عون: عقبات تعترض عملية تأليف الحكومة اللبنانية

29 اغسطس 2022
شنّ عون هجوماً على وسائل الإعلام التي تتهمه بالتعطيل وعرقلة تشكيل الحكومة (حسين بيضون)
+ الخط -

تحدّث الرئيس اللبناني ميشال عون عن عقبات لا تزال تعترض عملية تأليف الحكومة الجديدة، مشدداً في المقابل على أن المسار لم يتوقف والمشاورات لا تزال قائمة، منبهاً إلى "السلوك المزدوج" في التعاطي مع الملف.

وخلال لقائه اليوم الإثنين في قصر بعبدا الجمهوري وفد نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، شنّ عون هجوماً على وسائل الإعلام التي تتهمه بالتعطيل وعرقلة تشكيل الحكومة، محذراً من تأثير الرشاوى على الرأي العام في البلاد فيما الحقيقة غائبة كلياً، لافتاً إلى "أننا نرى يومياً محاكمة النوايا، بحيث إنه فيما أسعى إلى تأليف حكومة قبل موعد مغادرتي قصر بعبدا، يتمسكون هم بأقاويلهم ومزاعمهم بأني لا أرغب في تأليف حكومة".

ولا تقتصر اتهامات بعض وسائل الإعلام لعون على "نواياه التعطيلية"، إنما تتمسّك أوساط رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بالاتهام نفسه، لكن من بوابة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي كانت وصفته هذه الأوساط أخيراً بـ"حرتقجي الجمهورية"، وصوّبت عليه كـ"حاشر أنفه بما لا يعنيه دستورياً وقانونياً" من خلال ما يصدره من فتاوى ربطاً بالحديث عن سحب التكليف من ميقاتي، وبقاء عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته.

يأتي ذلك في محاولةٍ من باسيل لفرض شروطه بتوسعة الحكومة إلى 30 وزيراً لنيله الثلث المعطل في مجلس وزاري ستنتقل إليه صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الفراغ الرئاسي بعد 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ولم يُحدَّد بعد موعد اللقاء الخامس بين عون وميقاتي في إطار المشاورات الحكومية، والمتوقع أن يكون هذا الأسبوع، خصوصاً مع بدء العد العكسي لانطلاق المهلة الدستورية لالتئام البرلمان اللبناني بناءً على دعوة رئيسه نبيه بري لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد، في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، ما يضع أمام المعنيين بالتشكيل مهلة شهرين لتأليف الحكومة ونيلها الثقة في البرلمان.

ويقول مصدرٌ في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد" إن الرئيس عون "يفتح الباب دائماً أمام ميقاتي لزيارته ومناقشة الملف الحكومي، وهو لا يعرقل أي تشكيل بل على العكس يريد تشكيل حكومة ميثاقية، كاملة الصلاحيات، لأنه يعتبر أن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها أن تتولى إدارة شؤون البلاد في حال الفراغ الرئاسي".

عون "يفتح الباب دائماً أمام ميقاتي لزيارته ومناقشة الملف الحكومي، وهو لا يعرقل أي تشكيل بل على العكس"

في المقابل، يشدد مصدرٌ مقرب من ميقاتي لـ"العربي الجديد" على أن الرئيس المُكلَّف يتمسك بموقفه من مناقشة التشكيلة الوزارية التي قدّمها في 29 يونيو/حزيران الماضي للرئيس عون، وهو منفتحٌ على إجراء تعديلات فيه على صعيد الأسماء والحقائب الوزارية لكنه يرفض فكرة توسعة الحكومة بإضافة 6 وزراء دولة إليها.

وبرز الالتفاف السُني على ميقاتي في الأيام القليلة الماضية، خصوصاً بعد محاولة عون أخيراً قطع الطريق على حكومة تصريف الأعمال لتولي صلاحياته بعد انتهاء ولايته في حال عدم انتخاب خلفٍ له، وفي ظل أحاديث تسرّب عن مخطط يعمل عليه عون لتعيين باسيل رئيساً لحكومة انتقالية ويبنيه على فتاوى واجتهادات دستورية.

وزار ميقاتي اليوم رئيس البرلمان نبيه بري في مقرّه عين التينة في بيروت حيث تناول البحث الأوضاع العامة وشؤوناً سياسية وتشريعية، قبل أن يستقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" (يمثل الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط برلمانياً)، النائب تيمور جنبلاط الذي أكد على الإصلاحات المطلوبة، والموازنة، وضرورة معالجة ملف الكهرباء وإكمال التفاوض مع صندوق النقد وعلى إجراء الانتخابات الرئاسية بالمهل الدستورية.

ويلعب بري وبدعم من حزب الله إلى جانب جنبلاط دوراً بارزاً على المستوى الحكومي بهدف تقريب وجهات النظر وتعبيد طريق ولادة الحكومة قبل انتهاء ولاية عون.

وفي هذا الإطار، يقول نائب في كتلة بري "التنمية والتحرير" اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة مطولة"، غامزاً من قناة الخلافات المستمرة بين عون وميقاتي والظاهرة علناً من خلال البيانات الحادة المتبادلة بين الطرفين، والتي تخرق كل إيجابية متوقعة، وتبطل مسبقاً مفاعيل أي لقاء بين الرئيسين، لكنه يردف "قد تولد فجأة الحكومة خلال أيام أو في آخر أيام عهد عون، سنترقب ونشاهد، وقد لا تبصر النور".

حفيدة كميل شمعون تعلن ترشحها لرئاسة الجمهورية

رئاسياً، أعلنت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون، اليوم، ترشحها رسمياً لرئاسة الجمهورية، وذلك خلال مؤتمر صحافي، عرضت خلاله برنامجها الرئاسي، والأهداف التي ستعمل عليها في الملفات الأساسية كلها، اقتصادياً، معيشياً، اجتماعياً، من دون أن تغفل ملف ترسيم الحدود البحرية وثروات لبنان النفطية، عدا عن رؤيتها الحكومية.

تجدر الإشارة إلى أن شمعون التي كانت مقرّبة من عون قبل أن تصبح في صفوف المعارضة له، هي ابنة زعيم "حزب الوطنيين الاحرار" داني شمعون، وحفيدة الرئيس الأسبق كميل شمعون، وتعدّ حظوظها شبه معدومة، في السباق الرئاسي، ولو أنها تعوّل على أصوات المستقلّين والتغييريين، الذين حتى اليوم لم يعلنوا بعد مرشحيهم لرئاسة الجمهورية.