بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الإثنين، سلسلة من المشاورات مع الأحزاب السياسية ، في العاصمة الأردنية عمان، وذلك لتحديد أولويات حل الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ 7 سنوات.
وذكر بيان صادر عن مكتب غروندبرغ أنه سيتم خلال الأسبوع الأول من المشاورات عقد اجتماعات ثنائية مع قادة من حزب المؤتمر الشعبي العام، ووفود من أحزاب التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الناصري.
ومن المقرر أن تتوسع المشاورات خلال الأسابيع القادمة لتشمل أكثر من 100 يمني ويمنية من الأحزاب السياسية وقطاعي الأمن والاقتصاد ومنظمات المجتمع المدني في الأردن واليمن.
بدأ المبعوث الخاص غروندبرغ اليوم الأول في سلسلة من المشاورات الثنائية مع مختلف المعنيين اليمنيين. تهدف المشاورات إلى إثراء إطار عمل من شأنه إرشاد تسوية مستدامة مستقبلية للنزاع في #اليمن https://t.co/0LenAcJdlp
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) March 7, 2022
وأشار البيان، إلى أن غروندبرغ "سيتابع مشاوراته مع الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين)، فضلاً عن المشاورات مع المعنيين الإقليميين والدوليين.
كما سيتم "بذل الجهود للتشاور مع الجمهور اليمني الأوسع، بمن فيهم الشباب، للتأكد من أن إطار العمل يعكس احتياجات وتطلعات اليمنيين"، وفقاً للبيان.
وأورد البيان "بالبناء على التفاعلات السابقة للمبعوث الأممي، ستركز هذه المشاورات على تحديد الأولويات العاجلة وطويلة الأجل للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذا من شأنه أن يُثري تطوير إطار العمل الخاص بالمبعوث الأممي".
وتطمح الأمم المتحدة إلى الخروج من هذه المشاورات بإطار "يحدد عملية جامعة متعددة المسارات تتعامل مع الاحتياجات العاجلة والقضايا طويلة الأجل المطلوبة لإحراز تقدم نحو التوصل إلى تسوية سياسية".
وقال غروندبرغ في البيان "هذا وقت عصيب بالنسبة لليمن، حيث يستمر النزاع، والذي يقترب من دخول عامه الثامن، في مفاقمة معاناة المدنيين ويهدد الاستقرار الإقليمي ويقوّض آفاق الحل السلمي" .وأضاف "هناك حاجة ملحة لتأسيس عملية جامعة تعكس اتجاه هذا المسار المدمر وتوفر فرصاً ومساحة للحوار على مستويات متعددة".
وكانت الأحزاب السياسية المشاركة في مشاورات عمان قد عقدت، الخميس الماضي، اجتماعاً مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض.
ولم يخرج الاجتماع بأي نتائج معلنة، وأكد مصدر سياسي، لـ"العربي الجديد"، أن مستوى التمثيل الضعيف للأحزاب، جعل اللقاء يفتقد الجدية في طرح القضايا الرئيسية لإصلاح كيان الحكومة الشرعية.
ووفقاً للمصدر، فإن بعض الأحزاب أوفدت أعضاء في اللجنة المركزية وقيادات من الدرجة الثالثة، بدلاً من مشاركة أمناء أو مساعديهم.
وتحظى مشاورات عمّان باهتمام دولي لافت، حيث تواجد سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالعاصمة الأردنية عمان، بهدف تقديم الدعم للجهود الأممية الرامية لتحقيق اختراق جوهري في جدار الأزمة اليمنية.
وعقد المبعوث الأممي اجتماعاً مع سفراء الدول الكبرى على هامش المشاورات التي تقام مع الأحزاب السياسية، ووفقاً لبيان صحافي منفصل، فقد أكد غروندبرغ على أهمية استمرار الجهود الدولية من أجل اليمن.
انحسار المعارك في حجة
في سياق التطورات العسكرية الميدانية، شهدت جبهات القتال في المديريات الغربية لمحافظة حجة، اليوم، انحسارا نسبيا للمعارك بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين، وكذلك للضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية.
وشن التحالف 14عملية استهداف جوية ضد المليشيا الحوثية في حرض وعبس غربي حجة قال إنها دمرت 9 آليات عسكرية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".
ويكشف تراجع حصيلة العمليات الجوية إلى أقل من النصف قياساً بالغارات التي شنها التحالف، أمس الأحد، إلى تراجع وتيرة الهجوم الحوثي على مواقع القوات الحكومية خلال الساعات الماضية.
مسيرات حوثية ضد أميركا
وجاءت المسيرات الموالية للجماعة، في أعقاب تصاعد الغليان الشعبي جراء تدهور الخدمات العامة وانعدام الوقود بعد ارتفاع سعر صفيحة البنزين 20 في السوق السوداء إلى بما يعادل 60 دولاراً.
وقال متحدث حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، ضيف الله الشامي، في كلمة بالمسيرة التي شهدتها صنعاء، إن "السفير البريطاني لدى اليمن، يشرف بقرار أميركي على أزمة خانقة ضد الشعب اليمني، ويريد من خلال ذلك أن يفرق بين القيادة والشعب، ويسعى إلى تمزيق وحدة اليمنيين ويفرق شملهم".