أثارت عملية اغتيال 3 فلسطينيين، وإصابة عشرة أشخاص آخرين، فجر الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، ردود فعل غاضبة رسمية وفصائلية، وسط دعوات لتصعيد المقاومة.
وشيّع أهالي مدينة جنين، اليوم الجمعة، جثامين الشبان الثلاثة براء لحلوح، وليث أبو سرور، ويوسف صلاح، الذين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في كمين نصبته خلال اقتحامها المدينة، وسط غضب شعبي ورسمي.
🔵🖼️ صور | من وداع شهداء جنين الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال فجر اليوم الجمعة، وهم القائد الميداني بكتائب القسام براء لحلوح، والشهيدان المجاهدان يوسف ناصر صلاح، وليث أبو سرور. pic.twitter.com/qRCm4txnuT
— قناة الأقصى الفضائية (@SerajSat) June 17, 2022
ونعت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، شهيدها القائد الميداني براء كمال لحلوح والشهيدين يوسف ناصر صلاح وليث صلاح أبو سرور، الذين استشهدوا إثر عملية اغتيالٍ "جبانة" استهدفتهم في جنين القسام.
وقالت الكتائب في بيان: "يرتقي شهيدنا المطارد القائد براء وإخوانه الشهداء معبّدين بدمائهم الطاهرة طريق النصر والتحرير، والتي ستبقى نبراساً للأحرار ولعنةً تلاحق المتخاذلين والمنسقين والمطبعين".
وأشارت الكتائب إلى أنّ "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا ومقاوميه لن توقف المد الجهادي المتصاعد، وروح البطولة والفداء التي تزداد تجذراً في صفوف شعبنا وشبابه البواسل، بل ستزداد نار الثورة توقداً لتؤرق المحتل في كل مدينة وساحة وزقاق، وفي كل زمان يتوقعه الاحتلال أو لا يتوقعه، وصولاً لتحقيق غاية شعبنا في تطهير الأرض والمقدسات من دنس الصهاينة الغاصبين".
من جهتها، حمّلت الرئاسة الفلسطينية في بيان صحافي، "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع".
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "هذه الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال تأتي قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، في محاولة منها للتهرب من أي استحقاق سياسي".
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بالتحرك الجدي والفاعل من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان وخروج الأمور عن السيطرة، فيما حذرت من أن الحكومة الإسرائيلية تصدر أزمتها الداخلية عبر تصعيد دموي في الأراضي المحتلة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان صحافي، "إن هذه الجريمة البشعة تأتي في ظل موجة تصعيد احتلالي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي، ورد إسرائيل الرسمي على الدعوات والمطالبات الأميركية بوقف التصعيد قبل زيارة بايدن، بإمعان إسرائيلي في تصدير أزمات الائتلاف الحاكم إلى الساحة الفلسطينية ومحاولة حلها على حساب الحق والدم الفلسطيني".
واستنكرت الخارجية الفلسطينية "إصرار المجتمع الدولي والدول التي تتغنى بحقوق الإنسان على تجاهل جرائم إسرائيل والانتهاكات التي ترتكب يومياً بحق المواطنين الفلسطينيين العزّل والتي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتفضيلها إغلاق عينيها عن معاناة الفلسطينيين".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، كمقدمة لا بد منها لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس المحتلة.
كما دعت الوزارة المحكمة الجنائية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها، والإسراع في تحقيقاتها بجرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني.
فصائلياً، أكدت حركة فتح في بيان صحافي، أن "دماء الشهداء لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على الخلاص من الاحتلال، ونيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
واعتبرت "أن هذه الجرائم ما كانت لتتم لولا الصمت الدولي الذي يعتبر تشجيعاً على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الذي سيبقى صامداً على أرض وطنه ومتمسكاً بثوابته، وجاهزاً لتقديم التضحيات حتى دحر الاحتلال".
قالت: "إن هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما كانت لتتم لولا الصمت الدولي الذي يعتبر تشجيعا على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا".
التفاصيل:https://t.co/E2j4A9OhTR pic.twitter.com/4YGZr34V8B
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) June 17, 2022
وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس، في بيان صحافي، أن عملية اغتيال الشهداء "لن تمرّ دون حساب، وأنّ الشعب الفلسطيني الثائر المجاهد ومقاومته الباسلة يعرفان كيف يضربان العدو ويردّان على جريمته النكراء، بما يشفي الصدور المؤمنة، ويقرّب شعبنا من لحظة الخلاص من هذا المحتل المجرم ورحيله من أرضنا".
وقالت حماس، في بيانها: "إن جنين اليوم تقف في طليعة ثورة شعبنا ضد الاحتلال والظلم، وإن شهداءها هم وسام على صدر الوطن، وندعو أبناء شعبنا للمشاركة الحاشدة في مسيرة التشييع بما يليق بمكانة الشهداء الكرام".
كذلك، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صحافي، أنّ "عملية الاغتيال التي نفذها الاحتلال بحق الشبان الثلاثة لن تزيد الشعب الفلسطيني ومقاومته إلا إصراراً على مقاومة هذا الاحتلال وصولاً إلى تدفيعه ثمن جرائمه ودحره عن الأرض الفلسطينية".
وشددت الجبهة الشعبية على أنّ المقاومة بكافة أشكالها هي خيار الشعب الفلسطيني للرد على هذه الجريمة البشعة، و"هي درع شعبنا وسيفه القاطع تجاه عصابات المستوطنين وجيش الإجرام، ما يستوجب تصعيد المقاومة وأن تَتَحول كل مناطق التماس والحواجز إلى كتلة لهب تحت أقدام الصهاينة"، وفق البيان.
يُشار إلى أنّ قوات الاحتلال تقتحم من حين إلى آخر مدينة جنين ومخيمها، بهدف اغتيال مقاومين واعتقال البعض الآخر، الذين يتصدون، بدورهم، للقوات المداهمة.
ومنذ بداية العام الحالي، استشهد 72 فلسطينياً وفلسطينية، قتلتهم قوات الاحتلال، بينهم 26 شهيداً من محافظة جنين.