تتابع فصائل عراقية حليفة لإيران، تطورات الوضع في فلسطين المحتلة، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، إلى جانب التوتر في جنوب لبنان.
وتكررت منذ السبت الماضي تصريحات لقيادات مسلحة في بغداد، تحدثت فيها عمّا سمته "جاهزيتها" للتدخل، وأنها تراقب الأوضاع وستستهدف المصالح الأميركية في حال قررت واشنطن الدخول في الحرب إلى جانب إسرائيل.
وفي السياق، قال قيادي بارز في "كتائب حزب الله" العراقية لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعاً عُقد مساء أمس الاثنين في بغداد، وضم قيادات وممثلين عن 7 فصائل، وتم الاتفاق على التدخل المباشر في حال اندلعت المواجهات بين "حزب الله" (اللبناني) وإسرائيل"، وأضاف "الموجودات العسكرية للفصائل في سورية ستنقل خلال ساعات إلى ساحة المواجهة. مدافع وصواريخ وعتاد وعناصر، والأخوة في حزب الله بلبنان لديهم اطلاع على القوة العددية والنارية التي ستشكلها الفصائل العراقية"، وفقاً لقوله.
من جهته، تحدث عضو بارز في جماعة "حركة النجباء"، بزعامة أكرم الكعبي لـ"العربي الجديد"، عن ترقب وصول زعيم "فيلق القدس" إسماعيل قاآني إلى العراق لعقد مشاورات حول التطورات الحالية في فلسطين والجنوب اللبناني، لافتاً إلى أن "هناك تواصلاً مع مسؤولين في حزب الله، وأبلغونا بآخر التطورات، وخطوات الحزب بالكامل في هذا السياق".
وختم بالقول، إن "سبعة فصائل عراقية اتفقت على التحرك في حال توسع نطاق المواجهة إلى لبنان".
وأوضح المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" أبرز الفصائل العراقية المدعومة من طهران، كاظم الفرطوسي، لـ"العربي الجديد"، أن ما تم الاتفاق عليه بين "فصائل المقاومة"، هو أنه سيتم "استهداف القواعد والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة في حال تدخلت إلى جانب إسرائيل، وهذا الأمر حُسم، وهو مرهون بالمشاركة الأميركية"، وأضاف: "هذا الموضوع أكبر من قضية إحراج حكومة محمد شياع السوداني، وأكبر من أي التزام دبلوماسي حالي بالعراق".
لكن الخبير في الشأن الأمني العراقي مخلد حازم، قال لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل العراقية مرصودة من قبل القوات الأميركية، وأي تحرك لها قد يتم استهدافه مباشرة قبل الوصول إلى مكان المواجهات المقصود.
وأضاف حازم أن "الوضع في لبنان صعب جداً، ولا نتوقع أن يفتح "حزب الله" جبهة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، كذلك الفصائل المسلحة المتواجدة في سورية، لا نتوقع أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح لها باستخدام الأراضي السورية لفتح جبهة في الجولان".
واعتبر أن "التهديدات التي أطلقتها فصائل عراقية مختلفة تبقى تخضع لحسابات مختلفة أمنية وعسكرية وحتى سياسية، وأي تحرك للفصائل قد يتم رصده واستهدافه سواء في العراق او سورية، ولهذا هناك صعوبة في تحرك تلك الفصائل نحو ساحة المواجهة بالأراضي الفلسطينية".
وأصدر الأمين العام لـ"حركة النجباء"، أكرم الكعبي، بياناً مقتضباً الأحد، قال فيه: "إن أي تدخل من أميركا الشر أو أية دولة ضد الشعب الفلسطيني سيلقى رداً عسكرياً حاسماً".
من جهته، أوضح زعيم جماعة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، في بيان له الأحد، استعدادهم للتدخل وليس متابعة الحدث فقط، في وقت هدّد رئيس "تحالف الفتح" والقيادي البارز في "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، هادي العامري أمس الاثنين، باستهداف المصالح الأميركية في حال تدخلت في الحرب الإسرائيلية على غزة.