أفضت عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا، اليوم الأربعاء، إلى اعتقال عنصرين مواليين لـتنظيم "داعش" الارهابي، وذلك "في سياق الجهود المتواصلة المبذولة لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية، ودرء المشاريع المتطرفة التي تحدق بأمن واستقرار المملكتين"، وفق المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب.
ولفتت المديرية إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (مكلف بمحاربة الإرهاب)، تمكن على ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية، اليوم الأربعاء، من توقيف عنصر موال لما يسمى بتنظيم "داعش"، ينشط بين المغرب وإسبانيا.
وقالت المديرية العامة، في بيان لها، إن هذه العملية الأمنية المشتركة مع الحرس المدني الاسباني، قد أسفرت عن توقيف هذا العنصر بمدينة الناظور (شمال شرقي المغرب) من طرف القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة، بالتزامن مع إلقاء القبض على شريكه بمدينة ليريدا من طرف هذا الجهاز الإسباني.
وأكد المصدر ذاته أن التنسيق الأمني المتواصل بين الجهازين قد أظهر أن المشتبه فيهما كانا على صلة بعناصر تابعة لتنظيم "داعش" في الساحة السورية، في إطار التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية بأوروبا، بناء على تعليمات قياديين بهذا التنظيم الإرهابي.
ولفت إلى أن "التحريات أكدت كذلك أن الموقوفين كانوا على تواصل مع شبكة للهجرة غير الشرعية، من أجل الحصول على وثائق هوية مزورة لاستعمالها في إطار تنفيذ مشاريعهم الإرهابية".
إلى ذلك، اعتبرت المديرية العامة أن هذه العملية المشتركة تؤشر مرة أخرى إلى أهمية التعاون الأمني الاستخباراتي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بين المملكة المغربية وحلفائها، في سياق إقليمي وجهوي وعالمي، مطبوع بتنامي الخطر الإرهابي.
وترتبط الرباط ومدريد باتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة، جرى توقيعها في 13 فبراير/ شباط 2019، تهدف إلى تطوير التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة 18 نوعاً من الأفعال الإجرامية، وعلى رأسها الإرهاب، والجرائم التي تمسّ حياة الناس وسلامتهم الجسدية، والاعتقال والاختطاف غير القانونيين.
كما تشمل الاتفاقية الأمنية الموقعة بين المغرب وإسبانيا الجرائم الواقعة على الممتلكات، والاتجار غير المشروع بالمخدرات، والمؤثرات العقلية، والسلائف (المواد الأولية اللازمة لتحضير بعض أنواع المخدرات أو المتفجرات)، والاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، والاستغلال الجنسي للأطفال، ونشر مواد إباحية بمشاركة قاصرين، وإنتاجها، أو توزيعها، أو حيازتها.
وعلى امتداد السنوات الماضية، تمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية الناشطة في البلدين بطريقة منسقة ومتزامنة، بفضل تعاونهما المكثف، وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، لا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لمصلحة المجموعات المتشددة.
وفي الوقت الذي تصف فيه الرباط ومدريد تعاونهما بـ"المستوى العالي والنموذجي"، وتقولان إن شراكتهما الأمنية "مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة"، تكشف الأرقام أن التعاون الأمني والاستخباري مكّن البلدين من تنفيذ أكثر من 21 عملية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2014.