أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هجوم على موكب أمني في جنوب غرب باكستان، صباح الثلاثاء، أسفر عن مقتل خمسة جنود على الأقل، وتزامن ذلك مع تقديم عدد من القياديين في الأحزاب السياسية، التي يضمها التحالف المعارض من أجل الديمقراطية، قرارا في الأمانة العامة للبرلمان الباكستاني يطلب من خلاله حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، ويدعو إلى اجتماع فوري للبرلمان من أجل التصويت على القرار.
ووقع على القرار 150 من أعضاء البرلمان، بينما القانون الباكستاني ينص على أن يوقع على القرار 86 عضوا من البرلمان ليكون صالحا للتصويت وتقديمه أمام البرلمان.
وقال محمد أكرم دراني القيادي في التحالف المعارض، في تصريح، إن 150 نائبا في البرلمان وقعوا على القرار، وذلك كي يثبت أن عملية حجب الثقة عن رئيس الوزراء لا محالة ستنجح، مؤكدا أن حوالي 200 من نواب البرلمان، بعضهم من الحزب الحاكم، مع المعارضة سيصوتون ضد رئيس الوزراء عمران خان، وأن خان سيذهب إلى بيته في إشارة إلى نجاح عملية حجب الثقة.
وعقد فور تقديم القرار قياديون معارضون للحكومة، منهم زعيم حزب الشعب الباكستاني وهو الرئيس الأسبق أصف علي زرداري، وزعيم حزب الرابطة الإسلامية جناح شريف شهباز شريف، وزعيم جمعية علماء الإسلام المولوي فضل الرحمن وهو زعيم التحالف من أجل الديمقراطية، مؤتمرا صحافيا في العاصمة.
وقال شهباز شريف إن المصالح الوطنية تستدعي إقالة رئيس الوزراء عمران خان، إذ إنه فشل في كافة الملفات الداخلية والخارجية.
كما ذكر شريف، وهو رئيس المعارضة في البرلمان الباكستاني، أن الغلاء والحالة المعيشية الهشة قصمت ظهر الشعب الباكستاني وعمران خان لا يعرف كيف يخرج البلاد من هذا المأزق، مشيرا إلى أن المعارضة الباكستانية إنتظرت لفترة طويلة ولكن البلاد على شفا الهاوية، لذا هي قررت التحرك وسحب الثقة عن رئيس الوزراء.
من جانبه، قال رئيس الوزراء عمران خان في أول تعليق له إن اللعبة التي تلعبها المعارضة هو من أبطالها، لذا ستكون حكومته باقية وستكمل فترتها القانونية، متوعدا المعارضة بأن الحكومة ستتعامل معها بشكل صارم، خاصة ما يتعلق في ملفات الفساد وتهريب الأموال.
على صعيد متصل وصلت إلى إسلام آباد المسيرة الكبرى التي يتزعمها زعيم حزب الشعب بلاول بوتو، التي إنطلقت في 27 من الشهر الماضي من مدينة كراتشي الجنوبية، وهي تطالب رئيس الوزراء عمران خان بالإستقالة من منصبه.
"تنظيم الدولة" يتبنى هجوم بلوشستان
ميدانيا، قتل خمسة جنود على الأقل جراء إنفجار وقع في منطقة سبي بإقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، بحسب وكالة أسوشييتد برس. حيث أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة جنود على الأقل، وفقا لمجموعة مراقبة.
وتضاربت الأنباء حول سبب الانفجار، ففي حين قالت الشرطة إن قنبلة زرعت على جانب طريق وانفجرت مستهدفة موكبا أمنيا، أعلن تنظيم داعش في المقابل مسؤوليته مشيرا إلى أن مفجرا انتحاريا نفذ الهجوم، وفقا لمجموعة سايت الاستخباراتية الأميركية التي تراقب رسائل الجماعات المسلحة.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام محلية أن الهجوم وقع قرب منطقة مفتوحة يقام فيها معرض ثقافي سنوي. وفي وقت سابق من اليوم، حضر الرئيس الباكستاني عارف ألفي المهرجان. وكان الموكب المستهدف جزءا من قوات الأمن المنشورة في محيط زيارة ألفي. ووقع التفجير بعد ساعات من رحيله.
وأضافت "أسوشييتد برس" أنه وفقا لإعلان المسؤولية، كان المهاجم باكستانيا "فجر حزامه الناسف وسط تجمع من الجنود ورجال الشرطة" وفقا لمجموعة سايت.
وكان بيان أولي للحكومة في الإقليم، إلى أن قتلى سقطوا في الانفجار من بينهم أربعة من عناصر الأمن، وأصيب أكثر من 25 آخرين بجراح.
وأضاف أن الانفجار يبدو ناجما عن عملية إنتحارية، وأن قوات الأمن تحقق في الأمر.
من جهة اخرى، أعلن مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان، مقتل سبعة مسلحين إثر عملية مسلحة لقوات الجيش في منطقة مكران في إقليم بلوشستان نفسه.
وأضاف البيان أن العملية المسلحة ستستمر في المنطقة حتى القضاء على جميع خلايا المسلحين المدعومين من الخارج، بحسب وصف البيان.
وكان إقليم بلوشستان مسرحا لتمرد طويل الأمد لمختلف الجماعات البلوشية الانفصالية التي شنت منذ عقود هجمات على قوات الأمن والشرطة للضغط من أجل تلبية مطالبها بالاستقلال.
ويعد هذا هو الهجوم الثاني خلال أقل من أسبوع الذي تتبناه جماعة محلية على صلة بتنظيم داعش تدعى ولاية خورستان. وتتخذ الجماعة المسلحة من أفغانستان المجاورة مقرا لها.
والأسبوع الماضي، استهدف مفجر انتحاري من تنظيم الدولة مسجدا شيعيا خلال صلاة الجمعة في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد، فقتل 63 مصليا وأصاب نحو 200.
وفي هجوم الثلاثاء بمنطقة سيبي، قالت الشرطة إن 28 شخصا معظمهم من الشرطة أصيبوا. وصرح وزير موري، مسؤول محلي بالشرطة، بأن المنقذين نقلوا الجثث والمصابين إلى مستشفيات، حيث أعلنت الطوارئ. وأضاف أن بعض المصابين في حالة حرجة.