فصائل غزة تطالب بريطانيا بالاعتذار من الفلسطينيين في ذكرى وعد بلفور

02 نوفمبر 2022
يعتبر وعد بلفور خطوة الغرب الأولى على درب إقامة دولة إسرائيلية (Getty)
+ الخط -

طالب ممثلون عن فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة، اليوم الأربعاء، بريطانيا بالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتذار من الشعب الفلسطيني، الذي ما زال يتعرض للمآسي نتيجة وعد بلفور، الذي تُصادف في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي ذكراه الـ105.

ورفع المشاركون في الوقفة التي تم تنظيمها أمام مقر الأمم المتحدة غربي مدينة غزة الأعلام الفلسطينية، وقد تعالت أصوات الهتافات ضد الاحتلال الإسرائيلي ومُمارساته وانتهاكاته وجرائمه المُستمرة والمتفاقمة، والتي زادت شراستها خلال الفترة الماضية في مختلف المُدن الفلسطينية، في الوقت الذي تشتد فيه ضراوة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً.

وكُتِب على اليافطة الرئيسية للوقفة التي شارك فيها ممثلون عن مختلف الفصائل الفلسطينية عبارة "في الذكرى الـ105 لوعد بلفور المشؤوم، كل الدعم والإسناد لانتفاضة أبناء شعبنا في القدس والضفة الغربية".

وطالب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني محمود الزق، خلال الكلمة الرئيسية في الوقفة، المملكة المتحدة وحكومتها بالتراجع عن خطيئتها التاريخية، وبأن تتحمّل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية، بالاعتذار الرسمي والعلني عن كل المآسي التي نتجت عن وعد بلفور، وسياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصري، كما وتعويض الشعب الفلسطيني عن معاناته على مدار أكثر من قرن.

وأوضح الزق أن الانتداب البريطاني منح من خلال وعد بلفور الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية لغزو فلسطين، كما أسس لقيام إسرائيل، ما أدى إلى تمزيق المجتمع الفلسطيني، وتدمير كيانه، وتشريد أبنائه، وشطب فلسطين من خريطة المنطقة، وتحويل قضيتها إلى قضية لاجئين، يقفون في طوابير المعونات والإغاثة.

من جهته، حَمّل القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان بريطانيا المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عن الجرائم التي حلت بالشعب الفلسطيني، مُطالباً إياها بالاعتذار للفلسطينيين، والعمل على إنهاء الاحتلال، لأن "وعد بلفور باطل، وما بُني على باطل فهو باطل، حيث أعطى من لا يملك لمن لا يستحق".

وأكد رضوان في حديث مع "العربي الجديد"، على هامش الوقفة، تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة، والذي يعتبر حقاً فردياً وجماعياً مقدّساً، لا يسقط بالتقادم أو الإجراءات الاحتلالية، وأن فلسطين اليوم تشهد حالة من صعود المقاومة على طريق التحرير، مُشدداً على المضي في خيار المقاومة حتى تحرير كل فلسطين.

أما فيما يتعلق بالتحركات الفلسطينية على المستوى الرسمي في موضوع وعد بلفور، فيوضح القيادي في "حماس" أنها غير كافية، وأن المطلوب هو ملاحقة بريطانيا قانونياً وأخلاقياً وسياسياً في المحافل الدولية، ومُحاكمتها كذلك على الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ أيام الانتداب البريطاني على أرض فلسطين، وصولاً إلى الوعد الجائر، والعمل على عودة اللاجئين إلى بلداتهم الأصلية، وإلزام بريطانيا بزوال الاحتلال بعد الاعتذار للشعب الفلسطيني.

وسلّم المُشاركون في الوقفة، والتي جاءت كذلك تأكيداً على دعم وإسناد أهل القدس والضفة الغربية على طريق الانتفاضة الشعبية الشاملة، مُذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، دعت خلالها المجتمع الدولي الذي ساهم في ولادة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل جرائمها وإرهابها المنظم بحق الشعب الفلسطيني إلى تصحيح الخطأ بسياسة جديدة، تعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية، وتعمل على رفع المعاناة الناتجة عن استمرار الاحتلال، وصولاً إلى إزالة الاستيطان والاستعمار، ودعم قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها المُحتلة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين.

وأكدت المُذكرة أن وعد بلفور سيبقى عنواناً حياً للنكبة الفلسطينية، والمأساة غير المنتهية إلا بزوال دولة الأبارتهايد والتمييز العنصري، علاوة على أنه سيبقى جزءاً من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني، المتمسك بأرضه وبمقاومته على اعتبار أنها السبيل لدحر الاحتلال.

ويعتبر وعد بلفور خطوة الغرب الأولى على درب إقامة دولة إسرائيلية على أرض فلسطين، في استجابة عملية لإرادة ومطامع الصهيونية العالمية، وإقامة دولة إسرائيلية على حطام المدن الفلسطينية، ليصبح ذلك التاريخ والوعد المشؤوم يوماً أسود في التاريخ الفلسطيني.

المساهمون