غرفة الاستئناف تفسخ "براءة" مرعي وعنيسي في قضية اغتيال الحريري

فسخت غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالإجماع حكم تبرئة حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي (ينتميان إلى حزب الله)، وذلك في جلسة علنية عُقدت اليوم الخميس، وخُصّصت للنطق بالحكم في قضية المدعي العام ضد المتهمَيْن باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في 14 فبراير/شباط 2005.

فسخت غرفة الاستئناف بالإجماع حكم تبرئة السيدين مرعي وعنيسي وأعلنت أن كلًا منهما مذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول فيما يتعلق بال تهم الموجهة اليهم. واصدرت الغرفة أيضًا مذكرات توقيف بحقهما.

— Special Tribunal for Lebanon (@STLebanon) March 10, 2022

وأعلنت غرفة الاستئناف أن كلاً من مرعي وعنيسي مذنبان على نحو لا يشوبه أي شك معقول، في ما يتعلق بالجرائم الآتية: "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، التدخل في جريمة ارتكاب عمل إرهابي، التدخل في جريمة القتل عمداً، والتدخل في جريمة محاولة القتل عمداً"، وأصدرت مذكرات توقيف بحقهما.

ونظرت غرفة الاستئناف في أسباب الاستئناف الثمانية التي قدمها الاستدعاء، واستنتجت أن غرفة الدرجة الأولى ارتكبت أخطاءً في القانون تبطل الحكم، وأخطاءً في الواقع حالت دون إحقاق العدالة.

ودانت الغرفة مرعي وعنيسي غيابياً، ما يمكنهما لاحقاً من القبول خطياً بالحكم بالإدانة أو بالعقوبة، أو طلب أن يصار إلى محاكمتهما مجدداً، أو طلب عقد جلسة جديدة لجهة العقوبة، أو القبول بحكم البراءة الصادر عن غرفة الدرجة الأولى، وطلب عقد جلسة جديدة في الاستئناف.

تقارير عربية

التحديثات الحية

الحريري يشارك في إحياء ذكرى اغتيال والده و"يرفع الدعم عن نوابه"

وكانت غرفة الدرجة الأولى قد قررت في 18 أغسطس/آب 2020 بالإجماع، أن المتهم سليم جميل عياش (ينتمي إلى حزب الله) "مذنب على نحو لا يشوبه شك معقول بصفته شريكاً في مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وفي ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة، وقتل 21 شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجرة".

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، حُكم على عياش بالسجن المؤبد لكل تهمة من التهم الخمس التي أُسندت إليه في قرار الاتهام الموحد المعدل، فيما قررت الغرفة أن مرعي وعنيسي، إضافة إلى أسد حسن صبرا، غير مذنبين في ما يتعلق بالتهم المسندة إليهم في قرار الاتهام الموحد المعدل.

ورفض "حزب الله" تسليم عياش والمتهمين في قضية اغتيال الحريري، لعدم اعترافه بالمحكمة الدولية والأحكام الصادرة عنها، واتهامه إياها بأنها مسيّسة، وقراراتها لا تعنيه.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت عبر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لها، تخصيص مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لكلّ من يدلي بمعلومات عن عياش.

سليم عياش هو عضو في فرقة الاغتيالات التابعة لحزب الله والتي تتلقى أوامرها مباشرة من حسن نصر الله. أدين عياش بالتورط في اغتيال رفيق الحريري. إذا كان بإمكانك تقديم معلومات عنه، فقد تكون مؤهلاً للحصول على مكافأة.

0012022941037 pic.twitter.com/wTHJzeo9fO

— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) February 14, 2022

الحريري: للعمل على توقيف المدانين وتسليمهم للمحكمة

وفي هذا السياق، شدد رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، على أن قرار غرفة الاستئناف يحتّم على الدولة اللبنانية بكل سلطاتها وأجهزتها العسكرية والأمنية، العمل على توقيف المدانين، وتسليمهم للمحكمة الخاصة بلبنان، لتنفيذ العقوبات المقررة، داعياً إلى توقيف المدان في الجريمة نفسها، سليم عياش.

أخبار

التحديثات الحية

السنيورة يسير عكس "التيار الحريري": مشاركة سُنية فعالة في الانتخابات

الحريري الذي علّق أخيراً مشاركته في الحياة السياسية، وعزف وتياره السياسي عن خوض الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو/أيار المقبل، حمّل "حزب الله" "مسؤولية التغطية على الجريمة، وحماية المجرمين الذين ينتسبون إليه، والتهرب من حكم العدالة الدولية".

وقال في بيان، إن "التاريخ لن يرحم كل المتورطين والمخططين الذين نفذوا جريمة الاغتيال، وهو سيبقى بالمرصاد لكل جهة أو قيادة تتخلف عن تطبيق العدالة والاقتصاص من القتلة المجرمين".

من جهته، اعتبر شقيقه الأكبر، بهاء الحريري، الطامح الأكبر إلى خلافة سعد على الساحة السُّنية، أن إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إبطال حكم تبرئة قتلة والده، وإدانة المتهمين، يشكل انتصاراً لسيادة القانون والعدالة.