اقتحم عشرات المستوطنين كنيسة مار إلياس للروم الكاثوليك في حيفا، وأقاموا صلوات في ساحتها بادعاء وجود قبر يهودي، فيما اعتبرت الكنيسة الاقتحام "عدوانا واقتحاما لمكان ديني مقدس".
وقالت الكنيسة، في بيان، إن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحاتها وانتشروا في عدة زوايا فيها وأقاموا صلواتهم، مشيرة إلى أنهم زعموا أن سبب وجودهم في ساحة الكنيسة يعود لوجود قبر "يشعيهوا هنبڤي" في المكان.
وعلى خلفية الاقتحام، من المقرر أن تزور رئيسة بلدية حيفا الكنيسة يوم الأربعاء، بحسب ما علم "العربي الجديد".
وقال الكاهن عبده عبده من كنيسة اللاتين في حيفا، في حديث لـ"العربي الجديد": "دير مار إلياس بني عام 1830 على دير سابق كان منذ سنة 1600، ولم يكن هناك أي قبر ليهودي كما يدعون. ولم يبنَ الدير على أي قبر كما يدعون". وأضاف عبده: "رأيت فيديو الاقتحام.. الظاهرة تكررت أكثر من مرتين، الأمر حتى الآن غير مقلق، ولكن نبحث لماذا يقومون بذلك، ما هي الأسباب؟ وماذا بشأن المستقبل؟".
واختتم حديثه بالقول: "نعمل على هذا الموضوع، وهناك تدخلات من كل الجهات من أجل العمل على هذا الملف، حاليا لا توجد أزمة".
من جانبه، كتب وديع أبو نصار، وهو مستشار لعدد من الكنائس في الأرض المقدسة على صفحته عبر "فيسبوك" إن المشكلة ليست مع عدد من "الزعران أو (المجانين)؛ بل مع الدولة! غالبية المسؤولين (عميان) و(طرشان) وحين نجبرهم على أن يروا ويسمعوا يصبحون (خرساناً) و(مقعدين)!"، على حد قوله، قبل أن يضيف: "لكن لن نسكت ولن نرحل، لأن هذه هي بلادنا ونحن شركاء ولسنا موظفين عند أحد".
تحذيرات من محاولات الاستيلاء على كنيسة مار إلياس
بدوره، حذر رئيس لجنة المتابعة لفلسطيني الداخل محمد بركة، في بيان، من خطورة محاولات عصابات يهودية الاستيلاء على كنيسة مار إلياس في مدينة حيفا، واستفزازاتها للكنيسة والمصلين، تحت مزاعم واهية، مستذكرا الاعتداء في السنوات القليلة الأخيرة على كنيسة الطابغة شمال بحيرة طبريا، والاعتداءات المستمرة على الكنائس في القدس المحتلة، وأيضا الاعتداءات على رجال الدين والراهبات.
وبحسب ما جاء في البيان، فإن كل هذا يأتي ضمن الاعتداءات الإسرائيلية الرسمية والاستيطانية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع تركيز خطير وأشد على المسجد الأقصى المبارك، وأيضا استمرار السيطرة على الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة.
استهداف للوجود العربي في حيفا
إلى ذلك، قال الكاتب أمير مخول، عبر صفحته عبر "فيسبوك"، إن الاعتداء على الكنيسة يستهدف الوجود العربي الفلسطيني في حيفا ومنطقة الساحل، داعيا الكنائس وكل المؤسسات الفلسطينية للتصدي لمحاولات تهويد المكان.
وأكد أن "قيام مجموعة من اليهود المتدينين، وبشكل تظاهري، بالصلاة في باحة كنيسة مار إلياس في حيفا، واعتبارها مكانا مقدسا لليهود بناء على (فتوى) دينية، هو أبعد من مجرد التعامل معهم من باب الغباء والاستهتار".
وأضاف مخول أن ما يجري من اعتداءات متكررة في القدس على الكنائس والرهبانيات والأديرة والهتافات العنصرية يتقاطع مع تكرار السعي لتهويد كنيسة ودير مار إلياس، وهو استمرار للاعتداء على المسجد الأقصى والحرم القدسي وسعيا لتهويد المكان.
وتابع: "ما أقدمت عليه المجموعة الإسرائيلية له نماذج في مدن ساحلية من خلال الأنوية التوراتية التي زُرعت من قبل الدولة في قلب الوجود العربي الفلسطيني ورموزه الوطنية والدينية، وهو ما يحدث في اللد في قلب مركز الوجود العربي وسعيا لبناء كنيس أو مدرسة دينية يهودية، وهو ما حدث أيضًا في عكا قبل خمسة عشر عاما من قبل عصابات الأنوية التوراتية، التي زرعتها حكومة شارون بالتعاون مع المدارس الدينية التابعة لتيار الصهيونية الدينية والتي تدمج ما بين الخدمة العسكرية والدينية والاستيطان".