غانتس ونتنياهو يتبادلان الاتهامات حول خطط حرب غزة

18 مايو 2024
أمهل غانتس (يمين) نتنياهو حتى 8 يونيو لحسم استراتيجة الحرب، تل أبيب 28 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، مطالبًا بتحديد استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، متهمًا القيادة بالسير نحو المجهول تحت تأثير أقلية صغيرة.
- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرد على غانتس، متهمًا إياه بتوجيه الإنذارات للحكومة بدلاً من حماس، ويعتبر أن مطالب غانتس تعني هزيمة إسرائيل وترك حماس دون مساس.
- الخلافات داخل الحكومة تتسع، مع اتهامات متبادلة بين غانتس وأعضاء آخرين مثل إيتمار بن غفير، حول الاستراتيجية المتبعة في الحرب على غزة والتعامل مع حماس، مؤكدين على ضرورة تغيير المسار لضمان النصر.

غانتس هدد بالانسحاب من الحكومة إذ لم تتبلور خطة للحرب حتى 8 يونيو

نتنياهو ردّ على غانتس: وجّه إنذاراً لرئيس الوزراء بدلاً من حماس

يؤشر التراشق الحاد بين الرجلين إلى تزايد التوترات داخل مجلس الحرب

بن عفير يدخل على الخط: غانتس منافق وكاذب

تبادل عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الاتهامات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم السبت، في ما بدا تراشقاً حاداً، بعدما هدد الأول بالانسحاب من حكومة الطوارئ لعدم بحث خطط "استراتيجية" بشأن الحرب على غزة، وذلك في أحدث إشارة إلى الانقسامات والتوترات المتصاعدة بين القادة الإسرائيليين حول ما يسمونه "اليوم التالي" للحرب.

وهدّد غانتس خلال مؤتمر صحافي مساء يوم السبت، بالانسحاب من حكومة الحرب في حال عدم تحديد استراتيجية واضحة، تتضمن إعادة الأسرى المحتجزين و"تقويض حكم حركة حماس". وقال: "أمهل نتنياهو حتى 8 يونيو/ حزيران المقبل لتحديد استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها"، متهماً "أقلية صغيرة" بأنها تسيطر على "قيادة إسرائيل" وتقودها إلى المجهول.

وأضاف غانتس أنّ "من يتحكمون في الأمور أرسلوا الجنود للميدان ويتصرفون حالياً بجبن. وجزء من السياسيين يفكرون في أنفسهم"، واصفاً مقترح الصفقة الأخير الذي وافقت عليه حركة حماس ورفضه نتنياهو بالمتوازن، مع تأكيده إمكانية تطويره.

وأشار غانتس إلى أنه "في الائتلاف الحكومي الذي دخلناه مع نتنياهو كان هناك وحدة قوية، ولكن في الفترة الأخيرة هناك تشويش"، معتبراً أن "النصر في الحرب" يأتي فقط من خلال بوصلة استراتيجية واضحة، واستدرك قائلاً: "أنا وزملائي سنفعل كل ما بوسعنا لتغيير المسار. هناك حاجة لتغيير فوري، ولن نترك الأمور على حالها"، كاشفاً: "في الأشهر القليلة الماضية التقيت وتحدثت مع زعماء في العالم  وزعماء عرب، وأعلم أنه إذا تصرفنا بشكل صحيح وبعزم، فإن الهدف الاستراتيجي في متناول اليد".

وتابع: "على نتنياهو أن يختار بين الفرقة والوحدة والنصر والكارثة. سننسحب من حكومة الطوارئ إذا لم تتم تلبية الطلبات"، مهدداً: "إذا واصل نتنياهو المضي قدماً في طريقه الحالي فسوف نتوجه إلى الشعب لإجراء انتخابات".

واتهم غانتس رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بـ"إفساد" الصفقة، "في الوقت الذي يعيش فيه داخل الأنفاق بينما تعيش إسرائيل تحت الضغوط"، معتبراً أنّ "عدونا الذي يجب أن نتعامل معه هو السنوار". ومضى قائلاً: "علينا العمل على إعادة مواطني الشمال (حدود لبنان) وتعزيز التطبيع مع السعودية"، معتبراً أنّ إسرائيل "تخوض منذ السابع من أكتوبر حرباً وجودية". 

نتنياهو: غانتس وجه إنذاراً لرئيس الوزراء بدلاً من إنذار حماس

ولم يتأخر ردّ نتنياهو على تصريحات غانتس كثيراً، وقال إنه بدلاً من إنذار حماس، فإنّ غانتس ينذر رئيس الحكومة ويحدد له مهلة نهائية، الأمر الذي سيؤدي إلى هزيمة إسرائيل بالحرب. وجاء في بيان صدر عن مكتبه: "بينما يقاتل جنودنا الأبطال لتدمير كتائب حماس في رفح، يختار غانتس إصدار إنذار نهائي لرئيس الوزراء بدلاً من إصدار إنذار نهائي لحماس".

وأضاف: "الشروط التي يضعها بيني غانتس، هي كلمات معناها واضح، وهو نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلّي عن معظم المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة)، وترك حماس على حالها، وإقامة دولة فلسطينية. جنودنا لم يسقطوا سدىً وبالتأكيد ليس من أجل استبدال حماسستان بفتحستان".

الصورة
غانتس (يمين) وغالانت (وسط) خلال مؤتمر صحافي مع نتنياهو، تل أبيب 28 أكتوبر 2023 (Getty)
غانتس (يمين) وغالانت (وسط) خلال مؤتمر صحافي مع نتنياهو، تل أبيب 28 أكتوبر 2023 (Getty)

وأردف نتنياهو: "إذا كان غانتس يفضّل المصلحة الوطنية ولا يبحث عن ذريعة لإسقاط الحكومة، فليجب عن الأسئلة الثلاثة التالية: هل هو مستعد لاستكمال عملية رفح لتدمير كتائب حماس، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن أن يهدد بتفكيك حكومة الطوارئ في منتصف العملية؟ هل يعارض السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية في غزة، حتى بدون (محمود) عباس؟ هل هو مستعد للقبول بدولة فلسطينية في غزة ويهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) كجزء من عملية التطبيع مع السعودية؟"، مضيفاً: "موقف رئيس الوزراء (نتنياهو) من هذه القضايا المصيرية واضح: رئيس الوزراء مصمم على القضاء على كتائب حماس، وهو يعارض إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة وإقامة دولة فلسطينية ستكون حتماً دولة إرهاب. ويعتقد رئيس الوزراء أن حكومة الطوارئ مهمة لتحقيق جميع أهداف الحرب، بما في ذلك عودة جميع مختطفينا، ويتوقع أن يوضح غانتس مواقفه للجمهور بشأن هذه القضايا".

بدوره، ردّ غانتس على تصريحات مكتب نتنياهو بالقول إنه "لو كان (نتنياهو) يصغي لكنا دخلنا رفح قبل أشهر وأنهينا المهمة، وعلينا أن نكملها، وأن نهيئ الظروف اللازمة لذلك". وأضاف غانتس في بيان صادر عن مكتبه: "السلطة الفلسطينية لن تتمكّن من السيطرة على غزة. ولكن يمكن لجهات فلسطينية أخرى القيام بذلك، إذا نجحنا في الحصول على دعم من دول عربية معتدلة ودعم أميركي. ومن الجيد أن يهتم رئيس الوزراء بالتعامل مع هذا الأمر، وعدم تخريب هذه الجهود. وكما قال غانتس في خطابه، لا نية لإقامة دولة فلسطينية، وهذا ليس مطلب السعوديين. وغانتس، على عكس نتنياهو، لم يُعد الخليل، ولم يعلن دعمه لحل الدولتين في بار إيلان".

وأردف البيان: "إذا كانت حكومة الطوارئ مهمة بالنسبة لرئيس الوزراء، فعليه أن يجري المناقشات اللازمة، ويتّخذ القرارات اللازمة، وأن لا يماطل خوفاً من المتطرفين في حكومته".

بن عفير يدخل على الخط: غانتس منافق وكاذب

ووسط التراشق الكلامي بين الطرفين تدخل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قائلاً إنّ غانتس "قائد صغير، منافق وكاذب". وأضاف، في منشور على منصة إكس، أنّ غانتس "منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة، كان منخرطاً بشكل رئيسي في محاولات تفكيكها. رحلاته إلى واشنطن لإجراء محادثات ضد موقف رئيس الوزراء (وعقب المحادثات أصبحت الإدارة الأميركية معادية) لم تكن سوى جزء صغير من تخريبه".

وتابع بن غفير: "الرجل الذي استضاف أبو مازن في منزله، وأدخل عمالاً من غزة، وقاد اتفاقية الخضوع بالغاز مع لبنان، وأزال حواجز أمنية مهمة في الضفة الغربية، وعرّض جنود غولاني للخطر حرصاً على الفلسطينيين، هو آخر من يمكنه تقديم بدائل أمنية. من عرض على الحريديم تفاهمات حول قانون التجنيد مقابل حل الحكومة، ويردد الآن شعارات حول المسؤولية، هو منافق وكاذب. لقد حان الوقت لتفكيك الكابنيت، وتغيير السياسة إلى سياسة حازمة وقوية وحاسمة".

وتأتي تصريحات غانتس بعد ثلاثة أيام من انتقادات علنية وجهها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن عدم توفر تصوّر لليوم التالي للحرب، وقال فيها إنه لن يوافق على حكم عسكري في قطاع غزة، داعياً نتنياهو إلى إعلان أن ذلك لن يحدُث. وكشف غالانت، في مؤتمر صحافي، مساء الأربعاء الماضي، عن أنه طالب بإيجاد بديل لحكم حركة حماس في القطاع، وطرح الأمر مرّات عدة في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، لكن تجاوباً مع طلبه لم يحدُث.

المساهمون