فنلندا: ضبط وزير "موالٍ للنازية" يُحرج حكومة اليمين

01 يوليو 2023
الوزير المستقيل فيلهلم جونيلا (إيفا ماريا برازروس/فرانس برس)
+ الخط -

وجد رئيس الوزراء الفنلندي، بيتيري أوربو، زعيم حزب "التجمع" المحافظ، نفسه مضطراً لتعديل الفريق الوزاري، بعد استقالة وزير التجارة الخارجية الاقتصادية، فيلهلم جونيلا، أمس الجمعة، بسبب تصريحاته المؤيدة للنازية.

جاء ذلك بعد نحو أسبوعين على تشكيل الحكومة الفنلندية الجديدة من المحافظين ومشاركة اليمين المتطرف، ممثلاً بحزب "الفنلنديون الحقيقيون" في الحكم، خلفاً لرئيسة الحكومة سانا مارين، التي تراجع حزبها "الاجتماعي الديمقراطي" إلى نحو 19 في المائة.

وحصل الحزب الفنلندي القومي المتشدّد على أكثر من 20 في المائة في انتخابات إبريل/نيسان الماضي، ما أجبر يمين الوسط في التجمع على إشراكه في الحكم الائتلافي، كسابقة لم تذهب إليها دولة إسكندنافية - شمالية أخرى.

وعادة ما تُتهم الأحزاب المتطرفة في هلسنكي، وعند جارتها السويد (ديمقراطيو السويد) باحتواء عناصر "متعاطفة مع الفكر النازي/الفاشي". وأدى ضبط الوزير المجبر على الاستقالة، جونيلا، مسانداً للفكر النازي الفنلندي من خلال شريط فيديو يعود إلى عام 2019، إلى ارتباك حكومي استمرّ لأيام قليلة، قبل أن يستقيل، وتصبح بذلك الفترة التي تولّى فيها وزارته الأقصر في تاريخ البلاد.

ويُعتبر جونيلا شخصية قيادية مهمة في حزبه "الفنلنديون الحقيقيون". وأظهر الشريط المسرّب تحدثه أمام تجمع نظمته "جمعية القوميين" (محظورة الآن)، التي تضم في صفوفها "حركة مقاومة الشمال" النازية، ومجموعات يمينية متطرفة ومناهضة بقوة للمسلمين، وتسمّى "جنود (الإله) أودين".

وتفاخر فيلهلم جونيلا في مارس/آذار الماضي بأن اللجنة الانتخابية الفنلندية منحت زميلاً له في الحزب الرقم "88"، والذي جرى ترميزه بين النازيين على أنه التحية النازية "هايل هتلر"، حيث إن "أتش" هو الحرف الثامن من الأبجدية.

وعلى الرغم من اعتذاره عن الحادثة، وتأكيده أنه يعارض "معاداة السامية"، يبدو أن المعارضة في يسار الوسط أسقطته في فخ تصرفاته وتصريحاته المتعاطفة مع الفكر النازي. ففي 2019، ضُبط الرجل كعضو في البرلمان، يصرح مقترحاً أن "تعمل فنلندا من أجل مشروع إجهاض (النساء) في أفريقيا حفاظاً على المناخ".

ومع اضطرار رئيس الحكومة أوربو إلى تعديل وزاري، تدور سجالات عن التحالف المتشدد الذي أدخل نفسه فيه، وخصوصاً أن التقارير بدأت تتحدث عن خلافات مع معسكر اليمين المتطرف، وتشير إلى معرفة زعيمة حزب "الفنلنديون الحقيقيون" ريكا بيورا بالماضي النازي لجونيلا وغيره في معسكرها.

وكانت الحكومة معرضة للانهيار، حين طرح حزب "الشعب"، الذي يمثل الأقلية السويدية، ويشارك في الحكومة الائتلافية، حجب الثقة عن أوربو في الأسبوع الفائت، على خلفية خلافات بين ذلك الحزب واليمين المتشدد. ونجت الحكومة بفارق ضئيل من السقوط، لكن الأمور مرشحة للتصاعد، مع اندلاع السجال بسبب الماضي النازي لبعض شخصيات اليمين المتطرف. ووعد رئيس الحكومة، مساء أمس الجمعة، بطرح القضية على جدول الأعمال في الأسبوع المقبل.