قال مايك هاكابي الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سفيراً لدى إسرائيل لـ"فوكس نيوز": "نرى دولاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط تحاول فجأة تغيير سلوكها لأنها تعلم أن هناك عمدة جديداً في المدينة". ويقدّم السفير الجديد للعالم صورة هذا "الكاوبوي" القديم الجديد، العائد مع فرقته على حصانه لينتقم من المدينة ومن ناسها، لأنهم طردوه منها في السابق.
المهم في كلام السفير الجديد هو تأكيد كل ما نعرفه عن ترامب وأفكاره، بل عن كل الحكام الأميركيين بلا تمييز، فهو أكد أنّه "بالطبع يجب دعم حكومة إسرائيل إذا حاولت ضم الضفة الغربية". وأضاف في تصريحات سابقة أنه "لا يوجد شيء يدعى فلسطين أو الضفة الغربية". إلى أي درجة يبقى هذا الكلام مهماً؟ وما مدى تأثيره من متصهين يُضاف إلى قائمة الأميركيين المتصهينين الطويلة؟ لا شيء، غير تأكيد الواقع الذي نعرفه منذ عقود، وهو أنه لا أمل لدينا مطلقاً مع هؤلاء، غير ما يمكن أن يُحدثه تغيير حقيقي على الأرض، ربيع جديد أو طوفان غامر.
لا يختلف موقف القادم هاكابي عن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الخاسر مع الإدارة الراحلة، لا يزال يحوم حول المنطقة ويهذي بنفس الكلام الذي يقوله منذ سنوات عن الشرق الأوسط وسلامة إسرائيل... والمعونة الإنسانية لسكان غزة المدمرة. ولكن رد "حماس" كان واضحاً وقوياً وصريحاً على الاثنين معاً، الراحل والقادم، إذ اعتبرت أن "تصريحات الخارجية الأميركية بأنها لم ترَ تهجيراً قسرياً في غزة ترقى إلى جرائم حرب أو ضد الإنسانية ترجمة لسلوك عدائي متماهٍ مع جرائم غير مسبوقة في التاريخ"، وأن "السياسة الإجرامية التي تتبنّاها الإدارة الأميركية بإنكار المحرقة الجارية في قطاع غزة تؤكّد مسؤولية هذه الإدارة عن جرائم الحرب البشعة التي ما زالت تُرتَكَب في غزة منذ أكثر من أربعمائة يوم".
لكن الأهم هو تأكيدها أن "بلينكن ومجرمي الحرب الصهاينة يتوهّمون إمكانية إخضاع شعبنا ومقاومته أو فرض مشاريع لما يُسمّى "اليوم التالي للحرب" تنتقص من حقوقنا الوطنية"، وأنه "لا مستقبل لهذا الاحتلال الفاشي على أرضنا، وشعبنا سيواصل ثباته ومقاومته حتى كسر العدوان وتطهير أرضنا ومقدساتنا من دنس المحتلّين الفاشيين".
تبقى الحقيقة الواحدة هي ما يعانيه الفلسطينيون على الأرض، وما يمكن أن يحققوه، بأن تصل الرسالة التي مفادها أنكم لن تسعدوا بأمن ولا بهدوء، وأننا قادرين على إيلامكم، وأنكم ستظلون مطاردين في شوارع أمستردام ومنبوذين في ملاعب باريس ومطرودين من فنادق إيطاليا، كما حصل برفض فندق "غراني أونغارو" الإيطالي استقبال سائحين إسرائيليين احتجاجاً على الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.