وجه حزب "مستقبل وطن" الحائز على الأغلبية في مجلس النواب المصري، اليوم الإثنين، دعوة مفاجئة إلى جميع قيادات الحزب الفائزة في الانتخابات البرلمانية، ورؤساء وممثلي الأحزاب المؤتلفة معه، في ما يعرف بـ"القائمة الوطنية من أجل مصر"، و"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، لحضور اجتماع هام في مقر ائتلاف "دعم مصر" في الثالثة من عصر اليوم، وهو عبارة عن فيلا مملوكة لجهاز المخابرات العامة بضاحية التجمع الخامس في القاهرة.
وقالت مصادر برلمانية مطلعة إن "الاجتماع سيعقد بشكل سري بناءً على طلب جهاز الأمن الوطني، الذي سيشرف على إجراءات تأمين الاجتماع، ومنع دخول أي من الصحافيين لمقر الائتلاف، وذلك لحسم ترشيحات مناصب الرئيس والوكيلين في مجلس النواب الجديد، فضلاً عن هيئات مكاتب اللجان النوعية، وعددها 25 لجنة، قبل انعقاد الجلسة الإجرائية الأولى للمجلس غداً الثلاثاء".
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "الاجتماع سيشهد حضور ثلاثة مرشحين محتملين لمنصب رئيس مجلس النواب، للاستقرار على اسم واحد فقط من بينهم، وتزكيته في الجلسة الافتتاحية، وهم رئيس المجلس في الفصل التشريعي المنقضي، أستاذ القانون الدستوري علي عبد العال، ورئيس المحكمة الدستورية السابق، المستشار حنفي جبالي، ووزير العدالة الانتقالية (الشؤون النيابية حالياً) المعين من رئيس الجمهورية إبراهيم الهنيدي".
وحسب مقربين من عبد العال، فإنه وافق على حضور الاجتماع بعد اتصالات عديدة من قيادات بارزة في الحزب، ومسؤولين أمنيين، مع التهديد بتقديم استقالته فور انعقاد المجلس الجديد، في حال عدم اختياره رئيساً للبرلمان لدورة ثانية، لرفضه القبول بأية مناصب أدنى داخل المؤسسة التشريعية، بما يذكر باستقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، المستشار سري صيام، من مجلس النواب عقب تعيين عبد العال رئيساً له مطلع عام 2016.
وتابعت المصادر التي فضلت عدم كشف هويتها، أن الأقرب حتى هذه اللحظة لشغل منصب الوكيل الأول لمجلس النواب، هو الأمين العام السابق للمجلس، أحمد سعد الدين، المدعوم من حزب "مستقبل وطن" إثر استبعاد نائب رئيس الحزب، أشرف رشاد، من الترشح للمنصب، مع ترضية الأخير بمنحه رئاسة لجنة الشباب والرياضة في البرلمان، مستدركة بأن هناك خلافاً داخل الحزب حول منصب الوكيل الثاني، في ضوء طلب الأجهزة الأمنية ترشيح سيدة للمنصب.
وأوضحت المصادر أن مؤسسة الرئاسة أوصت بترشيح أمينة الإعلام المركزية في حزب "مستقبل وطن"، الإعلامية المسيحية المعينة دينا عبد الكريم في منصب الوكيل الثاني، على غرار ما حدث في مجلس الشيوخ باختيار النائبة فيبي فوزي في هذا المنصب، في وقت يتمسك كل من النواب مصطفى بكري، وسليمان وهدان، ومحمد عبد العليم داوود، بالترشح للمنصب.
ويفتتح مجلس النواب دور انعقاده السنوي الأول في الساعة الحادية عشرة من ظهر الثلاثاء، بناءً على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لانعقاد المجلس، بحيث ترأس النائبة فريدة الشوباشي الجلسة الإجرائية، ويعاونها في ذلك أصغر عضوين سناً في المجلس، وهما النائبان أبانوب عزت، وفاطمة أحمد، مع تقسيم أعضاء المجلس إلى فريقين، والتناوب في ما بينهما في دخول قاعة المجلس، على خلفية أزمة تفشي وباء كورونا.
وشهدت الانتخابات البرلمانية المنقضية عمليات واسعة من التزوير، لإقصاء أي صوت معارض من مجلس النواب الجديد، والذي اقتصرت المعارضة فيه على نائبين فقط هما ضياء الدين داوود، وأحمد الشرقاوي، وهو أقل عدد للمعارضين في تاريخ المجالس النيابية المصرية، في ظل الانتهاكات التي شهدتها الانتخابات برعاية من أجهزة الأمن، والقضاة المشرفين عليها، ومنها عمليات التلاعب بأعداد المصوتين، والتزوير لصالح المرشحين المحسوبين على السلطة الحاكمة.