فريق التفاوض الإسرائيلي يتوجه إلى القاهرة السبت أو الأحد: مراوغة أخرى لنتنياهو؟

02 اغسطس 2024
بنيامين نتنياهو، 31 يوليو 2024 (مكتبه/إكس)
+ الخط -

فريق التفاوض الإسرائيلي سيتوجه إلى القاهرة السبت أو صباح الأحد

خلافات حادة وقعت الأربعاء في جلسة مشاورات أمنية عقدت حول الصفقة

رئيس الشاباك: رئيس الحكومة ليس معنياً بالصفقة

أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر إرسال فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة مساء السبت أو صباح الأحد المقبل، لبحث صفقة التبادل مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، في وقت تتصاعد فيه التخوفات من مروعة أخرى يجريها نتنياهو، خصوصاً أنه كان قد أعلن عن زيارة وهمية إلى الدوحة، في الرابع من يوليو/ تموز الماضي، في خطوة فُسرت بأنها مراوغة منه لامتصاص غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين قبل إقلاعه إلى الولايات المتحدة.

من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن مصادر مطلعة قولها إنّ خلافات حادة وقعت، مساء الأربعاء، في جلسة مشاورات أمنية عقدت حول صفقة التبادل، دفعت ممثل الجيش في فريق التفاوض الإسرائيلي إلى مخاطبة نتنياهو بالقول إنّ شروطه لا تتيح التوصل إلى اتفاق، بعد أن قال الأخير للمفاوضين إنهم ضعفاء ولا يعرفون كيفية إدارة المفاوضات. ونقلت القناة الإسرائيلية عن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار قوله إنّه يشعر أن "رئيس الحكومة ليس معنياً بالصفقة وإذا كان هذا صحيحاً فعليه أن يخبرنا بذلك (...) بالإمكان التوصل إلى صفقة وإذا ماطلنا فسنفوت الفرصة".

وأمس الخميس، شككت حركة حماس في جديّة حكومة الاحتلال الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بينهما، خاصة بعد عملية اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية، صباح أول أمس الأربعاء، في طهران. وقال الناطق الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "حكومة الاحتلال الإسرائيلية في كل محطات المفاوضات كانت تضع العراقيل، وتتبع سياسة التعطيل لإفشال الجهود والمساعي التي كان من شأنها أن تفضي إلى إنهاء العدوان"، مضيفاً أن "الأشقاء في دولة قطر ومصر يدركون ذلك تماماً، والشاهد الأخير هو جريمة الاغتيال التي استهدفت القائد إسماعيل هنية الذي كان ركناً أساسياً في المفاوضات، وبالتالي فإن سياسة العبث وتعطيل إنجاح المقترح الأخير خاصةً، دليل واضح على عدم جدية الاحتلال للوصول إلى إنهاء العدوان".

واعتبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أول أمس الأربعاء، بعد اغتيال هنية في طهران، أن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته. وشدد المسؤول القطري في منشور عبر صفحته في منصة إكس، على أن السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين، وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.

وكان فريق التفاوض الإسرائيلي قد قال، بعد إعلان نتنياهو السابق بقراره إيفاد وفد التفاوض إلى الدوحة، إنّ إسرائيل تصرّ من جديد على إجراء فحوصات أمنية للعائدين إلى شمال قطاع غزة، ما يعني تراجعها عن استعدادها للانسحاب من محور نيتساريم أو أجزاء منه. وكانت هناك مطالب أخرى بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، منها نقل مناقشة قضايا معينة، من الأيام التالية لبدء وقف إطلاق النار، ومناقشتها فقط في إطار المفاوضات في المرحلتين الثانية والثالثة، أي إغلاق الطريق عليها حتى قبل أن تبدأ. وتعني هذه الطلبات أيضاً عرقلة المفاوضات وتقليل احتمالات التوصل إلى صفقة.

وأشارت الصحيفة إلى وجود مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن هذا هو أسلوب نتنياهو في إدارة المفاوضات من أجل إفشالها، فيما يرى آخرون أن حركة حماس كانت في وضع أفضل عند تقديم المقترح السابق، بينما تقع تحت ضغط أكبر اليوم، وبالتالي هذه فرصة للضغط عليها أكثر. بالمقابل، إن أي تأخير من جهة الاحتلال قد يكلّفه المزيد من حياة أسراه.

كذلك لفتت إلى أن قطر طالبت إسرائيل بأن عليها في المرة المقبلة التي ترد فيها على مقترح الصفقة وما يدور في المفاوضات، الإجابة عن جميع النقاط، بما في ذلك مدى اتساع مفاوضات المرحلة الثانية وطول مدتها، وبالتالي مدة وقف إطلاق النار، وكذلك حول القضايا الجديدة التي أثارتها إسرائيل، "وطالما لم ترد إسرائيل التي توجد الكرة في ملعبها، فلا معنى للمفاوضات"، وفق ما ورد في الصحيفة العبرية.