"فايننشال تايمز": جهود أوروبية مكثفة لاتفاق هجرة مع مصر بسبب الحرب على غزّة

23 أكتوبر 2023
بلغ عدد النازحين من منازلهم في قطاع غزة نحو مليون و400 ألف منذ بدء الحرب (Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن جهود مكثفة يبذلها الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاقية دعم اقتصادي واسعة النطاق مع مصر، مع تزايد قلق الاتحاد بشأن احتمال تصاعد الحرب في غزة إلى صراع إقليمي واندلاع أزمة لاجئين جديدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، قولهم إن الوضع الحالي أثار موجة من المناقشات حول اتفاقية مقترحة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، بما في ذلك محادثات نهاية الأسبوع في القاهرة مع كبار ممثلي المفوضية الأوروبية.

وقالت الصحيفة إن اللجنة المشرفة على الاتفاقية حصلت على موافقة غير رسمية من قبل ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد. ونقلت عن أشخاص شاركوا في المناقشات قولهم إن هذا لن يربط على وجه التحديد أموال الاتحاد الأوروبي بالتزام مصر بمنع أي هجرة إلى أوروبا أو تدفق محتمل للفلسطينيين.

ولا يعرف بعد ما إذا كانت هذه المحادثات على صلة بالضغوط والعروض الغربية على مصر لاستضافة لاجئين من قطاع غزة، في إطار خطط أميركية إسرائيلية لاحتلال القطاع والقضاء على المقاومة الفلسطينية.

ورفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المقترحات بتهجير سكان غزة إلى سيناء، معتبرا أن ذلك سيشكل تصفية للقضية الفلسطينية، لكنه عاد واقترح تهجير الغزيين إلى منطقة النقب داخل فلسطين المحتلة، إلى حين "القضاء على الجماعات المسلحة في القطاع".

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين، قولهم إنه بدلاً من التركيز فقط على الهجرة، فإن اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع مصر ستسعى إلى توفير الدعم المالي للمشاريع التي تهدف إلى خلق فرص العمل ومساعدة تحول الطاقة في البلاد، للمساعدة في دعم اقتصادها وتجنب الهجرة الجماعية بشكل غير مباشر إلى أوروبا.

ولم يتم الإعلان عن معلومات مفصلة حول الاتفاقية، بما في ذلك التكلفة الإجمالية وكيفية تمويلها. وقال أحد الأشخاص المطلعين للصحيفة: "القضية هنا هي استقرار البلاد. تقوم (مصر) بعمل جيد فيما يتعلق بالهجرة ولكنها تواجه رياحًا اقتصادية معاكسة. هذا يتعلق بالدعم".

وذكرت الصحيفة أن عندما سئل متحدث باسم المفوضية الأوروبية عن الاتفاق، أشار إلى تعليق نائب الرئيس مارغريتيس شيناس، الذي قال للصحافيين الأسبوع الماضي: "نحن بحاجة إلى الانخراط بنشاط مع مصر للتأكد من أنها تحصل على كل الدعم الذي تستحقه لجهودها الخاصة ودور المهم في المنطقة كدولة عبور".

 

واجتمع زعماء ومسؤولون كبار من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في القاهرة في نهاية الأسبوع لمناقشة الحرب في غزة والوضع الإنساني المتدهور في القطاع. ومثل شيناس اللجنة وتمت مناقشة الاتفاقية بين مصر والاتحاد الأوروبي على الهامش، وتم إطلاع أحد الأشخاص على الأمر، حسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، قولها إن وزراء الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي ناقشوا أيضًا التعاون مع دول ثالثة بشأن الهجرة يوم الخميس الماضي، وشجعوا المفوضية الأوروبية على المضي قدمًا في محادثاتها مع القاهرة. 

وحسب الصحيفة، فإن المفاوضات مع مصر مستمرة منذ أشهر، لكن الوضع في غزة أضاف إلحاحاً جديداً إلى هذه المسألة.

وفيما قالت الصحيفة إن إيطاليا تشعر بالإحباط بشكل خاص إزاء العدد الكبير من الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط من تونس، على الرغم من الاتفاق الأخير الذي توصل إليه الاتحاد الأوروبي بشأن وقف المهاجرين المتجهين إلى أوروبا مقابل الدعم الاقتصادي، والذي تم نسفه بسبب إحجام تونس عن قبول الأموال، قال المسؤولون إن الاتفاقية مع تونس يمكن استخدامها كنموذج للتعامل مع القاهرة، لأنها لا تشمل فقط تمويل مراقبة الحدود ولكن أيضًا الدعم الاقتصادي، على عكس اتفاق الاتحاد الأوروبي لعام 2016 مع تركيا والذي ركز فقط على الهجرة.