قبائل البشتون في باكستان تجتمع على حدود أفغانستان

12 أكتوبر 2024
احتجاج لأنصار حركة حماية البشتون على عمليات الجيش في خيبر، 7 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتماع قبائل البشتون ومطالبهم: عقدت قبائل البشتون اجتماعًا في خيبر لمناقشة قضايا الإخفاء القسري والعنف واتهام الحكومة الباكستانية بالسيطرة على الموارد دون تقاسمها.

- تصريحات منظور بشتين وتحديات القبائل: أكد منظور بشتين على مشاركة جميع الأطياف البشتونية لمناقشة الظلم والعمليات العسكرية التي أودت بحياة الآلاف، متهمًا المؤسسة العسكرية بالاستخدام التجاري لهذه العمليات.

- التضييق الحكومي وردود الفعل: حاولت الحكومة منع الاجتماع بإجراءات صارمة، مما أثار غضب القبائل التي أصرت على عقده، وسط ترقب لقرارات قد تشمل مطالبات بالانفصال أو إخراج الجيش.

بدأت قبائل البشتون في باكستان، اليوم السبت، اجتماعها القبلي في مقاطعة خيبر المحاذية للحدود الأفغانية من أجل مناقشة الإخفاء القسري، وغياب الاستقرار، والعنف الممارس ضد البشتون في مناطق وجودهم بباكستان. وعرضت "حركة حماية البشتون" التي تنظم الاجتماع أرقاماً للمفقودين والقتلى من أبناء قبائل البشتون خلال العقدين الماضيين، وكذا الموارد الطبيعية التي تسيطر عليها الحكومة المركزية في باكستان في مناطق البشتون من دون تقاسمها مع تلك القبائل.

وفي كلمته الافتتاحية بالاجتماع، قال زعيم "حركة حماية البشتون"، منظور بشتين، إن "جميع الأحزاب والأطياف والقبائل البشتونية تشارك في هذا الاجتماع من أجل اتخاذ قرار بشأن مستقبل هذه القبائل ومناقشة ما تتعرض له من ظلم على يد صناع القرار في باكستان، والقوات المسلحة". وذكر بشتين أنه خلال العقدين الماضيين قتل في عمليات الجيش الباكستاني المختلفة "أكثر من 80 ألفاً من سكان القبائل". كما تركت تلك العمليات التي سماها بـ"المشاريع التجارية للمؤسسة العسكرية" مئات الآلاف من اليتامى والآلاف من الأرامل.

وأشار بشتين إلى أن الأرقام الموجودة لدى الحركة تشير إلى أن ستة آلاف و700 شخص من القبائل هم في عداد المفقودين قسرياً، متهماً المؤسسة العسكرية والاستخبارات بعدم تقديم أي معلومات بشأن مصيرهم. كما تحدث بشتين عن الموارد الطبيعية في منطقة القبائل، واتهم الحكومة بالسيطرة عليها وعدم منح القبائل أي شيء منها، بينما يعيش أبناء قبائل البشتون حالة فقر وحرمان.

وقال بشتين أيضاً أمام الاجتماع الذي شارك فيه الآلاف من أبناء قبائل البشتون، إن "العمليات ضد الإرهاب ليست إلا وسيلة لجمع الأموال"، متهماً المؤسسة العسكرية بتنفيذها "من أجل الحصول على المال، بينما الويلات تبقى للقبائل"، مشدداً على أن كل القبائل اجتمعت لتأخذ القرار الفاصل بشأن ذلك.

وشاركت الزعامات القبلية في الاجتماع عبر لجان وزعت حسب المقاطعات القبلية ووصل عددها إلى سبعين لجنة، من أجل اتخاذ القرار النهائي بعد التشاور مع المشاركين من القبائل من كل مقاطعة وممثلي الأحزاب. وبذلت الحكومة الباكستانية خلال الأيام الماضية قصارى جهدها لمنع قبائل البشتون من عقد الاجتماع، وكانت البداية بحظر "حركة حماية البشتون"، ثم حرق مكان وخيم الاجتماع ثلاث مرات. وبعد صدام حدث أمس الأول وقتل خلاله خمسة من أبناء القبائل وأصيب عشرة آخرون، خرجت القبائل للدفاع عن الاجتماع وكان هناك خشية من صدام كبير، حينها تواصلت الحكومة الإقليمية مع الحكومة المركزية، وناقشت القضية معها.

تضييق حكومي على البشتون

وبعد التشاور بين الحكومة المركزية والإقليمية سُمح للقبائل بعقد الاجتماع لكن بشرط أن يترأسه رئيس الحكومة المركزية أو مسؤول حكومي آخر، ولكن ما حصل أن القبائل رفضت ذلك وانطلقت أعمال الاجتماع اليوم السبت، حسب ما خططت له بدون أن يشارك فيه ممثلون عن الحكومة.

ومع أن الحكومة سمحت للقبائل بعقد الاجتماع لكنها أغلقت كل الشوارع المؤدية إلى مقاطعة خيبر التي ينعقد فيها الاجتماع، كما أوقفت شبكات الهواتف النقالة والإنترنت عن العمل فيها، فضلاً عن منع الحكومة التجار من بيع موادهم لأبناء القبائل المشاركة في الاجتماع. وكان وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي قد هدد خلال زيارته قبل يومين إلى مدينة بشاور بسحب الجنسية وجواز السفر من كل من سيشارك في الاجتماع وهو ما أثار غضب القبائل، وكانت من القضايا التي طرحت خلال مداخلات زعماء القبائل في اجتماع اليوم.

وسيعلن الاجتماع عن قراراته النهائية مساء غد الأحد، في ظل حالة ترقب كبيرة في باكستان حيث تخشى الحكومة من إعلان القبائل الانفصال أو المطالبة بإخراج الجيش من منطقة القبائل. على الجانب الآخر من الحدود في أفغانستان ثمة ترحيب كبير لما تقوم به القبائل الباكستانية، وكانت من بين الشعارات في اجتماع القبائل هتافات تدعو للانفصال وأخرى أن "أفغانستان هو بلدنا الحقيقي"، فضلاً عن الهتافات ضد المؤسسة العسكرية والاستخبارات.