فشل الرهان على التطبيع لتكريس إيران "كعدو مشترك" بين إسرائيل والعرب

25 سبتمبر 2021
تل أبيب تقيّم ما ربحته من وراء التطبيع (مناحيم كهانا/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت باحثة إسرائيلية إن اتفاقات التطبيع فشلت في تكريس إيران "كعدو مشترك" بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أنه بخلاف الرهانات الإسرائيلية فقد تعاظمت قوة إيران وحضورها بعد عام من التوقيع على اتفاقات التطبيع.
وأشارت موران زاغا، مديرة قسم دراسات الخليج في "المعهد الإسرائيلي لدراسة السياسات الخارجية والإقليمية"، في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" مساء أمس الجمعة، إلى أنه "يصعب وصف العلاقة بين إسرائيل والدول الخليجية بأنها تعكس علاقة بين دول تمثل جبهة واحدة".
ولفتت زاغا، التي تحاضر أيضا في جامعة حيفا، إلى عدد من المؤشرات التي تؤكد تهاوي الرهان على توظيف التطبيع في محاصرة إيران وعزلها، على رأسها إجراء الدول الخليجية، وضمنها السعودية، "حوارات علنية وصريحة مع طهران؛ مع العلم أنها (السعودية) سبق أن شنت حملات دعائية ضد إيران ورفضت التصالح معها".
وشددت على أن تدشين حوارات مع إيران والحرص على تعزيز العلاقة معها بات قاسما مشتركا للسياسة الخارجية لعدد كبير من الدول العربية، لا سيما الخليجية، مثل الإمارات العربية، التي عملت إلى إجراء حوار سياسي مع طهران، تحديدا بعد أن تعرضت سفن في سواحلها لهجمات إيرانية.
ورأت الباحثة الإسرائيلية أن حرص الدول الخليجية تحديدا على إجراء الحوارات مع إيران يدل على أن طهران باتت تملك أوراقا قوية عشية الانسحاب الأميركي من المنطقة.
وأضافت أن ما يزيد الأمور تعقيدا أن الفواصل بين المعسكرات الإقليمية قد تهاوت، لا سيما بعد تصالح قطر مع مصر والدول الخليجية الأخرى، وفتح قنوات دبلوماسية بين كل من تركيا ومصر والإمارات.
وشددت على أن اجتماع القمة الذي استضافته بغداد أخيرا، وجمع مصر وقطر وإيران والعراق والإمارات والسعودية نسف الحدود التي تفصل بين المحاور الإقليمية.
وأبرزت أن الدول العربية التي راهنت إسرائيل على دور التطبيع معها في إضعاف إيران لا تملك سياسات واستراتيجية محددة ومشتركة لمواجهة التحديات التي يتعرض لها أمنها القومي؛ تحديدا بعدما تعرضت لاعتداءات إيرانية صريحة.
وأكدت أن تعدد الشواهد على تصدّع التحالف السعودي الإماراتي يقلص من فرص بلورة معسكر إقليمي قوي يمكنه مواجهة إيران.
وتجزم زاغا أن المعسكر الذي يضم الدول التي طبّعت مع إسرائيل ضعف بعد عام من التوقيع على الاتفاقات بينها وبين إسرائيل.
واستحضرت الباحثة الإسرائيلية أن تل أبيب راهنت على أن تقود اتفاقات التطبيع إلى إضعاف إيران عبر تدشين "تحالف قوي" يضم إسرائيل والدول العربية ويمثل بديلا عن وجود القوات الأميركية التي تنسحب بشكل تدريجي من المنطقة.

وخلصت إلى أن الأمور باتت أكثر صعوبة بعد أن تعاظمت ثقة إيران بنفسها، بعد التغيير الذي طرأ على الحكم في الولايات المتحدة، وفي ظل افتراض طهران أن واشنطن بدأت انسحابا غير رسمي من المنطقة، مما يضعف من قدرة تأثير أي تحالف إقليمي على مواجهة الإيرانيين في حال تشكل مثل هذا التحالف.
وترى زاغا أن اتفاقات التطبيع مع الدول العربية لم تنجح في تعزيز قوة الردع الإسرائيلية ضد إيران.
وبالنسبة لزاغا، فإن الخيار الوحيد الذي يسمح لإسرائيل بالمساعدة في بناء محور إقليمي بينها وبين الدول العربية يتمثل في سعيها لإقناع الدول الأوروبية بتوفير مظلة للدول الخليجية تكون بديلة عن المظلة الأميركية بشكل يوسع من هامش المناورة المتاح أمام هذه الدول.

المساهمون