- الجيش الإسرائيلي نفى استهداف المدنيين، بينما شهود ووزارة الصحة في غزة أكدوا مسؤولية إسرائيل، مشيرين إلى استخدام طائرات مسيرة ومروحية.
- جوزيب بوريل من الاتحاد الأوروبي أشار إلى أدلة على منع إسرائيل للمساعدات إلى غزة وندد بالقيود الإسرائيلية، مؤكدًا على أهمية حل الدولتين.
دان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الجمعة، "الهجوم الإسرائيلي على منتظري المساعدات في قطاع غزة"، حيث يتكرر استهداف جيش الاحتلال المدنيين الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات، كان آخرها تسببه في استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات قرب دوار الكويت في مدينة غزة، شمالي القطاع.
وكتب غريفيث، وهو أيضاً منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في منشور على حسابه عبر منصة إكس: "يجب أن يتم توزيع المساعدات في غزة بطريقة آمنة وكريمة ويمكن التنبؤ بها، وأي شيء أقل من ذلك أمر غير معقول".
وأعرب المسؤول الأممي عن صدمته إزاء التقارير التي أفادت باستشهاد 20 شخصا وإصابة 161 آخرين بين منتظري المساعدة في غزة، وقال بحزم: "لا يمكن السماح باستمرار هذه الحوادث".
وشدد غريفيث كذلك على ضرورة "إنهاء الحرب"، مرسلاً رسالة واضحة بشأن ضرورة وقف "الأعمال العدائية".
Distributing aid in Gaza should be done in a safe, dignified and predictable manner.
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) March 15, 2024
Anything less is unconscionable. pic.twitter.com/qDjn8zIqV9
واستشهد 20 شخصاً وأصيب 161 آخرون كانوا ضمن آلاف الفلسطينيين المتجمعين قرب منطقة دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة بانتظار مساعدات قادمة من جنوب القطاع، وفق وزارة الصحة في غزة.
جيش الاحتلال يزعم أنّ "مسلحين فلسطينيين" هم من أطلقوا النار
وبينما أكد شهود عيان أن هذه المجزرة ارتكبها جيش الاحتلال عبر طائرة مسيّرة أطلقت صاروخين وطيران مروحي فتح النيران على منتظري المساعدات، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أن قواته "لم تطلق أي نيران باتجاه قافلة المساعدات في دوار الكويت".
وادعى جيش الاحتلال أنّ "مسلحين فلسطينيين" هم من أطلقوا النار على من كانوا ينتظرون المساعدات.
وحمّلت وزارة الصحة في غزة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إطلاق النار واستشهاد ثمانية أشخاص آخرين في دوار الكويت الخميس وقالت إن ثمانية أشخاص آخرين استشهدوا في غارة جوية في حادث منفصل وسط قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال الجمعة إنه "أجرى تحقيقاً أولياً" وخلص إلى أن "جنوده لم يطلقوا النار".
وقال في بيان: "مراجعة أنظمتنا العملياتية وقوات الجيش الإسرائيلي على الأرض وجدت أنه لم تستهدف نيران دبابات، ولا ضربة جوية، ولا نيران مدافع، مدنيين في غزة كانوا عند قافلة المساعدات".
وادعى أنّ مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار حين كان الناس يحصلون على المساعدات من الشاحنات، كما دهست الشاحنات عدداً من المدنيين.
ورفضت إسرائيل اتهامات حكومات أجنبية ووكالات إغاثة بأنها أعاقت تدفق الغذاء والإمدادات الأخرى إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسببت في تزايد خطر المجاعة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع إنه يعتزم "إغراق غزة" بالمساعدات عبر قنوات مختلفة.
وحمّلت إسرائيل جماعات الإغاثة الدولية مسؤولية عدم توصيل المساعدات، وتقول إنها بدأت في ترتيب عمليات التسليم مع مقاولين محليين من القطاع الخاص.
وقالت إن المساعدات التي كانت الحشود تنتظرها الخميس جاءت في قافلة من 31 شاحنة بهدف توزيعها في شمال قطاع غزة، وهي أول منطقة استهدفتها في هجومها حيث يعيش ما بين 250 ألفاً و300 ألف شخص وسط الأنقاض.
بوريل: إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى غزة
بدوره، أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن هناك أدلة على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني.
جاء ذلك في تصريحات لقناة "PBS" الأميركية، الجمعة، رداً على سؤال عن تصريحاته بمجلس الأمن الدولي التي قال فيها إن المجاعة في غزة "تستخدم سلاح حرب".
وأشار بوريل إلى وجود مجاعة بالفعل في غزة، فمئات الآلاف من الناس "يموتون وهم يتضورون جوعاً، وبينهم العديد من الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية".
وقال إن إسرائيل تسيطر على الحدود ولا تسمح بدخول المساعدات، "أنتم تمنعون وصول المساعدات والناس يتضورون جوعاً، أليست هذه علاقة منطقية بين السبب والنتيجة؟".
وشدد على أن عدم كفاية تدفق المساعدات إلى غزة لا يرجع إلى نقص قدرات الأمم المتحدة، كما تدعي إسرائيل، بل بسبب القيود التي تفرضها الأخيرة على المعابر الحدودية.
ولفت بوريل إلى وجود أدلة كثيرة على منع عمليات التفتيش الحدودية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتابع المسؤول الأوروبي: "لا أعتقد أنه يمكنك القول إن إسرائيل فعلت كل ما في وسعها لإيصال المساعدات إلى غزة".
وذكر أن هناك تغيراً في الرأي العام الأميركي والعالمي بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وأردف: "المزيد من الناس أصبحوا يشعرون بالقلق إزاء ما يمكن أن أسميه بالتأكيد مجزرة".
وأضاف: "إحدى أولوياتنا هي السعي إلى حل الدولتين ومنح الفلسطينيين الحق في امتلاك أرضهم وحكومتهم".
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)