صد "الجيش الوطني السوري" المعارض، ليل أمس الأربعاء، محاولة تسلل لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمالي حلب شمالي البلاد، تخللها سقوط قتلى من الطرفين، في حين تبنت مجموعة محلية في المنطقة الشرقية قتل عناصر من "قسد"، وإصابة قائدهم، كما سقط قتلى في حوادث وهجمات مختلفة، لا سيما في درعا جنوباً.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ عناصر "الجيش الوطني"، تصدوا لمحاولة تسلل من جانب "قسد" على محور جبهتي كفر خاشر وكفر كلبين شمالي حلب، مشيرة إلى أنّ اشتباكات قوية اندلعت بين الطرفين استمرت لساعات.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصر من "الجيش الوطني" وعدة عناصر من "قسد"، دون معرفة العدد بشكل دقيق، في حين استهدفت القوات التركية تجمعات "قسد" المتمركزة في قرى منغ ومرعناز وعين دقنة بعدد من قذائف المدفعية.
إلى ذلك، تبنت مجموعة محلية في المنطقة الشرقية عملية استهداف رتل عسكري يتبع لـ"قسد" عبر كمين أدى إلى مقتل 3 من "قسد" وإصابة قائد عسكري.
وفي بيان نشرته صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم "المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية/شرق الفرات"، قالت المجموعة إنها أوقعت رتلاً عسكرياً تابعاً لـ"قسد" في "كمين محكم"، في قرية الحصان بريف دير الزور الشمالي الغربي، ما أسفر عن تعرض نائب قائد مجلس دير الزور العسكري خليل الوحش لإصابات خطيرة، إضافة إلى مقتل 3 من مقاتلي المجلس التابع لـ"قسد"، نقلوا إلى مستشفى الكسرة في ريف دير الزور الشمالي الغربي.
ووفق البيان فإنّ رتلاً آخر يضم أكثر من 70 مصفحة لـ"قسد" والقوات الأميركية توجه إلى المكان، تزامناً مع إطلاق النار والتحليق المكثف لطيران التحالف.
وأوضح أنّ تلك العملية جاءت "نصرة لأهلنا في الجزيرة السورية وأبطال الدفاع الوطني في القامشلي"، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في المدينة، التي شهدت اشتباكات انتهت بسيطرة قوى الأمن الداخلي "الأسايش" على حي طي، وإخراج مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري منه.
من جهتها، ذكرت قناة "السورية" أنّ الكمين أسفر عن مقتل 3 من "قسد" عبر استهداف "فصائل شعبية لأحد مقراتهم في قرية الربيضة، في ريف دير الزور الشرقي، وسط أنباء عن مقتل ما يدعى نائب قائد المجلس العسكري لقسد" في الهجوم.
وفي سياق متصل، سمعت أصوات انفجارات داخل مدينة دير الزور ناجمة عن اشتباكات قوات "قسد" وقوات النظام السوري المنتشرة على السرير النهري في بلدة البغيلية، ثم توسعت الاشتباكات في محيط جمعية الرواد ومعسكر الطلائع حيث سقطت هناك بعض قذائف "هاون"، دون معرفة حجم الخسائر من الطرفين.
لكن شبكات محلية، ومنها "فرات بوست" نشرت مقاطع مصورة تظهر سيارات إسعاف تنقل جرحى قوات النظام السوري إلى "مستشفى الأسد" بمدينة دير الزور.
وعلى الرغم من هذه الأجواء المتوترة ميدانياً بين "قسد" والنظام السوري، إلا أنّ التنسيق بينهما لم ينقطع في ميادين أخرى، حيث دخلت، أمس الأربعاء، مئات من شاحنات النفط العاملة لحساب "شركة القاطرجي" حقل رميلان النفطي الخاضع لإشراف التحالف الدولي، قادمة من حلب عبر طريق "إم 4" تحت حماية روسية.
وذكرت مصادر محلية متطابقة أنّ أكثر من 500 شاحنة نفط تعمل لحساب "القاطرجي" دخلت، خلال اليومين الماضيين، حقل رميلان النفطي في القامشلي عن طريق معبر التايهة في حلب، قبل أن يعود معظمها إلى مناطق سيطرة النظام محملة بالنفط.
وأوضحت المصادر أن هذه العملية تتم بالتنسيق مع قوات "قسد"، وتحت حماية القوات الروسية. كما أنها دخلت هذه المرة إلى الحقول النفطية في وضح النهار خلافاً للمرات السابقة.
وتفرض الولايات المتحدة منذ العام 2014 عقوبات على النظام السوري وكيانات تدعمه، تشمل الحظر على المواطنين والشركات الأميركية القيام بأي تعاملات مع شركتي مصفاة بانياس ومصفاة حمص. كما فرضت الوزارة عقوبات على شركة "القاطرجي" عام 2018، لدورها في تسهيل نقل شحنات نفطية بين النظام وتنظيم "داعش".
قتلى في درعا
وفي جنوب البلاد، عثر أهالي مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، الليلة الماضية، على جثتي شخصين مقتولين بطلق ناري، في وقت نجا مختار المدينة من محاولة اغتيال من قبل مجهولين.
وذكر تجمع "أحرار حوران" المحلي، أنّ مدنيين عثروا على الجثتين قرب مخفر الشرطة على دوار الشيخ مسكين، وتظهر عليهما آثار إطلاق نار، دون معرفة هوية الشخصين المقتولين.
ونجا مختار مدينة الشيخ مسكين، المدعو خالد علي حمادة الديري من محاولة اغتيال بطلق ناري من قِبل مجهولين.
كما أشار التجمع إلى سقوط قتلى وجرحى من إثر استهداف مسلحين مجهولين فرع "المخابرات الجوية" مع آلية عسكرية لهم في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، ليتبع ذلك حملة اعتقالات طاولت 4 أشخاص من المدينة.
وكان قتل منير مصطفى زكريا إثر عملية اغتيال بالرصاص من قِبل مجهولين في بلدة الشيخ سعد غرب درعا، حيث يتهم بأنه عمل على تسليم العديد من الشبان المطلوبين للنظام عقب التسوية، إضافة لابتزاز أهالي المعتقلين لمعرفة مصير أبنائهم.
انفجار سيارة في عفرين
وانفجرت، الليلة الماضية، سيارة عسكرية تابعة لفرقة السلطان مراد، في قرية حلوبي الصغير بريف مدينة عفرين شمال غربي حلب شمالي سورية، ما أدى إلى احتراقها، دون أنباء عن خسائر بشرية، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وأضاف المرصد أن فرق الهندسة فجرت سيارة مفخخة معدة للتفجير في منطقة عفرين.
وفي محافظة إدلب شمال غربي سورية، أفادت مصادر محلية بأنّ مسلحين مجهولين اغتالوا، مساء أمس الأربعاء، المدعو أبو ياسمين الكازخستاني في قرية "عبريتا" الواقعة بالقرب من مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي.
كما عثر الأهالي على جثة رجل وزوجته في منزلهما ضمن بلدة حارم شمال غربي إدلب، حيث جرى قتلهما بالرصاص دون معرفة الأسباب وهوية الجناة.
وقتل مدني من أبناء محافظة إدلب، تحت التعذيب في سجن صيدنايا التابع للنظام السوري، بعد اعتقاله لنحو 9 سنوات، كما قتل مزارع كان يعمل بحراثة الأرض، جراء انفجر لغم أرضي من مخلفات الحرب السورية، في أرض زراعية تابعة لبلدة الجبين الخاضعة لنفوذ النظام في ريف حماة الشمالي.