ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا ارتكبت "خطأ استراتيجياً فادحاً" جعل فنلندا والسويد تتأهبان للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بحلول الصيف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسألة انضمام الدولتين الاسكندنافيتين كانت "محل نقاش وجلسات متعددة" خلال محادثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف، الأسبوع الماضي، حضرها ممثلون عن السويد وفنلندا. وقال مسؤول أميركي كبير إن هذا الأمر لا يمكن إلا أن يكون خطأً استراتيجياً فادحاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولفتت الصحيفة، اليوم الإثنين، إلى أنه من المتوقع أن تقدّم فنلندا طلبها في يونيو/حزيران، على أن تليها السويد، مشيرة إلى أن الأخيرة تجري مراجعة للسياسة الأمنية ستنتهي بحلول نهاية الشهر المقبل. وذكّرت الصحيفة هنا بتصريح أطلقته رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون قبل أسبوعين، أكدت فيه أنها لا تستبعد عضوية حلف شمال الأطلسي بأي شكل من الأشكال
ويعمل البلدان وفق الصحيفة من أجل تأمين إجماع محلي على هذه الخطوة، لكنّ القرارات النهائيّة ستُتّخذ بشكل مستقل، وفق تأكيد المسؤولين.
ويؤكد دبلوماسيون أوروبيون أن فنلندا والسويد ستعززان بشكل كبير من قدرات "الناتو"، خصوصاً في ما يتعلّق بجمع المعلومات الاستخبارية والقدرات الجوية. ونقلت "ذا تايمز" عن دبلوماسي أوروبي في الحلف قوله إن انضمام البلدين إلى الحلف سيكون بمثابة إنجاز له.
وكانت روسيا قد حذرت، في فبراير/شباط الماضي، بعيد غزوها لجارتها أوكرانيا، من أنها قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات انتقامية حال انضمام البلدين إلى الحلف، متحدثة عن جهود من جانب الولايات المتحدة وبعض حلفائها "لجرّ" فنلندا والسويد إلى حلف الأطلسي.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي السابق ألكسندر ستاب، لوكالة "فرانس برس"، أمس الأحد: "يجب عدم التقليل إطلاقاً من قدرة الفنلنديين على اتخاذ قرارات سريعة عندما يتغير العالم". يعتقد ستاب الذي يدافع باستمرار عن الانضمام إلى الحلف، أن تقديم فنلندا طلب العضوية الآن "أمر مفروغ منه"، فيما يعيد الفنلنديون تقييم علاقتهم بجارتهم.
والأسبوع المقبل، ستُقدَّم مراجعة للأمن القومي بتكليف من الحكومة إلى البرلمان لمساعدة النواب الفنلنديين على اتخاذ قرارهم، قبل طرح القضية للتصويت.
يذكر أن فنلندا تمتلك حدوداً برية بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وهي أطول حدود مشتركة بين أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وروسيا.
الكرملين: عضوية فنلندا والسويد في حلف الأطلسي لن تجلب الاستقرار
وفي السياق، أكد الكرملين، اليوم الإثنين، أن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي لن يجلب الاستقرار إلى أوروبا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف رداً على سؤال عن الأمر: "قلنا مراراً وتكراراً إن الحلف لا يزال أداة معدة للمواجهة، وأن توسعه لن يجلب الاستقرار إلى القارة الأوروبية".