نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم: السعودية افتعلت المشكلة مع لبنان وتجب معالجة تسلّط البيطار
اتهم نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني نعيم قاسم، المملكة العربية السعودية، بـ"الرغبة في التحكم بالمسار السياسي في لبنان"، معتبراً أنها بادرت بافتعال المشكلة مع بلاده، رغم الموقف الحكومي في لبنان المتعاون مع الدول الخليجية.
وشدد قاسم، في حديث خاص مع "التلفزيون العربي" الخميس، على ضرورة أن تنظر المملكة إلى لبنان كبلد حرّ ومستقل، دون فرض أجندتها السياسية.
وبشأن الوساطات المحتملة، نفى قاسم وجود مساعٍ جدية، مضيفاً أنه "لم تكن هناك وساطات، بل مطلب مباشر باستقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من دون أي تعهدات أو وعود في المقابل". وأكد قاسم أنّ الوزير قرداحي "هو صاحب القرار الأول والأخير"، مجدداً تأييد "حزب الله" لكلّ قرار يتخذه.
وقال قرداحي، أمس الخميس، إنه سيقدم استقالته الجمعة في مؤتمر صحافي يعقده في وزارة الإعلام ظهراً، وذلك لإعطاء دفع إيجابي لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يجري جولة خليجية، تشمل السعودية.
اتهامات للمحقق العدلي... وشرط لاستئناف عمل الحكومة
من جانب آخر، دعا قاسم الحكومة إلى القيام بدور لمعالجة ما وصفه بـ"تسلّط" المحقق العدلي طارق البيطار في قضية انفجار مرفأ بيروت. وقال نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، إنه لا يمكن للبيطار منع مجلس النواب من أخذ صلاحيات في محاكمة الرؤساء والوزراء، مؤكداً أن "حزب الله" مهتم بأن تستمر الحكومة بعملها، لكنه دعا إلى معالجة بعض الملفات "بشكل أو بآخر".
وكشف قاسم عن نقاشات تجري في الكواليس بمساعدة الرؤساء الثلاثة، مؤكداً أن استئناف انعقاد اجتماعات مجلس الوزراء، المعطلة حالياً، سيكون عند التوصل إلى حلّ معين يمكن أن يكون مقبولاً للجميع.
وجدّد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الاتهام للمحقق العدلي باستهداف حلفاء الحزب، واستبعاد أطراف أخرى، عبر تقديم مبررات واهية على حدّ قوله.
وفي ما يتعلق بأحداث الطيونة والعلاقة مع حزب "القوات اللبنانية"، دعا قاسم إلى محاسبة "القوات" بعد ارتكابهم "مجزرة في الطيونة"، على حدّ قوله، ووصف ما حصل بأنه "مقدمات لحرب أهلية"، مشدداً على عدم وجود أي إمكانية لعلاقة مع حزب "القوات اللبنانية".
الانتخابات قائمة لكن موعدها غير واضح
وبشأن الانتخابات النيابية المرتقبة، قال قاسم إنّ موعد 27 مارس/آذار مبدئي، ولن يتحول إلى موعد نهائي ما لم يوقع رئيس الجمهورية ميشال عون عليه. ورجّح قاسم أن تُجرى الانتخابات في الفترة الممتدة بين 8 و15 مايو/أيار لأن رئيس الجمهورية لن يوقع قبل هذا التاريخ، بحسب قوله.
وأكد قاسم أن كلّ الأدلة والظروف تقول إن الانتخابات قائمة ونحن متحمسون لها، وهناك ضغوطات دولية من أجل إجرائها. وأشار قاسم إلى أن بعض الأطراف تتوقع أن تغير هذه الانتخابات المشهد والتوازنات الحالية، وذلك عبر حصول قوى 14 آذار سابقاً ومجموعات المجتمع المدني المرتبطة بالسفارات، بحسب تعبيره، على أغلبية تجعلهم يتحكمون بانتخابات الرئاسة المقبلة، واختيار الحكومة لتغيير سياسات لبنان.
وحول العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، عبّر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" عن التزام حزبه بالاتفاق المبرم عام 2006، مؤكداً خوض الانتخابات النيابية بشكل مشترك في كل المناطق اللبنانية. واستبعد قاسم مناقشة الحزب لمرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة قبل إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، معتبراً أن ذلك سابق لأوانه.
تحميل حاكم مصرف لبنان مسؤولية الانهيار الاقتصادي
وفي ملف آخر، حمّل قاسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المسؤولية الأكبر لحالة الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان، ودعا إلى محاسبته.
وقال قاسم إنّ المجتمع الدولي لا يريد أن تقوم الحكومة الحالية بمعالجة الأزمات الحقيقية، فيما فتح رئيس الوزراء نجيب ميقاتي باباً لـ"بعض المعالجات الأقرب إلى المسكّنات". كما أوضح قاسم أن "حزب الله" يدعو إلى دراسة كل شرط يطرحه صندوق النقد الدولي من أجل مصلحة لبنان.
ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل
وبشأن ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل، اعتبر المسؤول في "حزب الله" أن كل النقاشات الحالية ما زالت سطحية، مشيراً إلى أن الحزب اختار انتظار قرار مؤسسات الدولة لتبنيه، وذلك بهدف تجنب المزايدات.