قائد "مغاوير الثورة" في سورية: هدفنا تحسين الواقع المعيشي في منطقة الـ"55 كم"

03 أكتوبر 2022
تم تعيين القاسم من قبل قيادة التحالف (تويتر)
+ الخط -

عينت قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية المنتشرة ضمن قاعدة "التنف" العسكرية، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ"55" كم شرقي محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسورية، في الـ24 من سبتمبر/ أيلول الماضي، النقيب محمد فريد القاسم قائداً جديداً لفصيل "جيش مغاوير الثورة" عوضاً عن العميد مهند الطلاع، الذي أُقيل لأسباب لا تزال غير معلومة حتى اللحظة.

وقال النقيب محمد فريد القاسم، قائد فصيل "جيش مغاوير الثورة"، وهو شريك قوات "التحالف الدولي" في قاعدة "التنف"، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن المهام الأساسية والأولوية له بعد تسلم منصبه الجديد هي "تحسين الوضع المعيشي في منطقة الـ55 كم عامة، وخصوصاً مخيم الركبان، من خلال بعض المشاريع المدنية غير الربحية العائد ريعها للمدنيين في المخيم والمنطقة، والعمل على بناء علاقات جيدة مع دول الجوار من أجل الاستفادة من الخدمات الطبية والإغاثية والتعليمية من خلال تلك الدول، بالإضافة إلى الحفاظ على أن تكون المنطقة آمنة للسكان المحليين، وعدم استغلال المنطقة لتهديد دول الجوار".

وأكد القاسم أنه "سيُعاد ترتيب بعض المهام الموكلة لبعض القياديين ضمن فصيل جيش مغاوير الثورة"، مستبعداً أن تكون هناك "إعادة هيكلة كاملة ضمن الفصيل"، مُشيراً إلى أنه "سيُعمل على إنشاء مؤسسة عسكرية ومدنية موحدة لإدارة المنطقة لتكون نواة لسورية جديدة".

وبعد تزايد أعداد العائلات المغادرة من مخيم "الركبان" إلى مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، خلال الآونة الأخيرة، لفت قائد "مغاوير الثورة" إلى أنه "ستكون هناك خطط لتحسين الظروف المعيشية والطبية داخل المخيم للحد من مغادرة العائلات وإزالة الصعوبات التي أدت إلى مغادرة تلك العائلات"، موضحاً أنه "ستكون هناك مشاروات من خلال بناء ثقة متبادلة بين فصيل مغاوير الثورة وبين الأردن الشقيق، وعلى رأس أولوياتنا المدنيون داخل مخيم الركبان لتحسين ظروفهم المعيشية".

واستطلع "العربي الجديد" آراء سكان في منطقة الـ"55" وقاطني مخيم الركبان والوجهاء في المنطقة حول موقفهم من القيادة الجديدة لفصيل "مغاوير الثورة"، كونه الفصيل المُسيطر على المنطقة بالاشتراك مع قوات "التحالف الدولي".

واعتبر ماهر العلي، رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، أن "القاسم ذو سمعة طيبة، ولم يتدخل بتاتاً في العمل المدني والنازحين، ونحن نحترم هذا الموقف، ونقدر أي فصيل ثوري، ونحترم الجميع، باستثناء النظام ومليشياته والمليشيات التي تعمل معه وتنسق معه".

وأكد المتحدث ذاته: "نحن كمجلس عشائر نتطلع دائماً للتعاون مع فصيل مغاوير الثورة بما يخدم المنطقة والمدنيين"، مشدداً على "عدم تدخل أي فصيل بالشؤون الخاصة بالمدنيين، وهذا ما نأمله من القائد الجديد، وأن يكون التعاون والتنسيق بما يخدم النازحين ويوفر الحماية لهم، وتقديم أي مساعدة ممكنة لقاطني المخيم والمنطقة".

ويأمل العلي من "القائد الجديد للفصيل المحاسبة الصارمة لأي عنصر غير منضبط يسيء للنازحين في المنطقة، ومتابعة العمل ضد النظام والتنظيمات الإرهابية وتجار المخدرات والمليشيات الإيرانية، وعدم السماح لأي محاولات لأي مد إيراني في المنطقة".

ويطالب عبيد أبو ناصر الخالدي، وهو نازح من مدينة تدمر إلى مخيم "الركبان"، في حديث لـ"العربي الجديد"، القائد الجديد للفصيل، بـ"العمل بشكل سريع على تأمين مساعدات طبية وإغاثية لقاطني المخيم، وتحسين الواقع التعليمي، وفتح ممر إنساني مع الأردن الشقيق، لجلب مشاريع خدمية للمنطقة، وتأمين فرص عمل ووظائف للشباب لتكون مساعدة في تأمين لقمة العيش ومصاريف العائلات"، مُشيراً إلى أن "القائد السابق لفصيل جيش المغاوير كان يفرض إتاوات على التجار في المنطقة، الأمر الذي كان سبباً في زيادة أسعار المواد الغذائية على قاطني المخيم، بالإضافة إلى التجاوزات السابقة من قبل قادة الفصيل بحق قاطني المخيم وسكان منطقة الـ55 كم".

أما محمود قاسم الهميلي، وهو أحد وجهاء مخيم "الركبان"، فيقول، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنهم لم يروا بعد "خطوات عملية للقائد الجديد كونه عُين منذ أسبوع، ولا نستطيع أن نعطي رأيا قطعيا، والعمل هو من يحدد القائد والمسؤوليات ومكانته القريبة من الناس أو البعيدة عنهم"، مشيرا إلى أنه "عندما كان القاسم قائد القوة الرديفة في فصيل جيش مغاوير الثورة، كان صاحب سلطة بسيطة جداً، وقدم للأهالي مادة الطحين والخبز أثناء حصار المخيم، وساهم في عدة أعمال خدمية على الرغم من أن إمكانياته كانت بسيطة، ونحن متفائلون من هذا الجانب".

ويتوقع الهميلي أن "يكون هناك تحسن في منطقة الـ55 كم ومخيم الركبان خلال الفترة القادمة"، موضحاً أن "السبب الرئيسي لسوء أحوال المنطقة هو أن القائد السابق أساء لدولة الأردن المجاورة بشكلٍ مباشر، فكان هناك سد فولاذي من قبل الأردن تجاه المنطقة، بسبب تجاوزات وتصرفات القائد السابق"، مُشيراً إلى أن "هناك تواصلات جديدة بيننا وبين الأردن، وهو متفائل بالقيادة الجديدة للفصيل كون القاسم له علاقات جيدة مع الأردن".

وذكر المتحدث أن "مطالب سكان منطقة الـ55 كم هي مطالب بسيطة، وهي القدرة على العيش بتأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة والمعيشة"، مشدداً على أنه "لا نريد عودة قسرية إلى مناطق النظام، ولا نرغب في العودة إلى مناطقه بسبب الجوع والعطش، فقط ما نريده هو تحسين الواقع الطبي والإغاثي والتعليمي في المنطقة".

وأشار الهميلي إلى أن من "بقوا في مخيم الركبان هم من نُخبة الثورة، ويستحيل أن يعودوا إلى مناطق سيطرة النظام الذي كان سبباً في تشردهم ونزوحهم، ويجب تأمين احتياجاتهم ليعيشوا حياة كريمة عوضاً عن السنوات العجاف التي عاشوها".

وكانت 34 عائلة قد غادرت، منذ بداية سبتمبر/ أيلول الجاري، مخيم الركبان إلى مناطق مختلفة يُسيطر عليها النظام السوري، وجزء قليل جداً غادر إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عبر طرق التهريب، ليرتفع عدد المغادرين من المخيم إلى 205 أشخاص، نتيجة تردي الأحوال المعيشية في المخيم ومنطقة الـ"55" كم، وعدم توفر الطبابة والتعليم والمساعدات الإنسانية.

المساهمون