فرنسا تعترف بمغربية الصحراء عبر رسالة إلى ملك المغرب: تحوّل دبلوماسي

30 يوليو 2024
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، 19 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، مما يمثل تحولًا دبلوماسيًا هامًا في العلاقات بين البلدين وحل نزاع دام 49 عامًا.
- أكد ماكرون دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي كإطار لحل القضية، مشيرًا إلى توافق دولي متزايد حول هذا المخطط.
- أعرب ماكرون عن التزام فرنسا بمواكبة جهود المغرب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء، مما أثار استنكار الجزائر لهذا القرار.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، في تحول دبلوماسي لافت في علاقات البلدين وفي مسار حل نزاع استمر لأكثر من 49 عاما. وجاء الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء في رسالة وجهها ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، وفق ما أعلنه الديوان الملكي. وقال الأخير في بيان، إن الرئيس الفرنسي أعلن، في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، رسميا، أنه يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية". وأكد ماكرون، في الرسالة، للعاهل المغربي "ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة"، وأن بلاده "تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي".

وتحقيقا لهذه الغاية، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت"، معتبرا أن هذا المخطط "يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

تقارير عربية
التحديثات الحية

 واعتبر أن "توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر" بخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مؤكدا أن "فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية"، خصوصاً من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) ولمبعوثه الشخصي (ستيفان دي ميستورا). وتابع قائلا: "حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول".

من جهة أخرى، وبعدما نوه بجهود المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية عن التزامه بأن "تواكب فرنسا المغرب في هذه الخطوات لفائدة الساكنة المحلية". ويعتبر الاعتراف الفرنسي بسيادة الرباط على الصحراء تحولا دبلوماسيا لافتا في موقف باريس من قضية الصحراء، وذلك لارتباطه بقرار دولة عضو في مجلس الأمن الدولي وأحد أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء (تضم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا)، وينشط فيها مجتمع مدني مؤيد لـ"البوليساريو".

وتسعى الرباط لإيجاد حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تقدمت بها في عام 2007، في حين اعتبر العاهل المغربي الملك محمد السادس أن ملف الصحراء "هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".

وكانت الجزائر قد سارعت الخميس الماضي، إلى إصدار بيان حاد اللهجة أعربت من خلاله عن "استنكارها الشديد" لقرار الحكومة الفرنسية دعم خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تحت سيادته لإنهاء النزاع في الصحراء، محذرة فرنسا من أن قرارها يتعارض مع "المصلحة العليا" للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت الخارجية الجزائرية إن الحكومة أخذت علما، بـ"أسف كبير واستنكار شديد، بالقرار غير المنتظر وغير الموفق وغير المجدي الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بتقديم دعم صريح لا يشوبه أي لبس لمخطط الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة".