غموض الوضع في أوكرانيا يؤجل رسالة بوتين إلى البرلمان

21 ديسمبر 2022
ألغى بوتين مؤتمره الصحافي السنوي الكبير لأول مرة خلال سنوات حكمه (Getty)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يوجه رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية قبل انتهاء عام 2022، وسط ضبابية آفاق الوضع في أوكرانيا، بعد عشرة أشهر على بدء الغزو الروسي للبلد المجاور.

وكشفت مصادر "كوميرسانت" عن أنه أجريت "استعدادات أولية" للرسالة، ولكن الأمر لم يصل إلى عمل ديوان الرئاسة بشكل واسع على إعداد نصها. وأوضح مصدر في ديوان الرئاسة أنه من الأفضل توجيه الرسالة بعد أن يصبح الوضع في منطقة "العملية العسكرية الخاصة" أكثر وضوحاً.

وبموازاة تأني بوتين في تقديم كشف حسابه عن عام 2022، وسط إلغاء مؤتمره الصحافي السنوي الكبير لأول مرة خلال سنوات حكمه، والغموض حول موعد الرسالة السنوية، اضطر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتعليق مرتين على هذا الموضوع، نافياً معلومات مصدر وكالة "نوفوستي" الحكومية بشأن إمكانية توجيه الرسالة في 27 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وفي معرض إجابته عن سؤال الصحافيين حول ما إذا كان من الممكن أن يتم توجيه الرسالة في العام المقبل، قال بيسكوف: "بالطبع، ممكن. هذه حقيقة بديهية إلى حد كبير". ودعا في الوقت نفسه إلى الكف عن التكهنات.

وتقتضي المادة 84 من الدستور الروسي أن "يوجه الرئيس رسائل سنوية إلى الجمعية الفيدرالية حول الوضع في البلاد، والاتجاهات الرئيسية للسياستين الداخلية والخارجية للدولة". إلا أن الكرملين خرج في عام 2017 بنتيجة مفادها بأن هذه الصياغة لا تعني أن الرئيس ملزم بتوجيه رسالة إلى أعضاء مجلسي الاتحاد (الشيوخ) والدوما (النواب) على الأقل مرة كل عام. وقرّر ديوان الرئاسة حينها تأجيل الرسالة من نهاية عام 2017 إلى النصف الأول من عام 2018.

وقبل الانتخابات الرئاسية التي جرت تزامناً مع الذكرى الرابعة لضم شبه جزيرة القرم في 18 مارس/ آذار، وجّه بوتين، بصفته مرشحاً رئاسياً، في بداية الشهر ذاته، رسالته لتؤدي فعلياً دور تقديم برنامجه الانتخابي. وقال بيسكوف حينها: "لا إلزام قانونياً بتوجيه الرسالة قبل نهاية عام. لا ينص الدستور وغيره من التشريعات على ذلك".

ووجه بوتين آخر رسالة له إلى البرلمان الروسي في 21 إبريل/نيسان 2021، بلا مؤشرات لنية الكرملين تأجيل موعد الرسالة المقبلة، قبل أن تفرض الحرب في أوكرانيا واقعاً جيو-سياسياً جديداً، زاد من ضبابية الوضع.

مسؤولة روسية تنفي مناقشة إعلان تعبئة جديدة

في سياق آخر، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، اليوم الأربعاء، أن مسألة إعلان موجة جديدة من التعبئة غير مدرجة على جدول الأعمال، مذكرة بأن بوتين قد أقر بانعدام الضرورة لها.

وقالت ماتفيينكو في تصريحات صحافية: "استمع الجميع بشكل جيد إلى تصريحات الرئيس الروسي بهذا الخصوص، بأن الدولة لا تحتاج إلى أي موجة جديدة من التعبئة. وأقول لكم بصدق، كعضوة بمجلس الاتحاد، إن هذا الموضوع لم يطرح ولم يناقش، وهو غير مدرج على جدول الأعمال اليوم".

ووصفت الأنباء حول موجة جديدة من التعبئة بأنها "شائعات وأخبار كاذبة"، مضيفة: "هذه محاولة لزعزعة الأوضاع في روسيا من الداخل وإحداث انقسام في مجتمعنا وإثارة الاحتجاجات والغضب. نعلم أين تصنع هذه الأخبار الكاذبة في أوكرانيا، وعبر أي شبكات يروج لها".

وكان بوتين قد أعلن عن التعبئة الجزئية في روسيا في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي. وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن استيفاء خطة استدعاء 300 ألف فرد، والتوقف عن التعبئة وإخطار السكان بفعالياتها.

ومع ذلك، لم يتم نشر مرسوم رئاسي بشأن إنهاء التعبئة، وهو ما أرجعه الكرملين إلى انعدام الضرورة لمثل هذا المرسوم من وجهة النظر القانونية. وقال بيسكوف، حينها: "تم وضع النقطة. التعبئة الجزئية انتهت. وجهت وزارة الدفاع برقيات إلى لجان التجنيد بشأن وقف إرسال أي استدعاءات وهكذا".