فريدمان: نتنياهو يضع هاريس في مأزق من خلال إطالة أمد حرب غزة

04 سبتمبر 2024
الصحافي الأميركي توماس فريدمان (إكس)
+ الخط -

في مقال له على صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، كتب رئيس قسم الرأي في الصحيفة ذاتها والرجل المقرب من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، توماس فريدمان، عن الدور الذي يلعبه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الصراع الانتخابي الحالي الذي تشهده الولايات المتحدة الأميركية، معرباً عن اعتقاده أن نتنياهو يحاول ربط مفاوضات وقف الحرب على غزة بحسابات الربح والخسارة في الانتخابات الأميركية.

ولتوضيح مجادلته، يقول الصحافي الأميركي إن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعرف أن نائبة بايدن والمرشحة للرئاسة كامالا هاريس في "مأزق" بفعل الحرب على غزة، فمن جهة، قد تضطر هاريس إلى انتقاد إسرائيل بفعل سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين في غزة، وهو ما يجعلها تخسر الأصوات اليهودية في أميركا، ومن جهة أخرى قد تضطر إلى الصمت عن تلك المجازر الإسرائيلية، وهو ما يجعلها تخسر أصوات الأميركيين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان الرئيسية، ويضيف فريدمان أن هاريس أيضاً "قد تجد صعوبة في القيام بأي من الأمرين، وهو ما سيجعلها تبدو ضعيفة أمام اليهود الأميركيين والعرب الأميركيين"، وهي كلها نتائج تصب في مصلحة خصمها في الانتخابات والرئيس السابق دونالد ترامب.

ومن هذا "المأزق" تماماً يرى نتنياهو أن استمرار الحرب على غزة قد يساهم في فوز ترامب، بحسب ما كتبه فريدمان، الذي أضاف: "يريد نتنياهو فوز ترامب ويريد أن يكون قادراً على إخبار ترامب بأنه ساعده على الفوز. يعرف نتنياهو أن الكثير من الشبان في الجيل الصاعد من الديمقراطيين معادون لإسرائيل، أو على الأقل لإسرائيل التي يخلقها هو".

واستناداً إلى هذا كله، يرجح فريدمان أن يعلن نتنياهو، في حال فوز ترامب بعد الانتخابات، أن "انتصاره الكامل في غزة قد تحقق، وأنه وافق على وقف إطلاق النار لاستعادة أي محتجزين ما زالوا على قيد الحياة، وقد يلمح إلى الدولة الفلسطينية للحصول على صفقة التطبيع مع السعودية، من المرجح أن يكون برنامجه: لقد حققت النصر الكامل في غزة، ومع ترامب، خلقنا انفتاحاً تاريخياً بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية"، على حد وصف الصحافي الأميركي.

وفي المحصلة، يرى فريدمان أنه "إذا كان بايدن ونائبته بحاجة إلى أي تذكير بأن بنيامين نتنياهو ليس صديقهما، وليس صديق أميركا، وليس صديقاً للرهائن الإسرائيليين في غزة، فإن مقتل ستة محتجزين إسرائيليين بينما كان نتنياهو يطيل المفاوضات يجب أن يوضح ذلك. لدى نتنياهو مصلحة واحدة: بقاؤه السياسي الفوري، حتى لو قوّض بقاء إسرائيل على المدى الطويل".

وأشار فريدمان إلى أن نتنياهو عمل خلال الأشهر الماضية على "خداع" الولايات المتحدة والوسطاء، موضحاً: "في مكالماته الهاتفية، كان نتنياهو يهمس لقادة أميركا باللغة الإنكليزية أنه مهتم بوقف إطلاق النار واتفاقية الرهائن ويفكر في المقدمات الضرورية لما أسماه مبدأ بايدن. ولكن بمجرد إغلاقه الهاتف، يقول باللغة العبرية لقاعدته أشياء تتناقض صراحة مع مبدأ بايدن، لأنها تهدد مبدأه".

وكان فريدمان قد دعا، في مقال سابق، إلى إعادة تقييم العلاقات الأميركية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الحكومة اليمينية المتطرفة، بقيادة نتنياهو، تقوم بسلوك متطرف غير مسبوق حسب وصفه، وهو ما يضعف المصالح المشتركة بين إدارة بايدن وإسرائيل، ويحيد عن القيم المتبادلة بينهما. واعتبر فريدمان في مقاله أن هذا هو ما دفع الرئيس بايدن إلى وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، بأنها من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً. وهو ما دفع السفير الأميركي في تل أبيب، للقول إن بلاده تعمل على منع إسرائيل من "الانزلاق عن المسار".