أعلن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الإثنين، تعيين ستيفاني وليامز مستشارة خاصة للشأن الليبي للأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس.
وقال دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الهدف من تعيين وليامز هو "قيادة الجهود والوساطة بين أصحاب المصلحة الليبيين والإقليميين والدوليين لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي الثلاثة، السياسية والأمنية والاقتصادية، إضافة لدعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وكان غوتيريس قد قبل، في وقت سابق من الشهر الماضي، استقالة مبعوثه الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش، فيما كان الأخير قد أعلن خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن أن مهامه ستنتهي رسميا في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول، مؤكدًا استعداده للاستمرار ومتابعة المجهودات المتعلقة في الانتخابات الليبية حتى تعيين مبعوث جديد.
وفضّل دوجاريك عدم الخوض بتفاصيل إمكانية تعيين وليامز كمبعوثة خاصة خلفاً لكوبيتش في وقت لاحق، قائلًا "دعونا نأخذ الأمور خطوة بخطوة. لا يوجد شك أنها ذات كفاءة لمساعدة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا خلال هذا الشهر المهم".
وأكد دوجاريك أن وليامز ستمارس مهامها من ليبيا، فيما توقع أن تصل الى طرابلس خلال الأيام القادمة. وأوضح أن التجديد لعمل بعثة الأمم المتحدة لليبيا سيكون على أجندة مجلس الأمن نهاية الشهر المقبل.
ويتوقع أن تطرأ بعض التغييرات على هيكلة البعثة وطريقة عملها، بما فيها نقل مكتب المبعوث الخاص من جنيف إلى طرابلس أو تونس، وهي احدى نقاط الخلاف مع كوبيتش الذي يبدو، وبحسب مصادر دبلوماسية، لم يرغب بنقل مكتبه من جنيف.
وحول الدور الذي سيلعبه كوبيتش في ليبيا بعد العاشر من الشهر الحالي إلى أن يتم تعيين مبعوث خلفًا له، قال فرحان حق، نائب الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "لقد قبل الأمين العام استقالة كوبيتش، والتي تبدأ فعلياً في العاشر من الشهر الحالي. في الوقت ذاته أخذنا علماً بمجهوداته للتأكد أن هناك انتقالا سلسا فيما يخص عملنا في ليبيا. هذا كل ما يمكننا قوله الآن".
وأضاف حق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "العاشر من ديسمبر/ كانون الأول ليس بعيداً، وسنعلن بعد ذلك الوقت أي تفاصيل جديدة، ولكن حاليا نحاول التأكد بأن كل شيء سيمر بسلاسة، وأن هناك قيادة للبعثة تتواصل مع الأطراف على الأرض".
وحول ما إذا كان تعيين وليامز يعد إشارة على أن الأمين العام للأمم المتحدة يواجه صعوبة في تعيين مبعوث خاص متوافق عليه من جميع الأطراف، بما فيها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، قال حق: "ليس بالضرورة. نريد حاليا أن تكون هناك فترة انتقالية سلسة، حيث تواجه ليبيا فترة مهمة، وستشهد انتخابات نهاية الشهر. ومن الضروري أن نقوم بأداء مهامنا على أتم وجه، وأن ندعم الانتخابات بالطريقة الضرورية".
وأضاف حق: "ستيفاني وليامز لديها خبرة وتعرف الأطراف، وستكون سريعة في التأقلم مع ما يحدث. هذه طريقتنا للتأكد من أننا نتقدم بكل قوانا لدعم الانتخابات. وقد نعين مع الوقت آخرين، ولكن حالياً هذه المهمة التي أمامنا، وهي الشخص المثالي لتنفيذ هذه المهمة".
يذكر أن وليامز دبلوماسية أميركية وتتمتع بخبرة واسعة في الدبلوماسية وسياسة الأمن الخارجي على الصعيدين الدولي والأميركي. وآخر منصب شغلته في الأمم المتحدة كان منصب ممثلة خاصة بالإنابة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (2020-2021)، ونائبة الممثل الخاص (السياسي) لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (2018-2020).
ومن ضمن المناصب البارزة التي شغلتها في السلك الدبلوماسي الأميركي، عملها كمستشارة أولى للشؤون السورية ومقرها لندن، كما كانت مسؤولة أمام مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية (2017-2018)، وشغلت منصب نائبة رئيس البعثة الأميركية في العراق (2016-2017)، والأردن (2013-2015) والبحرين (2010-2013)، وعملت في سفارات الولايات المتحدة في الإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان. وفي واشنطن، عملت نائبة مدير شؤون مصر والمشرق العربي، ومديرة مكتب المغرب العربي، ومسؤولة مكتب الأردن.