فصائل تطالب عباس بوقف المشاركة الفلسطينية في شرم الشيخ

18 مارس 2023
احتجاجات في غزة على قمة العقبة في فبراير الماضي (Getty)
+ الخط -

طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، اليوم السبت، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف المشاركة الفلسطينية في الاجتماع الخماسي المرتقب في شرم الشيخ.

وقالت الفصائل الثلاثة في بيان مشترك: "رغم الفشل الذريع للنتائج المرفوضة أصلاً لاجتماع العقبة، وما تلاها من مجازر متواصلة ضد شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تصعيد الاعتداءات اليومية ضد أسرى شعبنا في سجون الاحتلال، ورغم التنصل الفوري والصريح من قبل رئيس حكومة الاحتلال ورئيس وفده من أية التزامات جرى الادعاء بها في ذلك الاجتماع، خاصة تجاه وقف الاستيطان والاجتياحات والقتل اليومي، فضلاً عن التهديدات (النازية الجديدة) التي صدرت عن أركان حكومة الاحتلال بـ(محو حوارة)، فإن الإصرار على المضي في هذا المسار السياسي من خلال المشاركة في الاجتماع المرتقب في شرم الشيخ يوم غد الأحد، يمثل إمعاناً مرفوضاً لاستمرار الانزلاق في هذا المسار".

ورأت في المشاركة في هذا الاجتماع "تجاهلاً غير مسبوق لمواقف الإجماع الفلسطيني ولقرارات هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية"، بما فيها تلك التي أعقبت قرارات أخيرة بوقف التنسيق الأمني، وأكدت "رفض مساعي الإدارة الأميركية وسلطات الاحتلال لتحويل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني إلى قضية أمنية، ومعالجتها وفقاً لمنظومة مفاهيم الأمن الأميركية الإسرائيلية".

ودعت تلك الفصائل، مصر والأردن لإلغاء الاجتماع، وعدم المضي في مسار "بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".

ورأت الفصائل في بيانها أن أي نتائج تترتب على اجتماع شرم الشيخ "غير ملزمة لنا وخاصة أننا سبق أن دعونا لعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمراجعة قرار المشاركة في اجتماع العقبة، ومجمل هذا المسار الأمني، ولم تجر الاستجابة لذلك، وبعد أن باتت هذه الاجتماعات ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني، والمتمثلة في إنهاء الاحتلال، كما أنها بدلاً من أن تساعد على تعزيز التكاتف الداخلي في مواجهة عدوانية (النازية الجديدة) لحكومة الاحتلال، فإنها ستزيد من عوامل الانقسام والضعف في مواجهة المخاطر القائمة".

وأكدت الفصائل على الاستفادة الإسرائيلية من هذا الاجتماع على حساب المصالح الفلسطينية، إذ "أن إسرائيل والإدارة الأميركية باتت تستخدم المشاركة الفلسطينية والرعاية العربية لهذه الاجتماعات، من أجل فك العزلة عن حكومة الاحتلال ولتسويق اللقاءات، وبناء التفاهمات معها، في الوقت الذي يواجه العالم حكومة (النازيين الجدد) بالتجاهل وبالدعوات المتزايدة لمقاطعة حكومة الاحتلال، وعزلها على الساحة الدولية".

أما "خفض التصعيد" الذي تجري باسمه هذه اللقاءات، فإنه بحسب بيان الفصائل، يتمثل فقط في "الوقف الفوري لإجراءات الاحتلال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وهو ممكن  من خلال الضغط الأميركي والدولي الحقيقي على سلطة الاحتلال، الأمر الذي تتجنبه الإدارة الأميركية وحلفاؤها، وتستبدله بالضغط على الشعب الفلسطيني وخلق مساواة مشوهة بين جرائم الاحتلال اليومية وبين الحق المشروع للشعب الفلسطيني في النضال ضد الاحتلال، ومحاولة تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية (أمنية) و(تحسين معيشة)، والتغاضي عن جوهرها كقضية تحرر وطني من أجل إنهاء الاحتلال".

ودعت الفصائل إلى مسار بديل يلتزم فعلياً بالتطبيق الفوري لقرارات المجلسين المركزي والوطني، و"القاضية بإنهاء الاتفاقات التي نص عليها اتفاق أوسلو، والتحرر من قيوده، وتوسيع المقاومة الشعبية، وتشكيل قيادتها الموحدة، على طريق استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والإنهاء الفوري للانقسام".

وأكدت الفصائل في ختام بيانها "ضرورة الالتزام الفعلي بأسس الائتلاف والتوافق الوطني، والشراكة في اتخاذ القرارات المصيرية"، وأهمية "العمل لضمان الحقوق الاجتماعية والديمقراطية في أداء السلطة الفلسطينية، بما يعزز الصمود والتصدي للاحتلال، وبما يضمن تعزيز الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".

من جهتها، دعت حركة المبادرة الوطنية إلى إلغاء اجتماع شرم الشيخ، وطالبت السلطة بعدم المشاركة فيه.

وقالت في بيان لها اليوم: "إن هناك ما يكفي من الأسباب لرفض المشاركة في هذا الاجتماع، وأولها عدم السماح لحكومة الاحتلال باستغلاله للتغطية على جرائمها، وثانياً أن هذه الحكومة تنكرت لبيان العقبة قبل أن يجف حبره، وارتكبت مجزرة حواره، وبعد ذلك مجزرة جنين، وستكرر سلوكها بالتأكيد إن عقد اجتماع شرم الشيخ، وثالثاً أنها ترفض أي تجميد للنشاط الاستيطاني الذي صعدته بشكل خطير بقرارها بناء 13 مستعمرة جديدة وعشرة آلاف وحدة استيطانية، وتواصل اعتداءاتها ومجازرها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني".

وأضافت المبادرة، أن "حكومة نتنياهو- سموتريتش الفاشية تواجه أزمة داخلية غير مسبوقة، وعزلة دولية متصاعدة بسبب سلوكها وممارساتها الفاشية، وتدهوراً في مشاريعها التطبيعية، وهي معرضة للانهيار والسقوط، ولهذا يجب على السلطة مقاطعتها، والسعي لمحاصرتها، وليس الاجتماع معها، في وقت نطالب فيه العالم بفرض العقوبات والمقاطعة عليها".

ودعت المبادرة إلى "التوجه نحو توحيد الصف الوطني، وإنهاء الانقسام، وبناء قيادة وطنية موحدة على استراتيجية وطنية كفاحية"، بديلاً عن "مواصلة الاجتماعات مع ممثلي الحكومة الفاشية".

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قد أكد اليوم السبت، أن الوفد الفلسطيني سيشارك في اجتماع شرم الشيخ المقرر عقده غداً الأحد.

وفي تغريدة على حسابه في "تويتر"، قال الشيخ "إن الوفد سيشارك بحضور إقليمي ودولي للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا، ووقف الإجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته".

ويأتي قرار المشاركة بعد اجتماع عُقد، مساء أمس الجمعة، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والشيخ ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

المساهمون