يُحاول قادة الاتحاد الأوروبي التغلب على تنافر الآراء والأصوات المختلفة بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، للتحرك في سياق سياسي واحد، لإحداث تأثير دبلوماسي أكبر على الساحة العالمية.
حتى وإن كانت قمتهم، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو فقط، فإن الهجوم الذي وقع في بروكسل وأسفر عن مقتل سويديين اثنين، الليلة الماضية، أكد أن هناك حاجة لإظهار موقف موحد في مواجهة التهديدات المشتركة.
ومنذ الهجوم الذي أطلقته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول يوم السبت الماضي، وأطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، أظهر الاتحاد الأوروبي أنه مجموعة من 27 دولة بينها خلافات، وحتى مؤسساتهم المشتركة بعثت برسائل مختلفة، الأمر الذي أدى إلى حدوث اضطراب بشأن نوايا الكتلة، ومواجهتها لانتقادات دولية.
وتشعر العديد من الدول الأعضاء أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين قد تجاوزت سلطتها من خلال زيارة إسرائيل الجمعة، من دون رسالة سياسية متفق عليها مسبقا، ثم اتبعت ما اعتبره الكثيرون خطا مؤيدا لإسرائيل بشكل مفرط.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، قبل القمة الافتراضية، إن "السياسة الخارجية والأمنية تظل مسؤولية الدول الأعضاء".
في المقابل، أكدت فون ديرلاين أنها "حرة في السفر كما تشاء"، وتعبر عن التضامن "مع أمة في حاجة" كما يحلو لها، وسوف تفعل ذلك "مرة أخرى إذا لزم الأمر".
تفاقم الاستياء لأن البعض يرى أن إصرار الاتحاد الأوروبي على أن تحترم إسرائيل القانون الدولي في قتالها ضد حماس لم يعبر عنه من قبل فون ديرلاين بدرجة كافية من الوضوح.
قال بوريل: "الموقف واضح: إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن يجب تطوير هذا الدفاع بما يتوافق مع القوانين الدولية، وخاصة القوانين الإنسانية، لأن الحرب لها قوانينها أيضا". وأكد أن هذه ستكون الرسالة الأساسية المشتركة التي ستخرج عن القمة.
اليوم الثلاثاء، سافر المستشار الألماني أولاف شولتز إلى إسرائيل في زيارة مفاجئة.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيسافر هو الآخر إلى المنطقة "بمجرد أن أرى أن لدينا أجندة مفيدة وإجراءات ملموسة للغاية للمضي قدما".
وهناك عدد آخر محدود من الأزمات الدولية التي تحدث انقساما في التكتل، مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في الأسبوع الماضي فقط، في أعقاب هجوم حماس، أعلن مسؤول في المفوضية الأوروبية أنه سيتم على الفور تعليق المساعدات التنموية التي تهدف إلى مساعدة السلطة الفلسطينية على الحد من معدلات الفقر.
وبعد ساعات تغير موقف المفوضية الأوروبية، حيث أعلنت عن مراجعة عاجلة للمساعدات للتأكد من عدم إساءة استخدام الأموال.
ومنذ تصنيفها "منظمةً إرهابيةً" من قبل الاتحاد الأوروبي، لم تحصل حركة حماس على أي تمويل مثل هذا بأي شكل.
ثم قالت المفوضية، السبت، إنها ضاعفت المساعدات الإنسانية لغزة ثلاث مرات، وهي الأموال المخصصة للاستخدام في أوقات الأزمات أو الكوارث.
وأفاد ماكرون، وهو لاعب أساسي في قمة الثلاثاء، إنه بعيدا عن دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، تمكن أيضا من أن "يمرر رسائل تحذيرية تدعو لاحترام القانون الإنساني، والقانون الدولي والسكان المدنيين في غزة والضفة الغربية، وتجنب تصعيد الصراع في لبنان". وأضاف: "ما زلنا يقظين وملتزمين للغاية".
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في إعلان القمة إن "الصراع قد تكون له عواقب أمنية بالغة على مجتمعاتنا".
وذكر أن الزعماء سيبحثون سبل مساعدة المدنيين في إسرائيل وقطاع غزة العالقين في الحرب، والعمل مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، لمحاولة منع تمدد الصراع.
(أسوشييتد برس)