ألقى مجهولون، اليوم الجمعة، قنبلة صوتية بالقرب من مديرية الثقافة في مدينة السويداء، جنوبي سورية، تبعتها بعد دقائق قنبلة أخرى في حي الخزانات، وسط المدينة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء زيارة وفد أمني من النظام السوري للمدينة، دون الإعلان عن أي نتائج.
وضم وفد النظام كلاً من محمد رحمون وزير داخلية النظام، وحسام لوقا مدير إدارة المخابرات العامة، اللذين عقد لقاء موسعا في المركز الثقافي مع وجهاء ومسؤولي المحافظة.
وغاب عن الاجتماعين اللذين تخللا الزيارة، أمس الخميس، أبرز الزعامات المحلية في السويداء، كشيخ العقل الأول حكمت الهجري، وأمير دارة عرى لؤي الأطرش، وقائد حركة رجال الكرامة يحيى الحجار.
وأشارت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهدف من الزيارة هو معرفة المزاج العام في السويداء، والحلول الأمنية المقترحة بعد القضاء على عصابات تابعة لـ"المخابرات العسكرية" التابعة للنظام السوري، خلال شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب الماضيين، على أيدي مجموعات محلية مُسلحة من أبناء محافظة السويداء، وطرح خلال الزيارة من قبل الوفد استبدال الإشراف الأمني على المدينة من المخابرات العسكرية إلى المخابرات العامة "أمن الدولة".
وقال أحد وجهاء محافظة السويداء، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن غياب أهم الشخصيات المؤثرة عن الاجتماع كانت له دلالة واضحة على فشل السلطة مسبقاً في أي طرح للحلول على مستوى الملفات الأمنية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن "الوفد قادم لفرض شروطه ليس إلا".
ولفت إلى أن "تبديل شعبة المخابرات العسكرية بشعبة المخابرات العامة هي خطة مكشوفة للجميع طالما أن السلاح العشوائي والمخدرات والفصائل المسلحة المدارة من قبل الأمن ما زالت قائمة".
وتأتي زيارة الوفد الأمني بعد لقاءات فردية جرت في العاصمة السورية دمشق مع شخصيات محلية من السويداء، إذ حاول اللواء حسام لوقا مدير إدارة المخابرات العامة، الذي تربطه علاقات واسعة مع عدد من الزعامات المحلية أن يعطي رؤية النظام السوري للوضع القادم، إضافة إلى حل المشاكل الأمنية المتراكمة، وخاصة تفكيك العصابات، وضبط السلاح، ومشكلة التجنيد الإجباري، لا سيما أن غالبية شبان محافظة السويداء يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية، والنظر في سوء الخدمات والفساد.
وقد كانت أولى الخطوات لحل بعض هذه المشاكل الإعلان عن فتح مركز خاص للتسويات للفارين من الخدمة العسكرية يوم الأربعاء القادم.
وعقد الوفد جلستين (إحداهما مفتوحة والأخرى مغلقة)، ولم تخرج الجلسة المفتوحة عن الوعود السابقة المطروحة، لكن الحضور فهموا أن هناك مرحلة جديدة في التعاطي مع السويداء قد بدأت بعيداً عن فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام، ليستلم الملف فرع أمن الدولة، ويكون مسؤولاً عن الحواجز المقترح إنشاؤها داخل مدينة السويداء خلال الأيام المقبلة لفرض الأمن.
اتهامات لزعامات بالخيانة.. ورفض للحلول الأمنية
وبحسب ما تسرب عن الجلسة المغلقة التي عقدت في مبنى المحافظة، فإن هناك اتهامات عديدة لزعامات المحافظة بالخيانة والتآمر على النظام، والتواصل مع جهات خارجية، وأن لا حلول اقتصادية قريبة في سورية، ما يعني بقاء القبضة الأمنية وإدارة الفوضى كما كانت خلال السنوات الماضية.
وقال مصدر مقرب من الأمير لؤي الأطرش لـ"العربي الجديد"، إن السبب وراء عدم حضوره الاجتماع هو رفضه القاطع لكل الخطط الأمنية على حساب أهالي المحافظة، علماً أن الأطرش جزء من أي مشروع سياسي جديد في المنطقة، لكن عدم حضوره يشير إلى أن النظام يتجه للتصعيد وليس للحلحلة.
وينتظر أهالي السويداء سماع أي أمل في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والخدمات وتحسين الوضع المعيشي، وتوقف تجارة المخدرات في الداخل والخارج؛ إلا أن الوفد جاء لفرض إرادة النظام فقط، فيما يعتقد هؤلاء أن أي لقاءات أو حلحلة هي لعب في الوقت الضائع، خاصة أن غالبية السكان يتجهون نحو الهجرة.