجموعات مسلحة في بلدة صيدا شرقي درعا تعمل لصالح مليشيات إيران في المنطقة، تم تجنيدها عن طريق فرع الأمن العسكري الذي يديره العميد لؤي العلي، وبعض قادة تلك المجموعات عناصر سابقون في فصائل المعارضة.

 

وقبل ذلك بساعات، تم استهداف خالد جخيدم المنتسب لـ"الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام في بلدة اليادودة غربي درعا، ما أسفر عن إصابته مع شاب آخر، ونقلا إلى مشفى درعا الوطني، فيما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب اثنان بعد إطلاق الرصاص عليهم من قبل مجهولين في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، ونقلوا على إثرها إلى مستشفى طفس. 
وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن بعض المستهدفين يحملون بطاقة التسوية مع النظام عقب سيطرته على محافظة درعا بعد أن عملوا ضمن إحدى فصائل المعارضة في البلدة.
وأشار الحوراني إلى مقتل عبد الرحمن الزوباني الليلة الماضية برصاص مجهولين في بلدة اليادودة، مشيراً كذلك إلى أن الزوباني عنصر سابق في أحد فصائل المعارضة، ولم ينضم إلى أي تشكيل عسكري للنظام بعد سيطرة الأخير على المحافظة ربيع 2018.
وقتل أمس أيضاً المساعد في الأمن العسكري، علي أحمد، برصاص مجهولين على الطريق الواصل بين منطقتي سجنة والضاحية بمدينة درعا. وينحدر القتيل من قرية زاهد بريف طرطوس، ويخدم على حاجز يتبع لفرع الأمن العسكري في حي سجنة بدرعا.
كما قتل عنصران من قوات النظام عصر أمس الخميس، في مدينة نوى بريف درعا الغربي، بعد استهدافهما بالرصاص من قبل مجهولين على الطريق الرئيسي عند مقبرة الشهداء في المدينة، ليتبع ذلك استنفار أمني لقوات النظام التي سيّرت دوريات محمولة في موقع الاستهداف.
كذلك استهدف مجهولون مقراً يتبع لـ"الفرقة الرابعة" بعبوة ناسفة، في منطقة خربة قيس غربي درعا، دون أن ترد معلومات عن حجم الخسائر.
وفي محافظة السويداء المجاورة، قتل شخص جراء خلاف بين عدة أشخاص في قرية ولغا، سرعان ما تطور لإطلاق نار ورمي قنابل على منزلين، وفق موقع "السويداء 24" المحلي.

 

إلى ذلك، عثرت دورية تابعة لـ"الفيلق الخامس"، المدعوم من روسيا، أمس الخميس، على جثث مشوّهة مرمية بداخل عربة، بالقرب من بئر ماء، غربي قرية خنيفيس قرب ريف حماة الشرقي.
ووفق شبكة "عين الفرات" فإن ثلاث جثث نقلت إلى المشفى صباح أمس، تبيّن أن وفاة أصحابها ناتجة عن طعنات بالسكين وقعت قبل يوم واحد.
ونقلت الشبكة عما سمته مصدراً عسكرياً إشارته إلى فقدان 4 عناصر من مليشيا "فاطميون" مع سيارتهم بتاريخ 22 من الشهر الجاري، أثناء قيامهم بدورية في جنوب غرب تدمر، خلال هجوم شنه مجهولون على عدد من النقاط العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية. ولم يعرف مصير العنصر الرابع حتى الآن، فيما يرجح تواطؤه مع خلايا تنظيم "داعش".
من جهتها، قتلت المليشيات الإيرانية أمس طفلاً من مدينة القورية الخاضعة لسيطرتها مع النظام السوري جنوبي الميادين، أثناء عبوره نهر الفرات.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الطفل كان يحاول عبور نهر الفرات مع كمية قليلة من الوقود بهدف الوصول إلى منزله على الضفة الأخرى، حين طلب منه عناصر المليشيا الموجودون في جزيرة البوعواد بقرية القورية مقابل معبر درنج القدوم إليهم وتسليمهم الوقود، ما دفعه للسباحة بشكل عكسي خوفاً منهم، ليقوم عناصر المليشيا بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى مقتله.
من جانب آخر، تجددت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة مساء أمس الخميس، بين عناصر "قسد" المتمركزين في قرية الصبحة بريف دير الزور وقوات النظام المتمركزة في بلدة البوليل بالقرب من معبر التهريب الواصل بين ضفتي الفرات الشرقية والغربية.
إلى ذلك، قتل عنصر من "قسد" جراء استهداف مجهولين يستقلون دراجة نارية حاجزاً لهم في بلدة جزرة البوحميد بريف دير الزور الغربي.

المساهمون