"فتح" و"حماس": لقاءات إسطنبول والدوحة لمحاولة تقارُب جديد

26 يناير 2016
ستتخذ اللقاءات طابعاً ثنائياً (عباس المومني/فرانس برس)
+ الخط -

تُجمع المعلومات الواردة من مصادر مطلعة في قطاع غزة ورام الله في الضفة الغربية والعاصمة القطرية الدوحة، لـ"العربي الجديد"، على أن "لقاءً متوقعاً خلال اليومين المقبلين، سيجمع بين ممثلي حركة فتح، مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد، بالإضافة إلى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر بسيسو، مع قياديين من حركة حماس، أبرزهم صالح العاروري، وموسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، في الدوحة".

وفي إطار هذه المساعي، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، عن لقاء عقد أمس الاثنين في إسطنبول ضم وفداً قيادياً من "حماس" منهم الناطق الرسمي، حسام بدران، ومسؤول العلاقات الخارجية أسامة حمدان، وعدد من قياديي حركة "فتح"، منهم محمد الحوراني، وقدورة فارس، ومحمد غنيم، للبحث في تفعيل المصالحة الفلسطينية وسبل إنهاء الانقسام.

وقالت هذه المصادر لـ"العربي الجديد"، إن هذا اللقاء الذي يعد الثاني من نوعه، جاء بعد مبادرة من دولة قطر، للحوار بين الفصيلين، حيث جرى لقاء مماثل في الدوحة قبل أيام، بحث تفعيل منظمة التحرير وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعقد المجلس الوطني، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والاتفاق على برنامج سياسي موحد في الحدود الدنيا حول القضية الفلسطينية. ووفق المصادر نفسها، فإنه لم يجر حتى هذه اللحظة التوصل لاتفاق حول أي من هذه العناوين، وأن هذه الحوارات ما زالت في بداياتها. وشددت المصادر على أن الرئيس محمود عباس قد يزور الدوحة في الشهر المقبل بالفعل إذا ما نجحت اللقاءات التمهيدية في تقريب وجهات النظر، وإن حصل ذلك سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في قطر خلال شهر فبراير/شباط المقبل.

وتفيد المصادر بأن "الاجتماعات في الدوحة تندرج في خانة محاولة إحياء أجواء التواصل بين الطرفين علّها تُثمر تحسناً في العلاقات، علما أن هذه اللقاءات تأخذ شكلاً ثنائياً، لا على شاكلة وفود، كما جرت العادة في لقاءات المصالحة السابقة". وتلفت المصادر إلى أنّ "اللقاءات ستُركّز على أمرين اثنين: الأول الذهاب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لمواجهة التحدّيات القائمة، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، والأمر الثاني متعلق بإزالة بعض العوائق التي وقفت سداً في طريق مضي المصالحة إلى الأمام وتقدمها". حكومة وحدة وطنية من جهته، يقول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد أشتية لـ"العربي الجديد"، إن "اللقاء المرتقب سيعقد الأسبوع المقبل، وسيضمّ عزام الأحمد وصخر بسيسو وخالد مشعل، في الدوحة". ويضيف أن "اللجنة المركزية لحركة فتح، ناقشت في الجلسة الماضية قبل أيام، ضرورة إتمام الوحدة الوطنية، وأكدنا على موقفنا المنادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم كافة فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد الإسلامي".

ويُشدّد على أن "حكومة الوحدة الوطنية هي مقدّمة من أجل استكمال الوحدة الوطنية ومن أجل الاتفاق على عقد جلسات المجلس الوطني، ويلي ذلك انتخابات عامة رئاسية وتشريعية". ويوضح أنه "إذا تمكنا من إنجاز الحكومة، بعد ذلك سنبدأ بعقد جلسات المجلس الوطني الفلسطيني، بحضور حركة حماس، التي نريد لها أن تكون جزءا من التركيبة الوطنية الفلسطينية، كشركاء معنا، وأيضا الجهاد الإسلامي وكل الفصائل، في إطار شراكة منظمة التحرير". وينفي أشتية اعتبار أن "الاجتماع المرتقب بين الأحمد وصخر بسيسو من جهة، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من جهة ثانية، يأتي في سياق جهود قيادات فتحاوية تقوم منذ أشهر بعمل لقاءات واتصالات مع قيادات حماس، بهدف إنجاز المصالحة وإصلاح منظمة التحرير".

اقرأ أيضاً عباس: مستعدون للعودة إلى المفاوضات حال وقف الاستيطان 

ويلفت إلى أنه "لا علاقة لهذه القيادات بهذه الجهود، وموقفنا واضح ونريد من اليوم الأول حكومة وحدة وطنية". عباس لا يمانع وعلمت "العربي الجديد"، أن "قيادات فتح التي قامت بهذه الجهود قبل أشهر، ونتج منها لقاء مشعل في الدوحة قبل نحو شهر، معروفة بقربها من القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، ونفذت اتصالاتها وزيارتها دون علم أو تنسيق مسبق مع الرئيس محمود عباس". وحسب المصادر فإن "عباس استدعى هذه القيادات إلى مكتبه في مقر المقاطعة برام الله، وذلك بعد عودتها من الدوحة، مستفسراً عن هذه الزيارة والاتصالات والهدف منها. وأكد للقيادات التي اجتمعت معه أن لا مانع من هذه الجهود الذي ينظر إليها بعين الأهمية، لكن من المهم أن يطلعوا عزام الأحمد على ما توصلوا إليه، وينسّقوا العمل معاً، وذلك بعد أن أكدوا له أنهم ماضون في جهودهم من أجل المصالحة". مع ذلك، تشير مصادر في "حماس" لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الحركة حذرة إزاء احتمال تكرار سوابق الفشل الذي شاب مثل هذه اللقاءات في السابق، مثلما حصل في غزة، بعد الفشل في الوصول إلى حلول منطقية لحلّ الأزمات التي تعيق تطبيق اتفاقات المصالحة على الأرض. ما أدى لانتكاسة حكومة التوافق التي جرى تشكيلها عقب اتفاق الشاطئ الأخير في أبريل/نيسان 2014 بشهرين".

ويقرّ القيادي في "حماس" إسماعيل رضوان لـ"العربي الجديد"، بـ"وجود جهود لعقد لقاء قريب بين قيادتي حماس وفتح في الدوحة، للاتفاق على آليات تطبيق اتفاق المصالحة، وإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاقات القاهرة، وإعلان الشاطئ". وفي سياق اللقاء المرتقب بين "فتح" و"حماس"، يدعو القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد العوري، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، حركتي "فتح" و"حماس" إلى "مراجعة هذه السياسة والعودة إلى الشعب الفلسطيني وقواه السياسية من أجل أن يكون هناك حوار شامل وكبير، يشمل كافة القضايا، حتى لا نعود إلى المربع الأول من المحاصصة والتفرد، والذي سيؤدي حتماً إلى الانقسام واستمراره. وهذا ما لمسناه خلال السنوات الماضية". ويتابع العوري: "نرفض آلية المحاصصة واقتصار العمل على إنهاء الانقسام على حركتي فتح وحماس". ويضيف "هذا الوطن للجميع، ومشاكل الشعب الفلسطيني يجب أن تتحملها كافة الفصائل والمنظمات الأهلية، لذلك نحن نحمّل المسؤولية إلى فتح وحماس اللتين نتج من سياستهما في المحاصصة والعمل الانفرادي خلال السنوات الماضية وجود الخلافات والانقسام العمودي والأفقي داخل المجتمع والمؤسسة السياسية الفلسطينية، وهناك حاجة ملحّة إلى الشراكة من أجل تقريب وجهات النظر وأن يتحمل الجميع المسؤولية".

اقرأ أيضاً تسريب عقارات الفلسطينيين جنوبي القدس: حملات متواصلة وطرق مبتكرة
المساهمون