فرنسا ترسل فرقاطة إلى شرق المتوسط في استعراض لقوتها العسكرية

09 نوفمبر 2021
ستنتشر الفرقاطة الفرنسية في شرق البحر المتوسط حتى يناير (كريستينا عاصي/فرانس برس)
+ الخط -

استعرضت فرنسا قوتها العسكرية، الاثنين، من خلال إرسال الفرقاطة الجديدة "أوفيرن" إلى شرق البحر المتوسط، في تأكيد لما قال قبطان السفينة إنها الأهمية التي توليها باريس لضمان أمن المنطقة واستقرارها.

وقال الكابتن بول ميرفييو دي فينو، إنّ الفرقاطة "أوفيرن" وطاقمها المؤلف من 150 فرداً ستنتشر في شرق البحر المتوسط ​​حتى يناير/كانون الثاني لجمع معلومات استخباراتية "لإظهار مدى أهمية احترام القانون الدولي، وخاصة حرية الملاحة" بالنسبة إلى فرنسا.

وجاءت تصريحات دي فينو للصحافيين في ميناء لارنكا القبرصي، وقال: "هذا الانتشار يؤكد أهمية هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط لفرنسا، واستعداد البلاد للإسهام في استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية".

وجرى تشغيل "أوفيرن" قبل ثلاث سنوات، وهي مزودة بمعدات متطورة ومتخصصة في الحرب ضد الغواصات. وأضاف دي فينو أن هذه هي الزيارة الثانية عشرة للفرقاطة لقبرص.

وإذ وصف قبرص بأنها عامل أساسي لدعم عمليات البحرية الفرنسية في المنطقة، قال: "لا يمكن أن تُجرى عمليات بحرية فعالة ومستدامة دون دعم، وقبرص محور هذا الدعم".

كذلك تقوم حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول برحلات متكررة إلى قبرص.

وازدادت العلاقات بين قبرص وفرنسا عمقاً وقوة في السنوات الأخيرة، إذ سمحت قبرص أيضاً للطائرات الفرنسية باستخدام قاعدتها الجوية على الطرف الجنوبي الشرقي من الجزيرة، وسمحت للسفن الفرنسية باستخدام مرفأها البحري الجنوبي، الذي يخضع لعملية تطوير حالياً.

وفرنسا حريصة أيضاً على إظهار وجودها كي ترسل إلى تركيا إشارات بضرورة عدم التدخل في عمليات الحفر والتنقيب البحرية التي ستقوم بها شركة الطاقة الفرنسية "توتال"، وشريكتها الإيطالية "إيني" العام المقبل، في المياه الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لقبرص.

ولا تعترف تركيا بقبرص كدولة، وتزعم أنّ لها حقوقاً في المياه التي تقول الحكومة القبرصية إنها تتمتع بحقوق اقتصادية حصرية فيها، بينما ترى أنقرة أنّ جزءاً كبيراً من تلك المياه متداخل مع جرفها القاري، أو تابع للقبارصة الأتراك الانفصاليين في شمال قبرص.

وقُسِّمَت قبرص عام 1974 عندما غزت تركيا الجزيرة في أعقاب انقلاب قام به أنصار الاندماج مع اليونان.

وتقول المحللة السياسية آنا كوكيديس - بروكوبيو إن الوجود البحري الفرنسي يبعث بإشارة واضحة إلى تركيا، وتضيف لـ"أسوشييتد برس": "(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون يحتاج إلى استعراض القوة هذا في هذه المنطقة، لأن هذا جزء من سياسته العامة لتأسيس أو إعادة تأسيس فرنسا كقوة عظمى، وكقوة لا تفرض هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط فحسب، ولكن في أفريقيا أيضاً. كان من اللازم أن يتحرك طرف ما ويملأ هذا الفراغ في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتعمل فرنسا الآن على ألّا يكون هذا الطرف تركيا".

(أسوشييتد برس)

المساهمون