ما زالت المعلومات عن المعارك الدائرة بين الحكومة في إثيوبيا و"جبهة تحرير تيغراي" في عدة جبهات، شحيحة، فيما يبدو أن فرص نجاح الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة "ضئيلة".
وكانت آخر الأخبار عن التطورات الميدانية، ما أعلنه الجيش الإثيوبي قبل يومين عن شن غارات في عدد من المناطق في إقليمي أمهرة وعفار.
وتمضي جهود الوساطة بين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي بالرغم من أن فرص نجاح هذه الوساطات "ضئيلة"، بحسب مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو.
وتقول الولايات المتحدة إن هناك "نافذة صغيرة" يمكن الوصول بها إلى اتفاق مع جميع الأطراف الإثيوبية على خلفية الصراع الدائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني في هذا البلد الأفريقي.
ويعتقد مراقبون أن تمسك "جبهة تحرير تيغراي" بإزالة أبي أحمد من السلطة ربما يكون أحد المعوقات لجهود الوساطة التي يقودها المجتمع الدولي بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي، فيما يقول رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، إن "جبهة تيغراي" تعدت على السيادة الوطنية، الأمر الذي يعقد هذه الجهود في ظل تباعد نقاط التشابه بين طرفي الصراع.
ويرى مراقبون أنه على الرغم من هذه التعقيدات، إلا أن مبعوث الاتحاد الأفريقي قد يستطيع إحراز نجاحات بالشراكة مع الموفد الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى نقاط مهمة ومشتركة.
وقال صحافي إثيوبي فضل عدم ذكر اسمه، "إن كل طرف لو تقدم بالتنازلات عن مطالبه ربما تتسع النافذة الصغيرة التي أشارت إليها الولايات المتحدة، وبالتالي تحرز الوساطة تقدما في جهودها لحل الأزمة في إثيوبيا".
واستبعد الصحافي في حديثه مع "العربي الجديد"، أن تكون هناك مفاوضات قريبة بين الحكومة و"جبهة تيغراي"، في ظل الاتهامات المتبادلة والفظائع التي ارتكبت بحق المواطنين في أمهرة وعفار.
ودعا الممثل الدائم لإثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أسكي سيلاسي، الإثنين الماضي، أعضاء المجتمع الدولي من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية، إلى الامتناع عن تقديم الدعم المعنوي والمادي لـ"جبهة تحرير تيغراي".
وأكد في كلمة له أمام اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن "الجماعة الإرهابية قد تجرأت على الإطاحة بحكومة فيدرالية منتخبة شعبيا وتعمل على زعزعة استقرار البلاد".
وناشد مندوب إثيوبيا لدى الأمم المتحدة مؤيدي "جبهة تحرير تيغراي" الذين يزودونها بمعدات الاتصال ومعلومات الأقمار الصناعية والأسلحة وحتى المقاتلين لـ"الكف عن هذه الأعمال غير القانونية وغير الأخلاقية"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية.
من جهتها، قالت مندوبة إريتريا بالأمم المتحدة صوفيا تيسفاماريام، إن القوى الغربية مترددة في إدانة الفظائع المستمرة التي ترتكبها "جبهة تحرير تيغراي"، مضيفة أن وسائل الإعلام الرئيسية لم تقل الحقيقة بشأن إريتريا أو إثيوبيا.
وأضافت في مقابلة صحافية نشرتها وكالة الأنباء الإثيوبية، أن المذابح والنهب والدمار الذي تسببت فيه "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في إثيوبيا، لم يجر إبلاغها للعالم من قبل وسائل الإعلام الدولية.