عمران خان يتوقع اعتقاله الوشيك بعد محاصرة الشرطة لمنزله

17 مايو 2023
لا تزال الساحة الباكستانية تشهد حالة من الاحتقان وسط مخاوف من الصراع الشامل (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، اليوم الأربعاء، أن الشرطة حاصرت منزله، وأنه يتوقع أن يكون اعتقاله مجدداً أمراً وشيكاً، بعد أن حذرته الحكومة من مغبة عدم تسليم أنصار له تتهمهم بشنّ هجمات على الجيش.

واعتقلت قوات شبه عسكرية خان في التاسع من مايو/أيار الحالي، بسبب ادعاءات اتهامه بالفساد وهو ما ينفيه، ممّا تسبب في نشوب موجة من أعمال العنف أدت لتفاقم الاضطرابات السياسية في البلاد. كما تواجه باكستان أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها على الإطلاق، وهناك تأخر كبير في مساعي الحصول على تمويل ضروري من صندوق النقد الدولي.

وأمرت المحكمة العليا الباكستانية بالإفراج عن خان بكفالة الجمعة الماضية. لكن الحكومة اتهمته اليوم الأربعاء بإيواء مساعدين وأنصار له مطلوبين، في ما يتعلق بهجمات أعقبت اعتقاله، وأمهلته 24 ساعة لتسليمهم أو مواجهة عملية من الشرطة.

وقال خان (70 عاماً) إن اعتقاله مجدداً وشيك. وقبل ذلك بساعات، مددت المحكمة العليا في إسلام أباد الإفراج عنه بكفالة حتى 31 مايو، وفقاً لما قاله محاميه.

وكتب خان في تغريدة مساء اليوم الأربعاء "على الأرجح هذه تغريدتي الأخيرة قبل اعتقالي المقبل"، مضيفاً أن الشرطة طوقت منزله في مدينة لاهور شرق البلاد.

وفي بيان بثه على الهواء بالفيديو، قال إن معارضيه يحاولون افتعال اشتباك بينه وبين الجيش. وقال: "أخشى أن يتسبب ذلك في رد فعل عنيف يسفر عن خسائر ضخمة لبلادنا.. إذا كان أحدهم يعتقد أن تلك الاستراتيجية يمكن أن تنجح في فرض حظر على حزبي فهذا لن يحدث".

وطالب بتشكيل لجنة قضائية برئاسة كبير القضاة للتحقيق في العنف.

وقال محامي خان، في وقت سابق اليوم، إنه حصل على تمديد فترة الإفراج عن عمران خان بكفالة مع عدم جواز اعتقاله حتى يوم 31 مايو/ أيار، فيما أعلن مسؤول أن المتورطين في احتجاجات عنيفة على اعتقاله سيحاكمون أمام محاكم عسكرية.

وقال فيصل تشودري محامي خان لرويترز إن المحكمة مددت فترة الإفراج عنه بكفالة دون جواز اعتقاله، والتي كان من المقرر أن تنتهي اليوم الأربعاء، لأن الادعاء طلب مزيداً من الوقت لتقديم تفاصيل قضيته.

وتسبب اعتقال خان، الذي أُطيح به في تصويت على الثقة بالبرلمان في إبريل/ نيسان العام الماضي، في تعميق حالة عدم الاستقرار السياسي في باكستان التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.

وتتعرض باكستان بالفعل لأسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق نظراً لتأخر حصولها على تمويل من صندوق النقد الدولي لفترة طويلة، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنب حدوث أزمة في ميزان المدفوعات.

واقتحم أنصار خان عشرات المباني الحكومية والعامة وأشعلوا النار فيها، بما في ذلك مقر الجيش في أعقاب القبض عليه.

وقال وزير الإعلام في إقليم البنجاب، أمير مير، اليوم الأربعاء إن المتهمين بشن هجمات على الجيش سيُحاكمون أمام محاكم عسكرية.

يذكر أن هيئة المحاسبة الوطنية اعتقلت عمران خان في التاسع من الشهر الحالي في قضية فساد تسمى "قادر ترست"، حينها خرج أنصاره إلى الشوارع وشهدت مدن باكستانية مختلفة أعمال شغب أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، كما قام المتظاهرون بإحراق مقار الجيش والشرطة والمكاتب الحكومية.

بينما نفى عمران خان ضلوع أنصاره في ذلك، مؤكداً أن هناك جهات تسعى لتوريط حزبه وفرض القيود عليه وزج قياداته في السجون ومن أجل ذلك قاموا بتلك الأعمال وهي مدبرة من قبل جهة لم يسمها، مطالباً بإجراء تحقيقات نزيهة في ذلك.

ولا تزال الساحة الباكستانية تشهد حالة من الاحتقان وسط مخاوف من الصراع الشامل بين مؤسسات الدولة، إذا لم يتم احتواؤها.

(رويترز، العربي الجديد)