غالانت: لن أوافق على حكم عسكري في غزّة

15 مايو 2024
غالانت برفقة جنود إسرائيليين قرب رفح، 07 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يعارض فرض حكم عسكري في غزة ويدعو لحل سياسي بديل لحكم حماس، بينما نتنياهو يشدد على القضاء على حماس ويرفض تولي السلطة الفلسطينية لغزة.
- نتنياهو ينتقد الدعم الشعبي الفلسطيني لحماس ويعلن عن توجيهات لتدميرها، معارضًا فكرة استبدال "حماسستان" بـ"فتحستان".
- الجدل حول الحكم في غزة يثير ردود فعل متباينة داخل إسرائيل، مع رفض وزير القضاء لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية وانتقاد زعيم المعارضة لبيد لحكومة نتنياهو وتأثير الحرب على العلاقات مع الولايات المتحدة والطبقة الوسطى.

قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه لن يوافق على حكم عسكري في قطاع غزّة الذي يتعرّض لحرب إبادة، داعياً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إعلان أن ذلك لن يحدُث. وكشف غالانت، في مؤتمر صحافي مساء اليوم الأربعاء، عن أنه طالب بإيجاد بديل لحكم حركة حماس في القطاع، وطرح الأمر مرّات عدة في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، لكن تجاوباً مع طلبه لم يحدُث.

وأوضح غالانت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مقترحاً ليس لدى نتنياهو استعداد لمناقشته، مفاده بأن من الضروري العمل من أجل بديل لحركة حماس، مضيفاً أن "نهاية الحملة العسكرية (الحرب على غزّة) هي بحل سياسي. اليوم التالي ل"حماس" لن يتحقّق إلا على يد جهات تكون بديلة عن "حماس". هذه قبل أي شيء مصلحة إسرائيلية". وذكر أن "الخطّة لم تُطرح للمناقشة، والأسوأ أن أي بديل مكانها لم يُطرح. إن حكماً عسكرياً ومدنياً في غزّة هو بديل سيئ وخطير لدولة إسرائيل".

غالانت: حكم عسكري في غزّة على حساب الجبهات الأخرى

ويرى وزير الأمن الإسرائيلي أن "حكماً عسكرياً ومدنياً في غزّة سيجعل الجهد الرئيسي لغزّة على حساب الجبهات الأخرى. وسيكلّف دماء وضحايا، وثمناً اقتصادياً باهظاً". ودعا غالانت نتنياهو إلى "اتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تحكم قطاع غزّة مدنياً، وأنه لن يكون هناك حكم عسكري في غزّة، والعمل على تقديم بديل سلطوي لسلطة حماس". وذكر "من واجبنا الآن أخذ البلاد إلى مكانٍ أفضل. يجب أن نتّخذ قرارات صعبة لصالح الاعتبارات الوطنية، حتى لو كان ذلك ينطوي على ثمن سياسي. ويتوقع الناس منا أن نتخذ القرارات الصحيحة".

نتنياهو يردّ

ولم يتأخّر كثيراً ردُّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غالانت بشأن حكم عسكري في غزّة، حيث قال: "لست مستعداً لاستبدال حماسستان بفتحستان"، في إشارة منه إلى أنه ليس مستعدّاً لأن تحكم حركة فتح من خلال السلطة الفلسطينية غزّة بدلاً من حماس. وأضاف "الشرط الأول لليوم التالي (للحرب على غزّة)، هو القضاء على حماس، والقيام بذلك بدون أعذار".

وقال نتنياهو من خلال فيديو عممه: "بعد المذبحة الرهيبة، أمرت بتدمير "حماس". جنود الجيش الإسرائيلي وأذرع الأمن يقاتلون من أجل ذلك. وطالما بقيت "حماس"، لن تدير أي جهة أخرى غزّة، وبالتأكيد ليست السلطة الفلسطينية". وادّعى أن "80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤيدون المجزرة الفظيعة. السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب وتموّل الإرهاب وتعلّم الإرهاب"،  وفق زعمه، مشدّداً على أن "الشرط الأول لتمهيد الأرضية لجهة أخرى هو القضاء على حماس، والقيام بذلك بدون أعذار". ولم يتطرّق نتنياهو في أقواله لاحتمال فرض حكم عسكري في القطاع.

وعلّق وزير القضاء ياريف ليفين على تصريحات غالانت بشأن حكم عسكري في غزّة قائلاً: "شعب إسرائيل ليس مستعدّاً للخضوع للإذلال. ليس شعب إسرائيل مستعداً للاقتياد إلى عملية أوسلو 2 التي ستقود إسرائيل إلى كارثة أخرى. لن يوافق شعب إسرائيل على تسليم غزّة لسيطرة السلطة الفلسطينية الإرهابية". ويعلم شعب إسرائيل أن أمنها لن يتحقق إلا بالإصرار على النصر، وليس بالاعتماد على وعود بالهدوء من الإرهابيين ومنظماتهم المختلفة"، وفق ادّعاءاته.

‏في المعسكر المقابل، قال زعيم المعارضة يئير لبيد إن حكومة نتنياهو "فقدت السيطرة ويتشاجر وزراؤها في ما بينهم على شاشات التلفزة بينما يُقتل جنودنا يوميا في غزّة". وكتب لبيد، في منشور بحسابه على منصة إكس: "فقدت الحكومة السيطرة. يُقتل جنود كل يوم في غزّة، و(وزراء الحكومة) يتشاجرون في ما بينهم على شاشة التلفاز"، في إشارة لكلمة غالانت وما تلاها من كلمات لنتنياهو وعدد من وزراء اليمين طالبوا الأخير بإقالة وزير الدفاع.

وتابع لبيد: "الكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) مفكك ولا يعمل، والوزراء يتظاهرون أمام جلسة الحكومة". وفي 5 مايو/ أيار الجاري، خرج عدد من الوزراء، بينهم وزراء المالية بتسلئيل سموتريتش، والاتصالات شلومو كرعي، والأمن القومي إيتمار بن غفير، من الجلسة الأسبوعية للحكومة، للانضمام إلى تظاهرة نظمها مستوطنون للمطالبة بعدم إنهاء الحرب في غزّة حتى تحقيق أهدافها. كما قال لبيد إن "العلاقات مع الأميركيين تنهار، والطبقة الوسطى تنهار، وفقدوا الشمال (البلدات والمستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان)". وختم بقوله: "لا يمكن الاستمرار على هذا النحو. لن ننتصر بهذه الحكومة".

المساهمون