فلسطينيون يطالبون بإلغاء الإجراءات العقابية ضد غزة وإسناد المصالحة.. وعباس يذلل العقبات
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، تعليمات لحكومة الوفاق الوطني، وكافة الهيئات، والمؤسسات، بضرورة التعاون إلى أقصى الحدود، وتذليل أية عقبات أمام إنجاز ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، في حين طالب العشرات من الفلسطينيين، بضرورة إلغاء كافة الإجراءات العقابية التي فرضت، خلال الأشهر الأخيرة، بحق قطاع غزة.
وأعرب عباس، في تصريحات له خلال استقباله في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مبعوث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الوزير خالد فوزي، والوفد المرافق له، عن شكره وتقديره والشعب الفلسطيني، وقيادته، للجهود المصرية الرامية إلى طي صفحة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
بدوره، أكد فوزي، للرئيس عباس، أن مصر ماضية في رعايتها، لجهود إنهاء الانقسام، ومتابعة خطواتها كاملة، حتى يتم إنهاء كافة مظاهر الانقسام، وآثاره، لافتاً إلى أن مصر ستدعو حركتي "فتح" و"حماس" قريباً إلى القاهرة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه، أخيراً، لتقييم ما تم بشأن تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، تمهيداً لعقد اجتماع موسع في القاهرة لكافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في الرابع من مايو/أيار من العام 2011، وذلك للانطلاق نحو تنفيذ كافة بنوده وطي صفحة الانقسام.
وكانت مصادر رفيعة أكّدت، لـ"العربي الجديد"، أن "وزير المخابرات المصري، خالد فوزي، سيكون في رام الله، اليوم الثلاثاء، في حال تمت الأمور على ما يرام، وأنه سيلتقي بعباس ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج في مقر المقاطعة برام الله، قبل أن يواصل طريقه إلى قطاع غزة للإشراف على كيفية تسلم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية مهماتها في القطاع".
رفع الإجراءات العقابية عن غزة
في غضون ذلك، رفع الفلسطينيون خلال وقفة داعمة للمصالحة الفلسطينية، نظمتها القوى الوطنية والإسلامية وحراك "وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة"، في الضفة الغربية، العلم الفلسطيني، ولافتات تطالب بضرورة إلغاء كافة الإجراءات التي فرضت على قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، مؤكدين على أهمية العمل على تعزيز المصالحة، فيما هتفوا بهتافات تؤكّد على ذلك.
وقال منسق العلاقات الوطنية في حراك "وطنيون لإنهاء الانقسام"، علي عامر، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، "هناك مهام كبيرة مطروحة الآن، المفترض أن يجري العمل الجدي عليها وبروح الوحدة للوصول لتحقيقها وهي البناء على ما جرى خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت قبل عدة أشهر، بما يضمن تشكيل مجلس وطني جديد يشارك فيه الجميع، وإجراء حوار وطني شامل وخطة وطنية شاملة تضمن مواجهة التحديات الكبيرة المفروضة على المنطقة والقضية الفلسطينية، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات شاملة".
ودعا عامر "لضرورة مواكبة ومتابعة ومراقبة كل الخطوات الجارية كي تكون في مصلحة مواجهة المخاطر المقبلة على القضية الفلسطينية، وأن توقف كل الإجراءات باتجاه قطاع غزة".
وفي كلمة له خلال الوقفة، دعا عضو سكرتاريا "وطنيون لإنهاء الانقسام"، سالم خلة، إلى ضرورة استكمال الخطوات الأولية للمصالحة، وأن يعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى الإعلان الفوري عن إنهاء كافة الإجراءات العقابية التي اتخذت بحق غزة، لأن الأسباب التي اتخذت بها تلك الإجراءات لم تعد قائمة اليوم.
ولفت خلة إلى أن خطوات استكمال الوحدة تتطلب "التسريع بإعلان حكومة وحدة وطنية تأخذ على عاتقها خطوات ملموسة لإجراء انتخابات وطنية شاملة تشريعية ورئاسية، وخطوات تعيد الثقة بأن يتم إلغاء القوانين التي اتخذت وأي خطوات من شأنها تقويض الديمقراطية".
من جانبه، شدّد منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ضرورة عدم إضاعة الوقت بعد استلام الحكومة لمهامها، وكذلك التئام القوى في مصر من أجل العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات على أسس تمكنه من التحدي لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالإجراءات العقابية بحق غزة، قال بكر "لا يوجد ما يعكر صفو المصالحة والذهاب باتجاه إنجازها، يوجد عوائق هنا وهناك، لكنه بالإرادة السياسية يمكن تجاوز كل هذه المحطات المهم أن يصل قطار المصالحة إلى نهايته بإسدال الستار عن الانقسام واستعادة الوحدة التي يجب أن تكرس باتجاه مواجهة الاحتلال".
في حين، شدد الناشط السياسي وعضو سكرتاريا "وطنيون لإنهاء الانقسام"، عمر عساف في حديث لـ"العربي الجديد"، على ضرورة أن "يكون إنهاء الانقسام على قاعدة تعزيز صمود الشعب ومواجهة إسرائيل وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ضد أية مشاريع إقليمية".
وعبر عساف عن خشيته من أن تكون المصالحة قد تمت بعد الحديث عن رفع الفيتو الأميركي والإسرائيلي عنها، وفي ظل ما يجري من أحاديث حول ما تسمى "صفقة القرن" التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: "لذا نريد وحدة تتصدى لصفقة القرن لا أن تكون جزءاً منها".
ولفت إلى أن الأسابيع القادمة قد تشهد انفراجة في قضية المصالحة وكذلك تفعيل اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت.