قُتل أربعة من عناصر فصائل التسوية والمصالحة في ريف درعا، جنوبي سورية، جراء هجوم من مجهولين، مساء أمس الإثنين، كما قُتل رابع تحت التعذيب في سجون النظام بعد عامين من اعتقاله إثر تسوية وضعه، فيما واصلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملات الاعتقال في مناطق سيطرتها شمالي وشرقي البلاد.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا عنصرين من فصائل المصالحة والتسوية في مدينة طفس بريف درعا، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، مشيراً إلى أنّ أحدهما واسمه شادي سعيد السرحان كان يعمل سابقاً كناشط إعلامي مرافق للفصائل المسلحة.
وذكر الحوراني أنّ عنصراً من فصائل التسوية قُتل جراء هجوم مماثل بالأسلحة الرشاشة في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
ولفت كذلك إلى توثيق مقتل الشاب محمد أحمد فهد الخلف تحت التعذيب في سجون النظام السوري، مشيراً إلى أنّ مقتله جاء بعد اعتقال دام لمدة عامين، موضحاً أنّ الخلف عنصر منشق سابقاً عن قوات النظام وجرى اعتقاله بعد خضوعه لعملية التسوية والمصالحة.
يُذكر أنّ الخلف من المنشقين الذين تمت تسوية أوضاعهم بعد سيطرة قوات الأسد على الجنوب السوري.
وتعيش محافظة درعا فلتاناً أمنياً مستمراً منذ سيطرة النظام السوري عليها إثر اتفاق المصالحة والتسوية مع فصائل المعارضة صيف عام 2018، إذ قُتل العشرات من العناصر والمدنيين جراء الهجمات التي يقف وراءها مجهولون حتى اليوم.
إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مليشيات "قسد" شنت، مساء أمس الإثنين، حملة دهم واعتقالات في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، شمال شرقي سورية، وذلك بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وقال الجزراوي إنّ من اعتقلتهم "قسد" تم اقتيادهم إلى قاعدة حقل كونيكو الذي يخضع لسيطرة "قسد" والتحالف الدولي ضد "داعش"، تمهيداً لنقلهم نحو معسكرات التجنيد والتدريب التابعة لـ"قسد" في ريف الرقة الشمالي الغربي.
وذكرت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قسد" شنت حملة اعتقالات في بلدة تل براك بريف الحسكة أيضاً، بهدف التجنيد الإجباري واعتقلت عدة شبان ونقلتهم إلى القاعدة العسكرية في المنطقة.
ونقلت مصادر محلية أيضاً أن قوات النظام السوري شنت حملة اعتقالات بهدف التجنيد الإجباري في منطقة السبخة، جنوب شرقي محافظة الرقة.
وتأتي تلك الحملات بالتزامن مع تعرض "قسد" والنظام السوري لهجمات من مجهولين في مناطق سيطرتهم في شمال وشرق وشمال شرق سورية، الأمر الذي كبدهم خسائر بشرية جسيمة.
يُذكر أنّ "قسد" والنظام يتبعان سياسة التجنيد الإجباري ويشنان حملات الاعتقال والبحث عن المطلوبين للتجنيد بشكل شبه يومي، وينفذان اعتقالات أيضاً على الحواجز والنقاط العسكرية التابعة لهما.