غروسي يدعو من طهران إلى إزالة الشكوك حول برنامج إيران النووي

04 مارس 2023
غروسي حلّ أمس في إيران (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في تصريحات له من طهران، ضرورة "إزالة الشكوك حول برنامج إيران النووي"، فيما كشفت وكالة إيرانية عن التوصل إلى "تفاهمات عامة" بشأن التحقيقات الأممية حول ثلاثة مواقع إيرانية مشتبه فيها بممارسة أنشطة نووية غير معلنة.

وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، اليوم السبت، بأن غروسي قال ليلة الجمعة - السبت، خلال لقائه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، والعاملين في الصناعة النووية الإيرانية، إنه يعمل مع إسلامي لأجل إزالة تلك الشكوك التي تحوم حول برنامج إيران النووي.

وأضاف غروسي: "إننا سنشهد التقدم على جميع المجالات، لكننا نواجه تحديات على هذا الطريق"، مشيراً إلى وجود قضايا عالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا إلى حلها "معاً لأجل بناء الثقة" بين الطرفين.

وأعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن يتوصل خلال زيارته لطهران إلى اتفاقيات وتفاهمات مع الجانب الإيراني، مضيفاً أنه تسلّم من إيران وثيقة "إطار برنامج الدولة" يحدد مجالات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المجالات العلمية.

من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن خفض إيران تعهداتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي جاء بعد نكوث الطرف الآخر في التزاماته وفق الاتفاق، في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وأضاف إسلامي أنه بعد خفض بلاده التزاماتها النووية على خلفية تشديد العقوبات، صدرت تقارير عن الوكالة تقول فيها إنها "غير مطلعة على الوضع".

ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ظهر أمس الجمعة، إلى طهران، وعقد عصراً الجولة الأولى من المباحثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قبل اللقاء العام مع المسؤولين في المنظمة والعاملين في القطاع الذري الإيراني.

وبعد جولة مباحثات ثانية بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، اليوم السبت، قال إسلامي خلال مؤتمر صحافي مشترك إن زيارة غروسي تحمل رسالة استمرار العلاقات والتواصل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن العثور على جزيئات اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 83.7%، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن تقرير الوكالة يتحدث عن العثور على جزيئة بهذه النسبة وليس تخصيب اليورانيوم بنسبة 83.7%.

أما بخصوص قضية المواقع الثلاثة، فقال: "خلال زيارة لمقر الوكالة، اتفقنا على آلية (بشأن حل هذه القضية) وسنتابع هذه الآلية"، مضيفاً أن "المباحثات مستمرة، ونسعى من خلال هذه الآلية لأن ندفع الوضع باتجاه الحل، والآن زملاؤنا مشغولون بالتفاوض".

ودعا إسلامي إلى أن تفضي العلاقات بين الطرفين إلى "بناء الثقة"، مؤكداً أن "العلاقات والزيارات والتقارير يجب أن تبني الثقة".

من جهته، قال غروسي: "إننا مستعدون للمضي قدماً إلى الأمام، وعلينا إبداء الشفافية بشأن بعض القضايا، ونعمل بشكل مشترك لأجل وضع ضمانات حول برنامج إيران النووي".

وأضاف غروسي أن الوكالة الدولية تتطلع إلى تعاون إيران معها لحل القضايا العالقة.

وفي ما يتعلق بالمواقع الثلاثة، قال غروسي إن الطرفين يبذلان جهودا كبيرة للوصول إلى نتيجة، مضيفا أن "الاتفاق الجيد الذي من المقرر أن نصل إليه سيساعد في إحياء الاتفاق النووي".

ورفض الاتهامات بخضوع الوكالة الدولية لضغوط القوى الدولية، قائلا "أضمن أن الوكالة لا تعمل بأجندة أي دولة، ونحن نمارس أعمالنا بشفافية ولا نتلقى الأوامر من أحد وهذه الأقاويل (الاتهامات) مضحكة".

من جهته، حذر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية من صدور أي قرار ضد بلاده في الاجتماع المرتقب لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، قائلا إنه في حال صدر مثل هذا القرار سترد طهران عليه.

وبعد مؤتمره الصحافي مع إسلامي، التقى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

والتقى غروسي، مساء، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبل أن يغادر طهران.

وقال مساعد الشؤون السياسية لمكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي، في تغريدة على "تويتر"، إنّ غروسي أعرب خلال اللقاء عن ارتياحه للتوصل إلى أجندة مشتركة مع المنظمة الذرية الإيرانية بشأن التدابير اللازمة للتعاون بين الجانبين.

وأضاف جمشيدي أنّ رئيسي أكد بدوره أن التعاون بين إيران والوكالة الدولية "مسألة ثنائية ذات اتجاهين".

تُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية، كانت قد أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين. توصل الطرفان إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنها أخفقت في ذلك، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى العقبة الرئيسية أمام الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية الحالية خلال سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية، عن مصادر "مطلعة"، قولها إن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، توصلتا إلى "تفاهمات عامة" بشأن قضايا "الضمانات" (وفق اتفاق الضمانات الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية) والمقصود منها قضية المواقع الثلاثة.

وأضافت الوكالة أن الطرفين "اقتربا من حل موضوع أو موضوعين".

وفي معرض رده على سؤال عن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، قال غروسي إن الوكالة تدين أي هجوم عسكري على المنشآت النووية أينما كانت، بما فيها التي في أوكرانيا.

وشدد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترفض أي هجوم عسكري على المنشآت النووية في العالم، لكونه يتعارض مع القانون الدولي.

وبشأن برنامج إيران النووي، قال غروسي: "نريد حواراً جاداً ومؤسسياً مع إيران"، موضحاً أنّ من المبكر التعبير عن الرضى عن نتائج الزيارة، وبعد الانتهاء منها سيعبّر عن رأيه.

غير أن المسؤول الأممي قال إن أجواء الحوارات تتسم بالصداقة والتعاون وإنه سيلتقي اليوم مسؤولين إيرانيين آخرين، مشيراً إلى أنه فيما كان يشارك في المؤتمر الصحافي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، كانت وفود من الطرفين تتحاور فيما بينها.

ولدى رده على سؤال عما إذا كان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية برنامج للقيام بتفتيش المنشآت الإسرائيلية على غرار المنشآت الإيرانية، قال غروسي: "دائماً أستمع إلى هذا السؤال، خاصة عندما أزور إيران والشرق الأوسط، وهو سؤال مهم"، مضيفاً أن "إيران عضو اتفاق الضمانات. نحن نقوم بالتفتيش على أساس الاتفاقيات واتفاق الضمانات".

وتابع قائلاً إن إسرائيل ليست عضواً في اتفاق الضمانات، داعياً جميع دول العالم إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

المساهمون