نظمت إدارة الاتصال والعلاقات الخارجية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الأربعاء، محاضرة بعنوان: "فلسطين.. القضية والبوصلة". عبر تقنية الاتصال المرئي، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يحتفل به يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام منذ 1978.
وقد شارك في المحاضرة التي أدارها مدير إدراة الاتصال والعلاقات الخارجية علي الكعبي،كل من أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر محمد المسفر، والكاتب والباحث معين الطاهر، والأكاديمية سناء حمودي، والأستاذ المشارك بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات، والإعلامي تامر المسحال، والباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات آيات حمدان.
ولفت الكاتب والباحث معين الطاهر، إلى أنه لو تحقق فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات، لكان سيعد تأكيدا على استمرار المواجهة وتصاعدها مع المشروع الصهيوني، في حين أن نجاح الرئيس المنتخب جو بايدن في الانتخابات لا يعني بالضرورة تراجع هذا المشروع، وإنما إعادة الوضع الفلسطيني إلى المربع السابق دون التوصل إلى أية نتائج عملية كفيلة بتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.
وقال الطاهر في مداخلته التي جاءت بعنوان: "فلسطين بين إدارتي ترامب وبايدن"، إن الرئيس الأميركي المنتخب حديثًا، وإن كان صهيونيًا كما يُعلن، إلا أن سياساته ستختلف جذريًا عن سياسات ترامب، فرؤية ترامب تعطي الأولوية لحل القضية الفلسطينية وفق منظور توراتي صهيوني، في حين أن رؤية جو بايدن تشابه إلى حد ما رؤية السياسة الأميركية التقليدية القائمة على إدارة الصراع في المنطقة، وعدم الانجراف نحو حلول تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر محمد المسفر، أن من واجب العرب نصرة الشعب الفلسطيني بكل قوة، والوقوف معه من أجل استرداد حقوقه المسلوبة، وعودة النازحين واللاجئين إلى وطنهم. وقال: "من أجل تحقيق هذا الحق لا بد من وحدة فلسطينية وطنية صادقة تجمع كل القوى تحت راية واحدة لاستعادة الأرض وتحرير التراب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي".
وعرضت الاكاديمة سناء حمودي الجانب الإنساني في القضية الفلسطينية، بتركيزها على ما يتصل بقضية اللاجئين. وقالت: "إلى وقت قريب كان التضامن مع الشعب الفلسطيني في أوجه، وفلسطين كانت العنوان الأول والبارز في المؤتمرات، والندوات والقصائد وغيرها، إلا أن منسوب التضامن بدأ يتراجع تدريجيًا"، داعية إلى العمل على إعادة فلسطين كقضية مركزية أولى.
وتحدث الأستاذ المشارك في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات، عن مفهوم التضامن وما المقصود به، مشيرًا إلى أنه "يعني قبول رواية الآخر على المستوى العاطفي والمعرفي من جهة، وعلى مستوى الفعل من جهة أخرى، وهو مرحلة متطورة من التعاطف، فالتضامن ينتقل من المستوى المعرفي والعاطفي إلى مستوى الفعل". أما عن أسباب حدوث حالة التضامن، فقد طرح سببين رئيسيين: الأول يتمثل في أن التضامن عادة ما يرتبط بقيم إنسانية، مثل العدالة، الحرية، الكرامة الإنسانية، والثاني يتمثل في ارتباط التضامن بالهوية.
وقال الإعلامي تامر المسحال، في مداخلته: "رغم تفوق الاحتلال الإسرائيلي عسكريًا وميدانيًا واقتصاديًا إلا أنه يعاني من أزمة الرواية الإعلامية على الدوام"، ولاحظ المسحال أن تعريف الاحتلال يغيب بشكل كبير عن بعض المنصات الإعلامية العربية، إضافة إلى تغييب مصطلحات أخرى كالمقاومة.
وحول أسباب تراجع التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني، أكدت الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات آيات حمدان، أن "تراجع التضامن يستدعي ضرورة التأكيد على طبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، على أساس أنه نظام استعماري استيطاني، يقوم على الفصل العنصري، ويسعى إلى طرد الفلسطينيين وتجريدهم من حقوقهم".
وبالنظر إلى النتائج التي حققتها الأنظمة العربية المطبِّعة مع الاحتلال الإسرائيلي، قالت حمدان إن "تلك الأنظمة لم تحقق التنمية، ولا رفاها اقتصاديا لشعوبها، بل على العكس ما زالت في تراجع مستمر من الناحيتين التنموية والاقتصادية".