غضب من حديث السفير الفرنسي السابق عن "انهيار الجزائر"

10 يناير 2023
رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل(Getty)
+ الخط -

رد رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل، اليوم الثلاثاء، على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها السفير الفرنسي السابق في الجزائر كزافيي دريانكور، أمس، لصحيفة فرنسية، حول تطورات الوضع السياسي في الجزائر.
 
وجاء رد قوجيل خلال ترؤسه جلسة المصادقة على مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 05-01 المؤرخ في 06 فبراير/شباط سنة 2005، والمتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما.

وقال قوجيل إن تصريحات السفير الفرنسي السابق  جزء من "مناورات من خلال شخصيات فرنسية سبق لها أن مارست مسؤوليات تخص بلادها في الجزائر وكانت لها علاقات، بهدف التنديد بالوضع في الجزائر ومهاجمتها".
 
وخاطب المستوى السياسي الفرنسي قائلاً إن "هذه المرحلة يجب أن يفهموا أننا تجاوزناها، وجزائر اليوم ليست جزائر الأمس، والجزائر الجديدة حافظت على استقلال القرار السياسي واستعادت مكانتها في المحافل الدولية ما أقلق الأعداء وامتدادهم في الخارج". وأضاف أن "دواعي هذه التصريحات معروفة لكونها تعبر عن قلق واضح لدى أعداء الجزائر".

ورد قوجيل (وهو من قدماء المحاربين في ثورة التحرير)، على تصريحات السفير الفرنسي السابق بالجزائر كزافيي دريانكور حول الوضع في الجزائر التي تضمنت تصريحات وصفت الجزائر بأنها "عدوانية". ووصف قوجيل السفير الفرنسي السابق بأنه من "الأبواق التي تتحدث من فرنسا وتحاول أن تعطي دروساً للجزائر، وهو نوع من الاستعمار الجديد، ويفرض علينا أن نتعامل بحذر مع هذه المحاولات الجديدة"، مضيفاً "هؤلاء ما زال لديهم حقد دائم على الجزائر التي حررت نفسها بنفسها وساهمت في تحرير وإسناد قضايا تحررية أخرى".

وتجدر الإشارة إلى أن كزافيي دريانكور تولى منصب سفير فرنسا في الجزائر لمرتين، بين عامي 2008 و2012، ثم بين عامي 2017 و2020. 

وأدلى دريانكور، أمس الإثنين، بتصريحات لصحيفة فرنسية، توقع فيها ما وصفه بـ"انهيار الجزائر وقد تجر معها فرنسا"، وهاجم السلطة الجزائرية، وقال إنه "منذ عام 2020، أظهر النظام وجهه الحقيقي كنظام عسكري"، بسبب اعتقال النشطاء السياسيين في الجزائر.

وكانت تصريحات مماثلة حول طبيعة النظام السياسي القائم في الجزائر أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق السلطة الجزائرية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2021، قد تسببت في أزمة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة دفعت الجزائر إلى إعلان غلق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية وسحب السفير الجزائري من باريس حتى منتصف يناير/كانون الثاني 2022.

في السياق، هاجمت الصحف الجزائرية، اليوم الثلاثاء، دريانكور، إذ اعتبرت صحيفة "الخبر"، كبرى الصحف الصادرة باللغة العربية، أن دريانكور قد يكون مدفوعاً من جهات رسمية فرنسية لإثارة اشتباك سياسي مع الجزائر.

وكتبت "الخبر"، في مقال، أنه "مثلما دفع قصر الإليزيه في وقت سابق السفير الفرنسي السابق برنار باجولي للخروج إلى الساحة لإلقاء بعض التصريحات والمواقف التي تستفز مشاعر الجزائريين قصد إخراج قصر المرادية (الرئاسة الجزائرية) عن صمته، ومثلما دفع تيار اليمين المتغلغل في سرايا الحكم بباريس السفير السابق دريانكور للعمل بالمثل لدفع الجزائر لتحقيق مآرب فرنسية. وضمن هذا السياق، تعتبر خرجة دريانكور"، في سياق محاولة "لكسر وإجهاض مفاوضات إعادة بناء العلاقات بين الجزائر وفرنسا".

دلالات