قتل 8 مسلحين قبليين وأصيب آخرون إثر اشتباكات اندلعت، الخميس، بين الجيش اليمني ومسلحين قبليين حاولوا قطع الطريق الدولي الحيوي للأعمال العسكرية والإنسانية، والذي يربط بين محافظتي مأرب وحضرموت شرقي اليمن، وصولاً إلى منفذ الوديعة البري بين اليمن والسعودية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مسلحين من "آل حريقدان" وهي من فروع قبيلة عبيدة، "حاولوا نصب نقطة تفتيش على الطريق الدولي في منطقة غويربان" إلى الشرق من محافظة مأرب "وأثناء محاولة الجيش رفع القطاع القبلي اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 8 من المسلحين وإصابة آخرين، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الجيش".
ووفقاً للمصادر فإن مسلحي القبائل "يطالبون بالحصول على حصة من النفط الذي ينتج من حقول شركة صافر لمحطة لبيع المشتقات يمتلكونها، وإنهم استهدفوا عربتين للجيش وأحرقوهما، كما أعطبوا ناقلتي نفط كانتا في الطريق نحو المحطات على الطريق الدولي".
وتوقفت المواجهات منتصف النهار قبل أن تعود في ساعات المساء مع استقدام مسلحي القبائل عناصر جديدة، ومهاجمة نقطة تابعة للواء الأول حماية طرق في منطقة غويربان، والتي تمكنوا من الاستيلاء عليها لوقت قصير، قبل أن يفروا وتعود قوات الجيش لموقعها.
وقالت المصادر إن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الجانبين بشكل متقطع حتى منتصف ليل الخميس/الجمعة، وإن لجنة وساطة قبلية نزلت إلى المنطقة في محاولة لاحتواء الموقف لم تحقق تقدماً حتى اللحظة.
ويعد الطريق الدولي مهماً للغاية لأكثر من مليوني نازح من جراء الحرب، يقطنون مدينة مأرب ومحيطها وفق تقديرات السلطة المحلية، وكذلك للجيش اليمني المدافع عن المدينة، وهو المنفذ الإسفلتي الوحيد للمدينة التي يحاصرها الحوثيون المدعومون من إيران من ثلاث جهات "شمال، جنوب، غرب"، منذ نحو عامين.
وخلال الأشهر الأخيرة شهد الطريق عدة اختطافات تطورت في أحيان كثيرة إلى مواجهات مع قوات الجيش وخلفت قتلى وجرحى، كان آخرها استهداف قافلة تابعة لمنظمة الهجرة الدولية في منطقة الرويك، أثناء توجه القافلة من سيئون حيث المطار الدولي نحو مدينة مأرب، في العاشر من الشهر الحالي.
وأوقع الهجوم قتيلين من القوة العسكرية المرافقة للوفد والتابعة للمنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، فيما أصيب خمسة جنود، ولاحقاً أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنها تقوم "بتقييم قدرتها على الاستمرار في عملياتها بأمان" عقب الهجوم الذي أكدت أن أياً من أعضاء فريقها لم يصب فيه بأذى.
ولم تعرف بعد إذا ما كانت للمسلحين القبليين علاقة بالحادثة آنفة الذكر، خصوصاً وأن "آل حريقدان" سبق أن اختطفوا سائحاً ألمانياً في العام 2003، للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب خاصة بهم، بحسب المصادر ذاتها.